الرأي

لا لك هذه الأمة يا غلاوي

الشروق أونلاين
  • 5817
  • 7

قال جورج غلاوي للعرب وبصوت واضح لا غبار عليه: “ما معنى صلاتكم وصيامكم وإخوتكم في غزة يقتاتون من المزابل؟”

 وهو في حالة غضب من هؤلاء العرب وتخاذلهم تحت الجزمة اليهودية بعد أن بحت أصوات نساء وأطفال غزة من نداءات الاستغاثة والنجدة والشكوى مما يلحقهم من إسرائيل ومن الأنظمة العربية التي كان المفروض أن تكون أول من يهب لتلبية النداء والذود عن الحرائر، لكن لا حياة لمن ينادي. السيد غلاوي القادم من بعيد بعيد من خارج الديار والذي أخذته الحمية على الإنسان من الطغيان والهمجية اليهودية كما تجلب الحمية العرب ووراءهم الكثير من شعوبهم إلى مباركة الإجرام اليهودي في غزة، والذين يذهبون حتى إلى السباحة ضد التيار الإنساني ويعارضون المبادرات الأجنبية وحتى مبادرات الهيئات الدولية لنصرة شعب غزة ومحاولة افتكاكه من براثن آلة الفتك الإسرائيلية، كما فعل شعب الضفة الغربية، وسلطته الفلسطينية تجاه عدد من القرارات الدولية التي كان المفروض أن تصدر لشجب الأعمال الإجرامية في غزة.

فالعرب كما قال غلاوي يهربون من أصدقائهم فكيف يكون لهم أصدقاء في محنتهم مع إسرائيل، ولكنهم أكثر من ذلك أنهم وحكامهم يتجهون زرافات ووحدانا إلى عدوهم وعدو تاريخهم وماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم يستجدونه الشرعية السياسية والرحمة، فيما يستجدي جورج غلاوي سماح الرئيس حسين مبارك بعبور القوافل الإنسانية لفك الحصار المعيشي عن غزة، في حين تعتبر مصر كلها وحدودها الشرقية معبرا للجيش الإسرائيلي لفعل ما يريد ولقتل الفلسطينيين العزل في الخنادق المحفورة من أجل تهريب الخبز إلى أطفال غزة.

كل هذا والشعوب العربية ساكتة على ما يفعله حكامها تجاه شعب غزة، بل إنها متآمرة في غالب الأحيان مع مساعيهم باتجاه إسرائيل التي أصبحت أهم مصدر لشرعية البقاء والاستمرار في السلطة أو الاستيلاء عليها بالنسبة لهؤلاء الحكام، فتخرج هذه الشعوب بالملايين وتملأ المدن والساحات والشوارع للتظاهر عندما يناديهم الحكام إلى ذلك أو لمطالبة الرئيس بالبقاء في الحكم أو الترشح لعهدة أخرى، وتستكين وتختفي تماما من الوجود وتدخل جحورها عندما يتعلق الأمر بالتظاهر والتنديد بما يفعله عدوها الأكبر وعدو شعب غزة في الماضي والحاضر والمستقبل.

فلك ربنا وربك الذي “تؤمن به بينك وبين نفسك”، في مسعاك الإنساني الجليل ولا لك هذه الأمة المستكينة التي ضرب عليها الذل والمسكنة، وما مسعى أو تبقى لها سوى لاتجاه عدوها الأول والأخير الذي لا يريد لها سوى الاندثار الذي تستحقه وهي على ما هي عليه.

 

مقالات ذات صلة