.. لحوم الدجاج بـ350 دينار

سينعكس قرار تسقيف أسعار الدّجاج، من طرف المؤسسة العمومية للتغذية وتربية الدّواجن “أوناب”، في حدود 350 دج للكلغ عبر كافة فروعها بالولايات، ايجابا، على سوق اللحوم البيضاء في الجزائر، خاصة مع اقتراب الشهر الفضيل، بعد ما وصلت الأسعار أرقاما قياسيّة، لم تستطع القدرة الشرائية للمواطن مُجاراتها، وهو ما جعل السّلطات تقرر تسقيف أسعار الدّواجن في الحدود المعقولة.
اشتكى مواطنون الأشهر الأخيرة من مُعاودة ارتفاع أسعار اللّحوم البيضاء، اذ قاربت نهاية الأسبوع مثلا 330 دج في سوق الجملة، ووصلت عتبة 470 دج في التجزئة، وهي أسعار اعتبرها مواطنون “خيالية وليست في المتناول”، ما جعل السلطات تتدخل، عبر المؤسسة العمومية للتغذية وتربية الدواجن “أوناب”، لتحديد سعر كلغ من الدجاج بـ350 دج، وذلك عبر جميع فروعها بمختلف مناطق الوطن.
واستبشر مواطنون في تصريحات لـ”الشروق” بالقرار، آملين تخفيض الأسعار أكثر مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، وبدورهم رأى مختصون في القطاع بأنّ قرار تسقيف أسعار هذه الشعبة بات أمرا “لا مفرّ منه، حتى ولو كانت الأسعار حرّة”، بعد ما عجزت جميع الحلول السابقة عن ذلك.
وحسبهم، فإنّ الفرد الجزائري بات محروما من تناول اللّحوم الحمراء، ثم الأسماك بأنواعها “ولو واصل الدجاج ارتفاعه، فسيُمحى بدوره من قائمة طعام الجزائرييّن، والذي كان يُعتبر إلى وقت قريب لحم الزوالية”.
وسبق، لوزير الفلاحة عبد الحفيظ هني التصريح بسعي الدولة إلى تسقيف أسعار اللحوم البيضاء، وذلك بعد عقد عدد كبير من الاجتماعات مع ممثلي شعبة اللحوم البيضاء، لاسيّما المجلس المهني لتربية الدواجن.
ومعلوم أن الأسعار المسقفة ستحدّد على أساس التكلفة الحقيقية للإنتاج، مع ضمان هوامش ربح معقولة، سواء للمربين أو المذابح أو على مستوى بائعي التجزئة.
وعقّب الوزير في وقت سابق على “تذرّع” المربين بارتفاع قيمة الأعلاف لرفع الأسعار، بأن الدولة سعت لإيجاد حلول لهذا الإشكال، عن طريق توفير الأعلاف وبأسعار مقننة كالنخالة، ناهيك على دعم الدولة للفلاحين لإنتاج مختلف الأعلاف، محّذرا من أن بقاء أسعار اللحوم البيضاء مرتفعة “سيضر الشعبة أكثر”.
ويقترح فاعلون في قطاع التّجارة وحماية المستهلك، حلولا لتسوية مشاكل شعبة الدواجن، وبالخصوص غلاء الأسعار، حيث اعتبر الأمين العام للإتحاد الوطني للتجار والحرفيين، حزاب بن شهرة، عبر “الشروق”، بأن شعبة اللحوم البيضاء، بحاجة إلى انشاء تعاونيات لمُربي الدواجن، تكون تابعة للدولة، ويتم فيها تحديد أسعار الأعلاف والدّواء البيطري، مؤكدا على أن الأسعار “حُرّة” ويصعب تسقيفها.
ويتخوف المتحدث من ظاهرة عزوف الفلاحين على تربية الدواجن وحدوث ندرة، ما يرفع الأسعار أكثر مستقبلا، وذلك في حال بقيت الشعبة تتخبّط في مشاكلها، وفق تقديره.
من جهة أخرى، رحّب رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، مصطفى زبدي، بقرار تسقيف أسعار الدّجاج، داعيا إلى تعميم قرار التسقيف على كافة المعنيين بالقرار، ومنهم المربون وتجار التجزئة للحوم البيضاء الطازجة.
ومن جانبه، جدد نائب رئيس الجمعية الوطنية لمُربي الدّواجن، حمزة شريف لـ”الشروق”، طرح انشغالات المربين، وعلى رأسها غلاء الأعلاف وارتفاع أسعار الكتكوت، وبخصوص قرار التسقيف، قال: “نثمن أي قرار يصب في مصلحة المستهلك، شرط أن لا يضرّ بمصدر رزق المُربيّن”.