-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا سرف ولا “إصراف”!

عمار يزلي
  • 1516
  • 0
لا سرف ولا “إصراف”!
الارشيف

ليلة أمس، خرجت كالعادة بعد المغرب لأفرغ شحنتي من الكلام في المقهى.. تصوروا 17 ساعة بلا هدرة ولا مغزل، كلها انتهت في 5 دقائق بغرفية شربة، ومورصو كسرة بيضاء، وسردينة مقلية زرقاء وحبة كفة قهوية مشوية، ومرڤازة أورانج طايبة، وبطاطا حمرا مفورة، وخيارة صفراء، خضراء، وحبة طماطم حمرا وكاس ليمونادة كحلا؟ وخرجت لأكمل ما تبقى مما يملأ ما بقي من أجزاء المعدة فارغا: القهوة والآتاي، والدخان والشامية.. حتى الدخان أعده فطورا ويدخل إلى المعدة وليس إلى الرئة، بدليل أنه يشبع ويغني من جوع، لولا الدخان لما شبعت، الدخان يشبّع! لهذا فأنا مع كثير من الناس المدخنين، لا نستنشق الدخان بل نأكله أو نشربه، أوَلا يقال “شرب الدخان”؟! ولهذا فهو مفطر، ولو كنت فقط أتنفسه، لكنت أضرب الزطلة في النهار القهار مش فقط في الليل وفي أيام الإفطار.. حتى في رمطان (لعمامرة).. أعمر به كرشي قبل رأسي!

لم أسأل أحدا في البيت عما يجب أن أشتريه في الليل ليوم الغد، فأنا لا أصرف في النهار (أقول لهم أنا لا أصرف!) فيسكتون، لكن المشكلة هي المفاجأة التي قد ينصبونها لي بعد المغرب عندما أستيقظ لأجد لا أحدا في البيت؛ لقد تعودوا أن يفعلوها معي كل رمضان عندما لا أشتري مؤونة اليوم الموالي، كانت زوجتي تنبهني تحت شفتيها: يخصنا كذا وكذا وتلك وذلك وما إلى ذلك.. فأضرب النح.. وأخرج من دون أن أرد عليها وأعود بخف حنين، لا أكل ولا شراب، لكن في الغد، عندما أستيقظ عند المغرب لا أجد إلا ورقة مكتوب عليها من طرف زوجتي بخطها الأعوج الملعون: “صحة فطورك، مع مائدة لا عليها إلا الماء! هي تذهب مثل فعلكانعند أخواتها الكثر، مع أبنائها وبناتها وهم أيضا أكثر من الكثير، ولا يبقى في  الوادي غير حجارو“.. أنا.. يعني، فأشرب كوب الماء وأضرب سيجارة على قلبي.. وأخرج لاعنا إياهم واحدا واحدا، وأذهب إلى المسجد، لا لأصلي المغرب، بل لأجد بعض المواطنين وقد تعوّدوا على إحضار تمر وحليب وبعض المأكولات من بوراك ولحم وسمك.. وخبز وفواكه كثر الله خيرهم.. فأتظاهر بأني آكل للبركة: رانا عاد شبعانين.. غير للبركة برك! ندي معايا للدار.. حتى هما يحبوا ماكلة الجامع.. فيها البركة.. الله يثبت الأجر! (مع العلم أني لم أصلّ المغرب، أفعل هذا ما بين المغرب والعشاء، ثم أعود للبيت حتى من دون أن أنتظر صلاة العشاء)..

لهذا، هذا اليوم، خفت أن لا أفطر يوم الغد، فقلت لزوجتي: واش من رهج تاكلوا غدوة؟ قالت لي: الرهج نتاع كل يوم. راك عارف واش نرهجوا معاك، راك راهجنا!

فآخذ معي بعض الصرف (هل ترون كم أنامسرفوهم يتهموني بالشح والبخل؟) لأحضر معي كيس حليب وخبزتين ورأس بصل وحبة طماطم وخيارتين من اختياري.. إذن سأغير المادة وسأشتري فلفلتين و6 حبات سمك سردين: حبة لكل ذكرين وأربع إناث على كل حبة (أنا أطبق الشريعة في الإرث خلال الحياة: للذكر مثل حظ الأنثيين).. أضيف إليها أن الغائب لا ينال حصته أما النائم (أنا.. يعني) فلا تنسوه!

 

لست أدري ما يوجد في البيت ولكن هذا هو الموجود في الجيب، البقية سأوفره لكي اشتريآيفون 6″.. لكن أخشى ألا أفطر يوم الغد إلا في الشارع مع زوار المسجد من مشردين وأفارقة..ثم واش فيها؟ حتى أنا إفريقي! وجزائري زيادة على ذلك!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • bahaddour mohamed

    ramadan karim a si amar lah i3tik saha