جواهر
فضفضة

لدي خمس بنات وأحلم بالولد.. ماذا أفعل؟

نادية شريف
  • 114143
  • 50
ح.م

لأني لست من النوع الذي يتكلم كثيرا أو يظهر حزنه يظن الناس بأني سعيدة في حياتي وبأنه لا ينقصني شيء، كون زوجي إطار سام بمؤسسة مرموقة ويملك بيتا وسيارة ويأخذني كل عام لتغيير الجو خارج الوطن.. أعيش أمتع اللحظات والحمد لله وأحصل على كل ما أريد وأشتهي لكن عجزي عن إنجاب طفل يتعبني ويمرضني لدرجة أني أبكي وحيدة في غرفتي كي لا يشعر أحد بالشفقة اتجاهي..

كانت أمنيتي الوحيدة حين تزوجت أن أصبح أما لولدين وابنتين لكن في كل مرة أحمل يكون الجنين أنثى فتخيب آمالي وقد واصلت الإنجاب على أمل تحقيق مرادي لكن من دون جدوى.. أصبحت زوجة “سلفي” تناديني بأم البنات كي تغيضني فأضطر للضحك والتمثيل بأني سعيدة رغم أني في داخلي أعتصر وأحتضر.. لم يعد لشيء معنى وحتى بناتي لم اعد أكترث لهن كثيرا وصرت أجرحهن بالكلام وأعاملهن بسوء ثم اندم..

لا تحكموا عليّ بأني امرأة جاحدة للنعم لأني أنا الأخرى تربيت في مجتمع ذكوري، بل وفي عائلة تفضل الذكر على الأنثى.. والدتي وحماتي وزوجي وكل من حولي يحبون الذكور ويجرحونني بالكلام من دون أن يشعروا، وأنا عاجزة تماما عن تحقيق رغبتي ورغبتهم، بل وبركان يغلي بداخلي ولا أدري متى ينفجر..

أبحث لديكم عن حل، وأرجوا أن تفيدوني بطرق ناجعة لإنجاب الذكور من دون أن تنهالوا عليا بالمواعظ لأني لست على ما يرام ولأني لست مستعدة للحمل مرة أخرى بأنثى.. أرجوكم أريد مختصا ينصحني أو طبيبا جيدا يعالجني أو كلمة طيبة ترفع من معنوياتي المحبطة.

أم البنات

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

تحية طيبة أختي الكريمة والله أسأل أن يحفظ بناتك وأن يرزقك برهن ويجعلهن بابا لك إلى الجنة، كما أسأله سبحانه وتعالى أن يرزقك بالذكر إن كان فيه خيرا لك وبعد:

أولا اعلمي سيدتي أن الله وهبك نعمة عظيمة لا زلت غير مقدرة لقيمتها، وقد أوصانا صلى الله عليه وسلم بمحبتهن في قوله: “لا تكرهوا البنات فإنهُنَّ المؤنساتُ الغاليات”، وكان الأمامُ أحمد أبنُ حنبل إذا بلغهُ أن أحدَ أصحابهِ رُزِقَ ببنت قال: “أخبروهُ أن الأنبياء آباءُ بنات ولا يزالُ الرجلُ عقيماً من الذريّة حتى يوهبُ البنات وإن كانَ لهُ مئةٌ منَ الأبناء”، بل لعل أجمل ما قيل عنهن:

إنَّ البنات ذخائرٌ من رحمةٍ

وكنوزُ حبٌ صادقٍ ووفاءِ

إنَّ البيوتَ إذا البناتِ نزلنَ بها

مثلُ السماءِ تزيّنت بنجومِها

كلام كثير قيل عن البنات، حتى إن الرسول الكريم بشر من كان له ثلاث منهن وأحسن إليهن بالجنة، لذلك أنصحك بأن تفرحي بدل أن تشعري بالسخط لأن الذي منحهن لك من غير حول ولا قوة قادر أن يحرمك منهن، بل إنه سبحانه وتعالى أدرى بما فيه خير لك، وبكاء الكثيرين على فلذة كبد واحدة كفيل بأن يجعلك تحمدين خالقك صباحا ومساء على جزيل نعمه عليك، وكيف لا تفعلين ذلك وقد جعل رحمك خصبا وملأ البيت عليك فرحة وبهجة وأذاقك فرحة الحمل وأسعدك بسماع كلمة “أمي” التي تتمناها الكثيرات..

أختي أنت لم تنجب الذكر ليس لأنك عاجزة، بل لأن الله لم يأذن بذلك بعد أو ربما هي قسمتك أن تكون ذريتك بناتا، والحمد لله على ما أعطى، بل الحمد لله أنهن سليمات من العاهات، والحمد لله أنهن بنات وليس جنسا ثالثا، والحمد لله أنهن من صلبك.. الحمد لله، هذا ما يجب أن يتكرر على لسانك لأن من كان في نعمة ولم يشكر خرج منها ولم يشعر.. والذين يلومونك قولي لهم ان الأمر ليس بيدك وإن كان بأيديهم فليتفضلوا..

سيدتي أشكري خالقك كثيرا واهتمي ببناتك ليكن ذخرا لك عند الكبر، ولا بأس ان تستشيري طبيبا مختصا في أمراض النساء ليرشدك إلى أنجع الطرق من أجل تحقيق غايتك، فالعلم تطور كثيرا وهناك حسابات دقيقة وحميات لتحديد جنس الجنين.. اعتمدي إحداها مع التوكل على الله لأن إرادته تسبق كل شيء والله المستعان.

لمراسلتنا بالاستشارات:

fadhfadhajawahir@gmail.com

مقالات ذات صلة