جواهر
صالون حلاقة بمعايير إسلامية

لا تدخل إلى هنا إلاّ المحجّبات

جواهر الشروق
  • 17372
  • 1
جواهر الشروق
صحفية جواهر الشروق رفقة صاحبة صالون الحلاقة

صورة عروس بفستان أبيض طويل مغطاة الوجه والشعر، تلك هي الصورة الوحيدة التي قابلتنا ونحن نلج صالون حلاّقة المحجبات بسطيف، حلاّقة قرّرت أن تتخلص من كل صور النساء التي تطفح بالاثارة والاغراء، وتسريحات الشعر التي تستوقف بجمالها الرجال قبل النساء، وأصوات الموسيقى الصاخبة وأغاني الراي، وتكتفي بصورة واحدة، وعنوان واحد”حلاّقة المحجبات”، وكأنها تقول:”لاتدخل هنا إلاّ المحجبات”.

إنها السيدة شهرزاد بكّار التي زارتها “جواهر الشروق” في صالونها لتتحدث معها عن تجربتها الأولى من نوعها في سطيف، التي تمنح فيها المحجّبات وخاصة المتجلببات والمنقبّات فرصة لتسريح شعرهن في ظروف “مريحة “و”مطمئنة”  من الناحية الشرعية، أين ترفض السيدة بكّار رفضا قاطعا أن تستعمل الأغاني والموسيقى في صالونها، ناهيك عن تسريحات الشعر المخالفة للشرع والتي استفتت حولها بعض العلماء في السعودية عند آدائها مناسك العمرة.

حلم تحول إلى حقيقة

كيف قرّرت أن تفتحي صالون حلاقة للمحجبات فقط؟، هذا هو السؤال الذي طرحناه على السيدة شهرزاد التي قالت أنها لم تكن راضية عن نفسها أثناء استقبالها لزبونات غير محجبات، والنزول عند طلباتهن المختلفة دون اعتراض على ما حرّمه الله، إلى أن رأت في المنام أنها فتحت صالونا للمحجبات فقط، واعتبرت هذا المنام بمثابة البوصلة التي ترشدها إلى الطريق الصحيح الذي كان يجب أن تسلكه من البداية، منذ ذلك الحين وضعت لافتات تشير إلى أن هذه الحلاّقة للمحجبات فقط، ولأن الكثير من النساء لم يأخذن هذا الأمر على محمل الجد، واعتقدن أن اللافتة التي تحمل عبارة “حلاّقة المحجبات” هي مجرد تسمية لا أكثر، فقد كانت هناك نساء غير محجبات يزرن المحل ولكن شهرزاد، وهي سيدة متجلببة، كانت تعتذر منهن بلباقة، موضحة لهن أن المحل لا يستقبل إلاّ المحجبات، بينما كانت تعتذر للزبونات المحجبات عن امتناعها عن القيام ببعض التسريحات وكل ما يخالف شرع الله، ومع الوقت أصبح المحل لا يستقبل إلاّ المحجبات والمتجلببات.               

هذه التسريحات لا أسمح بها 

وعن التسريحات التي ترفضها استجابة للشرع، قالت شهرزاد: “لا أسمح بكل تسريحات الشعر المنفوخ، أو التسريحات التي ترفع الشعر لوسط الرأس، بحيث يبدو شكله واستداراته بارزة من الخمار، وهو ما نهي عنه الرسول صلى الله عليه و سلم في حديثه الشريف “…صِنْفَانِ مِنْ أُمَّتِي مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمْ بَعْدُ: نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَتٌ، عَلَى رُءُوسِهِنَّ أَمْثَالُ أَسْنِمَةِ الإِبِلِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا…”، ولا أسمح بالتسريحات القصيرة التي تجعل المرأة تتشبه بالرجل، وأرفض استعمال الشعر الموصول للزبونات، والنمص والوشم وكلها أمور نهى عنها المصطفى، ولعن النساء اللواتي يقدمن عليها أو يساعدن فيها.

ولست أدرى إن كانت المقبلات على هذه المحرمات لم يسمعن أو يقرأن من قبل ” لعن الله الواشمات والمستوشمات، والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن، المغيرات خلق..”، و”الواصلات و المستوصلات”.

