لا كرة بلا احتراف .. ولا احتراف بلا مال
لم يحمل الموسم الكروي الجديد في الجزائر ما يستحق الذكر، رغم مرور أربعة أشهر عن انطلاقته، وعلى هذا الأساس، يعود الحديث عن الاحتراف في كل مرة ليس بأفكار جديدة، بل بمشاكل أكثر تعقيدا، تتعلق بالمفاهيم والطبائع والسلوكات السلبية. وبالرغم من إطلاق مشروع احتراف الأندية منذ نصف سنة تقريبا، ودخوله حيز التطبيق بحزمة من القوانين والإجراءات، إلا أنه لا أحد فهم أو حاول أن يفهم ما يجري على هامش بطولة عرجاء، ومباريات مملة لا متعة فيها ولا أهداف ولا هدافين.
-
وإذا كان الجميع يردد دائما جملة غير مفيدة بالقول: “ما زلنا في البداية ولا يحق لنا إصدار أحكام مسبقة”، فإن الحقيقة هي أن المشروع الكبير الذي سيخرج الكرة الجزائرية من النفق ما زال حبرا على ورق، حتى لا نقول صيحة في واد لا يعرف مصدرها. ومهما كثرت الأقاويل وتوسعت النقاشات، فإن الأساس يبقى دائما البحث عن عصب الحرب .. المال الذي بدونه لا وجود للكرة ولا للاحتراف .
-
ومنذ أن دفعت الأندية بقوة القانون إلى ما يسمى بالاحتراف، لم يتوقف اللغط و لم تنقطع الاتهامات، بين “المالكين” الجدد، والأباطرة القدامى، بسبب الاستحواذ على إرث غير موجود في غالب الأحيان. وإذا حاولنا الاحتكام إلى لغة الأرقام، فإنه لابد من القول إن من وعدوا بالملايير لم يقدموا شيئا على الأرض، غير بعض الوعود المدوية .
-
وإنصافا للحق، لابد من القول إن من كلفوا بمهمة نقل الأندية إلى عالم الاحتراف، إنما وُرطوا في مشكلة لا أول لها ولا آخر، حتى وإن كان لهم شطر من المسؤولية في هذا الموضوع .
-
لقد حاول رؤساء الأندية الجزائرية جلب المستثمرين بكل الوسائل، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا، لأنهم تفاوضوا من موقع ضعف، لأن أنديتهم فقيرة معدومة لا يثق فيها أحد، فليس لها ملاعب ولا أموال ولا تسيير ولا موارد مالية. أما المحزن في الأمر، فإن بعض المسيرين، هجروا الملاعب الكبيرة القادرة على در الأموال، وفضلوا ملاعب صغيرة يحشرون فيها خصومهم من أجل تحقيق فوز هزيل لا يسمن ولا يغني من جوع، وهذا يعني بوضوح، أنهم لسيوا مستعدين على الإطلاق لدخول عالم غريب عنهم وعن لاعبيهم، ومن الأفضل لهم ولنا أن نبقى في مكاننا.