-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أحدهما لم يغادر الكوخ منذ 7 سنوات بسبب المرض:

لخضر وميلود.. شيخان شقيقان يعيشان في إسطبل بمعسكر

قادة مزيلة
  • 3146
  • 0
لخضر وميلود.. شيخان شقيقان يعيشان في إسطبل بمعسكر
أرشيف

يعيش شيخان شقيقان داخل بيت أشبه كثيرا بكوخ، كان في ما سبق إسطبلا للحيوانات، على بعد أمتار قريبة من مقر بلدية حسين في ولاية معسكر.

ميلود، ذو 66 عاما، وشقيقه لخضر، ذو 61 عاما، يعيشان يلتحفان القصدير ويفترشان التراب، في وضع مأساوي، يميط اللّثام عن هذه الفاجعة الإنسانية.

“الشروق”، تنقّلت إلى بلدية حسين، وحاولنا الدخول إلى الغرفة القصديرية، وتمّ ذلك بصعوبة، باعتبار مدخلها عبارة عن فجوة يسدها باب خشبي لا يمكن ولولجه إلا بالانحناء، لتجد نفسك أمام باب آخر تنفذ عبره إلى الغرفة، حيث يتواجد لخضر ذو 61 عاما، الذي لم يبرح مكانه داخل الكوخ منذ سبع سنين بسبب تعدد أمراضه، آخرها مرض عضوي أفقده القدرة على المشي، فبقي ملازما زاوية على فراش لا يكاد يزيد عن لفاف قماش، لا يقيه البتة البرد والصقيع، أضف إلى ذلك، تسرب المياه إلى “الإسطبل الحيواني” الذي تآكلت جدرانه.

ميلود، المريض، وجدناه محاطا بأكوام من العلب وقارورات الماء والخردوات وقطع حديدية وأخرى خشبية وكرتونية، والمطر يتهاطل عليه وعلى شقيقه، يقول ميلود إنهما لم يرثا عن والدتهما التي توفيت قبل 15 عاما سوى هذه الغرفة وبعض الأواني المصنوعة من الحلفاء، وجهاز تلفاز معطل، يجتهد ميلود في خدمة شقيقه لخضر بكل ما أوتي من قوة، فهو الذي يقوم على شؤونه رغم مرضه هو الآخر وتقدمه في السن، حيث يغسل ملابسه ويشتري ما يأكلان ويناوله ما يحتاج.

وظل الشقيقان على حالهما منذ عشرات السنين، ولم يطلبا عونا أو مساعدة من أحد، بل بقيا كاتمين حالتهما، إلى أن تدخل بعض قاطني البلدية لتوجيه نداء إلى السلطات والمحسنين، من أجل تمكينهما من سكن لائق يحفظ كرامتهما، ومساعدتهما ببعض مستلزمات العيش من مواد استهلاكية وأغطية وأفرشة، وتكفّل طبي بحالتهما الصحية.

وعقب ذلك، أعطى والي معسكر عبد الخالق صيودة أمرا يقضي بتوجيه لجنة تتكون من عدة قطاعات إلى بلدية حسين للوقوف على حالة الشيخين الشقيقين مع التكفل بوضعيتهما في جميع الجوانب.

وقد تنقل إليهما كل من مدير النشاط الاجتماعي وممثل عن مديرية الصحة ورئيس دائرة بوحنيفية وملحق بديوان الوالي ومدير مستشفى سيق ورئيس لجنة الهلال الأحمر الجزائري والخلية الجوارية لقطاع التضامن، بحضور أطباء وممرضين. وبعد إجراء فحوصات طبية للأخوين، تقرر نقل لخضر إلى مستشفى مدينة سيق لمباشرة علاجه والتكفل الطبي به.

كما تكفل الهلال الأحمر الجزائري بنقل مساعدات غذائية وأغطية وأفرشة لفائدة الأخوين، فيما تكفل متطوعون من بلدية حسين الذين رافقوا لخضر إلى مستشفى سيق بنظافته وتغيير ملابسه، والبقاء على قرب منه أثناء مرحلة العلاج.

كما سيتم فتح تحقيق بخصوص سكن تم منحه لأفراد عائلة الأخوين خلال سنوات التسعينيات في إطار إعادة إسكان المتضررين من زلزال سنة 1994 غير أنه غير مستغل من قبلهما، وبقيا داخل اسطبل لتربية الحيوانات وسط ظروف كارثية، وأفادت مصالح النشاط الإجتماعي أنه في حال تعذر نقلهما إلى السكن المذكور، فستحاول مع الشقيقين لنقلهما إلى مركز إيواء تابع للقطاع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!