-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا تظلموا التلاميذ!

جمال لعلامي
  • 1383
  • 6
لا تظلموا التلاميذ!
أرشيف

مهما كانت القرارات المتخذة بشأن السنة الدراسية، فإن المطلوب والمرغوب فيه، هو أن تكون لصالح التلاميذ وبما يرضي الأولياء ويخدم المنظومة التربوية، وهو “الوعد” الذي كان قد أكده رئيس الجمهورية، وجدده وزير التربية، ولذلك، لا ينبغي على بعض الأطراف المسوّدة لكلّ شيء، أن تحاول الاصطياد في المياه العكرة، واستغلال المدرة مجددا لتحقيق أهداف مكتومة!

لا يمكن بأي حال من الأحوال، فصل “مصير” المدرسة، عن المصير الذي تعرفه المساجد، والمؤسسات الاقتصادية، والإدارات والمصانع، ومختلف أركان الدولة والمجتمع، فالأمر يتعلق بوضع صحي استثنائي وخاص، فرضته جائحة كورونا، على الجزائر، كما على مختلف البلدان في العالم، ولذلك، فإن البحث عن الحلول والبدائل، لإنقاذ العام الدراسي الحالي، ومعه التلاميذ والمعلمين، هو المبتغى، وهو الأولوية، وليس صبّ البنزين على النار!

المهمة لن تكون من اختصاص الوزارة الوصيّة فقط، وإنما هي كذلك من أدوار النقابات المعتمدة وجمعيات الأولياء ومستخدمي القطاع، فعلى كلّ هذه الأطراف أن تبادر وتبدع وتخترع الاقتراحات المجدية والواقعية، من اجل تجاوز الأزمة بأقلّ الأضرار، مع الابتعاد عن منطق “إهداء” الانتقال إلى المستوى الأعلى، لكلّ من هبّ ودبّ، أو توزيع البكالوريا و”البيام” و”السانكيام” مثل ما يتم توزيع الحلوى على الأطفال لتجنّب بكاءهم!

صحيح أن أبناءنا يعانون الأمرّين، وهم “محبوسون” في البيوت نتيجة الحجر الصحي، خاصة المعنيين بشهادات نهاية السنة، وصحيح أيضا أن الأولياء قلقون ومهمومون وخائفون على مصير أطفالهم، لكن الأكيد المؤكد، أن الجهة المعنية باتخاذ القرار المناسب، وعلى رأسها رئيس الجمهورية، لن تبادر دون شكّ إلى ما يضرّ كوادر المستقبل ويُفقدهم الثقة في أنفسهم!

نعم، لا داعي للتخويف وزرع اليأس والقلق والإرباك والبلبلة والإشاعة، فالقادم سيكون أفضل إن شاء الله، وستمرّ العاصفة علينا جميعا بسلام، بقدرته ومشيئته عزّ وجل، ونحن في شهر الرحمة والخير واليُمن والبركات، وسينجح التلاميذ من هذا “الاختبار الفجائي” الذي وقعه الوباء، مثل وقع الابتلاء على كلّ الجزائريين الذين تغيّرت حياتهم ويومياتهم، في انتظار الفرج!

تمديد “العطلة” الاضطرارية وغلق المدارس، قد يكون “ضارة”، لكنها “نافعة”، فتصوّروا لو أن ملايين التلاميذ، ومعهم أولياءهم الذين يرافقونهم كلّ صباح ومساء، استمرّوا في الدراسة بالمؤسسات التعليمية.. الأكيد، كانت ستكون الكارثة، والعياذ بالله، لكنّ ربّ العالمين لطف، وظلّ الأبرياء بعيدا عن المغامرة وتحدّي الفيروس، هم مرابطون بالبيوت، إلى أن يرفع الله عنّا هذا الوباء، ويأذن لعباده بالعودة إلى الحياة العادية.. فلا تقنطوا من رحمة الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • محمد الصالح بوخضرة

    العنوان " لا تظلموا التلاميذ" لا يطابق ما جاء في كلامك، واعلم أن الشهادة لا يمكن إلغاؤها ممهما كان امتحان يمكن ذلك لأن هناك فرق بين الشهادة والامتحان. جائحة كورونا تعتبر قوة قاهرة فالاجراءات يجب أن تصب في صالح جميع التلاميذ بدون استثناء بإعطاء الفرصة للجميع ونطمئن الأولياء لا نفتح جبه ضدهم. هناك بدائل وليس توزيع الحلوى كما تفضلت، أغلقت باب المبادرة وحصرتها في وزارة التربية الوطنية أي في شخصية الوزير الذي يعتبر بعيدا على الميدان لو نقارنه بالمفتش أو الأستاذ، والنقابات التي تصب اهتماماتها على المطالب الاجتماعية دون التربوية ( اعطيني تاريخ ندوة تربوية أشرفت عليها احدى النقابات وقدمت مبادرات).

  • وليد بوعديلة

    اتعلم استاذ جمال سبب اختلاف المواقف من الموسم الدراسي،انه يعود لاختلاف الاهواء ،مع وجود فئة من الناس لا يتجاوز نظرها الانف، و فئة اخرى تتأمل المستقبل وتقرأ العواقب،لذلك يجب تقديم الحلول الواقعية والتربوية،اي الجمع بين الوقاية من الوباء،واعطاء التلاميذ المجتهدين حقهم في النجاح،واقتراح الاستدراك لمن رسب،،مع ضرورة تنظيم البكالوريا،في ظروف جيدة،صحيا وتربويا ونفسيا، الهم ارفع الوباء،شكرا لك العزيز جمال.

  • معلقة

    c'est vrai!

  • المتأمل من بجاية

    مشكور :
    العنوان بالفصحى المقال متوسط الحجم وهو المطلوب حتى لا يبعث الملل.
    النظرة التأملية البعدية
    الرضى بقضاء الله وقدره

  • nacer

    يعني ما هذا، تقرير أم موضوع صحفي أم خطبة جمعة

  • لزهر غزالي

    عين الصواب يا جمال فنحن النقابة الوطنية لمفتشي التربية الوطنية لم نستشر في الأمر ونحن من يتابع التمدرس ومدى تقدم البرامج بالثانويات ومن يصمم مواضيع شهادة الباكلوريا فكيف لهؤلاء الدخلاء أن يقحموا انفسهم في اشياء لا تعنيهم؟