-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
على خطى جوزيب بوريل... سانشيز يصفع المخزن

لا سيادة للمغرب على سبتة ومليلية ولا على الصحراء الغربية

محمد مسلم
  • 26146
  • 2
لا سيادة للمغرب على سبتة ومليلية ولا على الصحراء الغربية
أرشيف

بينما كان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يحتسي “النخب” مع كبار مسؤولي نظام المخزن المغربي في الرباط، كانت المخاوف في أوجّها في مدريد من تداعيات تلك الزيارة على المصالح العليا الإسبانية في الجزائر، ومخاطر ذلك على مستقبل العلاقات مع القوة الإقليمية الوحيدة في شمال إفريقيا.
من بين التصريحات التي صدرت عن السياسيين الإسبان بهذا الخصوص، هي تلك التي جاءت على لسان ألبيرتو نونيز فيخو، رئيس الحزب الشعبي، القوة السياسية المعارضة الأولى في إسبانيا، الذي حذر الشعب الإسباني من مخاطر سياسة حكومة بيدرو سانشيز، على مصالح بلاده مع الجزائر. نونيز وفي تصريحات صحفية أوردتها وكالة “يوروبا براس” الإسبانية، انتقد سياسة رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، فيما يتعلق بالمغرب، لأنه “غير قادر” على تقدير فوائدها لإسبانيا، كما قال. وأوضح أنها “اتسمت باضطرابات بسبب موقف مدريد غير المقبول من الصحراء الغربية”، والذي تسبب في انقطاع جسور العلاقات الودية مع الجزائر، وتوقف عجلة المبادلات الاقتصادية شبه الكامل بين البلدين.
رئيس الحزب الشعبي في إسبانيا هاجم حكومة بلاده بسبب “عدم قدرتها على الحفاظ على معاهدة الصداقة والتعاون مع الجزائر على وجه التحديد بسبب تغيّر موقفها من الصحراء الغربية، بل إن الحزب الاشتراكي الذي يقوده سانشيز، صوّت في البرلمان الأوروبي ضد حرية التعبير في المغرب”، يقول فيخو مخاطبا سانشيز: “سيحكم عليك التاريخ”.
زيارة سانشيز إلى الرباط بات ينظر إليها الإسبان أيضا على أنها مؤشر على متاعب جديدة لشركة “ناتورجي” التي بدأت في مفاوضات السنة الجارية مع نظيرتها سوناطراك، بعد ما قرر الطرف الجزائري أن تكون المفاوضات حول أسعار الغاز سنوية بدل كل ثلاث سنوات، كما كان الحال قبل الأزمة بين الجزائر ومدريد.
ويجسد هذه المخاوف المقال الذي كتبته الصحيفة الإلكترونية الإسبانية “فوثبوبيلي”، والذي جاء تحت عنوان “ناتورجي تتفاوض مع الجزائر على أسعار جديدة للغاز على نخب سانشيز في المغرب”، تعرضت من خلاله إلى التحديات التي تواجهها الشركة الإسبانية “ناتورجي” في ضبط أسعار الغاز مع نظيرتها الجزائرية سوناطراك، في مستويات مقبولة تحمي مقدرات الشعب الإسباني.
وكتبت الصحيفة: “كان على ناتورجي أن تتعب في عام 2022 لإغلاق سعر إمدادات الغاز مع سوناطراك… تواجه شركة الغاز بقيادة فرانسيسكو رينيس الآن مفاوضات جديدة مع شريكها الجزائري لإغلاق أسعار التوريد في عامي 2023 و2024. مفاوضات صعبة مرة أخرى بسبب حالة التوتر في السوق، وتقارب كل من إيطاليا وفرنسا مع الجزائر، وزيادة احتياجات الصين من الغاز، وقرب الحكومة الإسبانية من المغرب”.
وأضافت: “الرحلة الأخيرة التي قام بها بيدرو سانشيز وحاشية كبيرة من الوزراء الأسبان تعطي الجزائريين المزيد من الحجج لجعل شريكهم الإسباني يتعب في المفاوضات الجديدة. تشكل “الصداقة الكبيرة” الجديدة بين مدريد والرباط “مشكلة كبيرة” حسب الناشطين في القطاع، للاتفاق بين ناتورجي وسوناطراك”. هذا من الجانب الإسباني.. ثم ماذا عن الجانب المغربي.. ويا له من عار ما بعده عار !
قبل زيارة سانشيز، صدّع أبواق نظام المخزن أسماع الشعب المغربي المغلوب على أمره، بأن هذه الزيارة ستكون مناسبة لمطالبة الحكومة الإسبانية بتمكين الرباط من “سيادة جزئية” وليس سيادة كلية على الأجواء في الصحراء الغربية المحتلة.. لماذا؟ لأن المخزن الذي لا يتوقف عن ترديد مقولة “الصحراء الغربية جزء من مملكة المخزن”، لا يملك حتى اليوم السيادة على أجواء الصحراء الغربية. إنه لا يزال يطلب التراخيص من إسبانيا مقابل مرور طائراته المدنية والعسكرية فوق المنطقة.. هذه هي الحقيقة التي يخفيها المخزن على مواطنيه دون حياء.
ثم ماذا كان رد سانشيز على هذا المطلب من الرباط؟ الإجابة: “نيات” كما يقال بالروسية، أي لا. بل الأكثر من ذلك، أن الإسبان فضحوا أكاذيب نظام المخزن من عاصمته، بترسيم إسبانية مدينتي سبتة ومليلية باعتبارهما بوابتين جمركيتين إسبانيتين، أي من المدينتين تبدأ الحدود البرية لإسبانيا، دون أدنى مراعاة لشعور المسؤولين المغاربة، تماما كما فعل المسؤول السامي للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بويل، عندما خاطب وزير خارجية المخزن، ناصر بوريطة، في الرباط قائلا: “لا تسامح (Zéro tolérance) مع فضيحة شراء ذمم النواب الأوروبيين”، وذلك بينما كانوا يأملون توسطه لدى بروكسل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • كمال

    اين الملك في كل هذا

  • Said

    Algerie Maroc khawa khawa