-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لعبة المناخ.. لا لسنا في كوكب واحد!

لعبة المناخ.. لا لسنا في كوكب واحد!

يَزعم الغرب أنَّ هناك مشكلة مناخ يتسبَّب فيها كل العالم وعلى جميع الدول المساهمة في حلها. والواقع يقول إن المتسبِّب الرئيس في مشكلة المناخ هو الدولُ الصناعية الكبرى ثم الغنية بعدها، أما بقية العالم فليس سوى ضحية وعلى الأغنياء الاعتراف بذلك، وبدل مطالبة الدول الفقيرة بالمساهمة في الحدِّ من الاحتباس الحراري عليها أن تدفع لها مقابل ما تَتَسبَّب لها فيه من ضرر.
وبدل السعي إلى الانتقال إلى الثورة الصناعية الرابعة غير المُلوِّثة للبيئة  كما تزعم، عليها الامتناع عن نقل مصانع ومنتجات الثورة الصناعية الأولى والثانية وحتى الثالثة إلى بقية العالم.
الكل يعلم أن الدول المتقدمة تريد الانفراد بتكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة وترك بقية العالم يتخبط في ما تخلت عنه من تكنولوجيات سابقة واستنفد جدواه…
ومعلومٌ أن الثورة الصناعية الأولى كانت قائمة على الفحم والمحرك البخاري، والثانية على الوقود الأحفوري من مشتقات البترول، والثالثة على تكنولوجيا الحاسوب المتقدمة دون القدرة عل تحقيق الانتقال إلى طاقة بديلة، أما الرابعة فإنما تريد أن تكون مُعتمِدة كلية على الطاقات النظيفة البديلة وتقتصر على التحكم في أرقى أشكال المعرفة لتبقى مهيمنة على العالم، مثل الذكاء الاصطناعي Artificial intelligence   والبلوكشين Blockchain والتعلم الآلي Machine learning   والأصول الرقميةDigital Assets … إلخ كل ذلك دون مراعاة ما تقوم به من تخلّ عن مكوِّنات الثورات الصناعية الثلاث إلى بقية العالم…
وهو ما يحدث اليوم بالفعل. كل الصناعات الملوِّثة تُنقل إلى الجنوب؟ بل وكل المصانع المنتِجة للمعادن النادرة أساس الطاقات النظيفة الجديدة إنما تُنقل أيضا إلى الجنوب.
هي وحدها الصين التي تدخل الثورة الصناعية الرابعة وفي الوقت ذاته تتحمل كافة تبعاتها بما في ذلك إقامة المصانع المُلوِّثة بالإقليم الصيني ذاته وليس خارجه كما يفعل الغربيون… ولذلك يصنِّفونها أكبر ملوِّث دون توضيح السر في ذلك..
دون توضيح أن الدول الصناعية الغربية مازالت تفكر بعقلية الاستعمار القديم… تُخطِّط لأن تحتكر صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات وكل ما ارتبط بالتكنولوجيا المتقدمة عنوان الثورة الصناعية الرابعة، وتَنقل إنتاج المواد النادرة التي بدونها لا يمكن إقامة مثل هذه الصناعات إلى بقية العالم الذي عليه من وجهة نظرها تحمُّل آثار التلوث على البيئة بشكل عامّ وصحة الإنسان بشكل خاص…
وهذا الذي ينبغي التنبيه إليه.. أن تتفادى الشعوب النامية دفع فاتورة تقدم الغرب للمرة الرابعة.. قبل الاستعمار وخلال الاستعمار وبعد الاستعمار  وغدا بعد أن يتم التحكم في جميع مناحي الحياة بواسطة الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات المتقدمة…
يبدو أن الوقت قد حان اليوم لاستباق الاستعمار القادم من قبل الدول المتقدمة، وينبغي ألا نقبل باستخدام حجة الاحتباس الحراري والمناخ لزيادة الهيمنة على العالم من خلال تقسيم غير عادل للأدوار وفق معادلة ظالمة تقول: تستمر الدول الصناعية في التحكم في العالم عبر التكنولوجيا المتقدمة، وتستمر بقية دول العالم في استقبال المصادر الملوِّثة.. وفي دفع فاتورة تلوث المناخ بحجة أننا نعيش في كوكب واحد. لا لسنا في الواقع في كوكب واحد!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!