وبشأن خصلات الشعر المخضبة بالصبغة، أو ما يعرف ب “ليماش”، قالت شهرزاد: “بعض الأخوات قلن لي إن “ليماش” حرام على أساس أن خصلات الشعر المصبوغة تصبح مثل البلاستيك، بحيث لا يصل إليها الماء أثناء الوضوء، فاستفيت أحد الشيوخ في السعودية بعد أن شرحت له ما الذي أعنيه بخصلات الشعر هاته، فأجازها” .

 تشويه سمعة الحلاقة

وتنحي السيدة بكّار باللائمة على الحلاقات اللواتي شوّهن سمعة الحلاقة، وجعلن منها وسيلة لجمع الأموال الطائلة من خلال فتح صالوناتهن لأغراض دنيئة، وتذكر في هذا السيّاق حلاّقة خصصت الجزء الخلفي من محلها للمنحرفات والعاهرات، فيما لا تتواني حلاقات أخريات على تشجيع بعض النساء على خيانة أزواجهن، و السماح لبعض الزبونات بالتدخين وتعاطي المخدرات واستبدال ثيابهن أو حجاباتهن بثياب متبرجة أو مفضوحة والخروج بها للشارع و الأماكن العامة.

فيما تقع بعض النساء المحترمات ضحية الحلاقات ذوات السمعة السيئة، إذ يقمن بتثبيت كاميرات في المحل أين يتم استبدال الملابس، أو الاستعانة بمرايا عاكسة يكون فيها رجال في الطرف الثاني يشاهدون النساء أثناء تسريح شعرهن وتزيينهن، ناهيك عن الكلام الفاحش والبذيء الذي يتم تبادله على مسمع الزبونات، وكأن صالون الحلاقة  يجب أن يتحول إلى وكر من أوكار الفساد حتى يكتب له النجاح وتقصده الزبونات، وهو الأمر الذي جعل الكثير من الأزواج يمنعون زوجاتهم من الذهاب إلى صالونات الحلاقة، ولكن في الآونة الأخيرة ساهمت العديد من الحلاّقات في تغيير هذه الصورة واستطعن أن  يحزن على الاحترام حتى و إن لم تكن هذه الصالونات مخصصة للمحجبات.

وعن نفسها تقول محدثتنا إنها استطاعت أن تحوز على ثقة الرجال قبل النساء، خاصة المحجبات والمنقّبات اللواتي سعدن كثيرا بفتح صالون حلاقة ليس فيه تعدي على حدود الله”. أردت أن أثبت للناس أن الحلاقة مهنة محترمة، وأردت أن أعطي فرصة للمحجّبات والمنقبات بتسريح شعرهن في جو يسوده الاحترام والالتزام بشرع الله” تقول شهرزاد التي عرّفتنا على خولة و إكرام و شيماء، وهن ثلاث فتيات يعملن مساعدات لها، أحضرهن أهاليهن للعمل في هذا الصالون لما يتمتع به من سمعة طيبة.

ومن جهتهن أعربن عن ارتياحهن للعمل في صالون لا تسمح صاحبته بالكثير من الأمور التي تتعارض مع الدين والأخلاق.

هذا ما جنيته من هذا الصالون

رغم أنها لا تستقبل إلاّ المحجبات، و تمتنع عن القيام ببعض التسريحات وبعض الأمور التي تتعلق بالتجميل، إلاّ أنها تقول:”إن الله فتح عليها بالرزق الوفير ورضا الوالدين والراحة النفسية “عندما قرّرت أن أتوقف عن القيام بتسريحة” كوب كاسكيت” عوضني الله علي ب 15 عروسا”.

وتضيف شهرزاد:” رفضت المشاركة في معرض للحلاقة أقيم بمناسبة عيد المرأة، حتى لا أشارك في المعصية، لا أريد أن أكون سببا في تبّرج فتاة، وظهورها بمظهر فتّان أمام الرجال حتى يصبح صالوني مشهورا وتقصده الزبونات بكثرة، أريد رضا الله والرزق الحلال فقط”.

وتستغرب السيدة بكّار لكون بعض النساء يعتبرن الأسعار الزهيدة التي تعتمدها في محلها دليلا على عدم تمكنها من الحلاقة” هل يجب أن أضع أسعارا خيالية حتى يقتنعن أنني محترفة؟” تتساءل هذه السيدة التي ختمت حديثها إلينا برغبتها في انتشار صالونات حلاقة تلتزم بشرع الله، وتشجع على ارتداء الحجاب الملتزم، حتى لا تصبح الحلاقة مرادفا للانحراف والتعدي على حدود الله.

مقالات ذات صلة