-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لعنة البشرية

لعنة البشرية

سيتساءل القارئون والسامعون غير العارفين عمن وُصف بهذا الوصف وناله عن جدارة واستحقاق.

وحتى أوفّر الوقت لهؤلاء المتسائلين، أبادر بالقول إن “لعنة البشرية” هذه ليست سوى فرنسا التي تخصصت في ممارسة الإجرام، فهي تمارسه هواية واحترافا.. فالفرنسيون هم أظلمُ وأطغى، لم يسبقهم في كثير من الجرائم سابق، وما أظن، أنه سيلحقهم فيها لاحق. وهذا الإجرام ليس محصورا في عسكرييهم، أو مصالحهم الأمنية، بل مارسه أكثر الفرنسيين من أدناهم إلى أعلاهم، وهم لا يتوارون منه، بل يعتبرونه من أمجد أعمالهم، ومن مآثرهم.

أمّا الذي “أوحى” إليه الله -عز وجل- بإطلاق هذا الوصف على فرنسا فهو المناضل شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، الذي أذاقته فرنسا بعضَ إجرامها، ولذلك فهو يتكلم عن بيّنة، ويصف عن خبرة، “ولا ينبِّئك مثل خبير”.

لقد أطلق مفدي زكريا هذا الوصفَ على فرنسا في قصيدة أنشأها في فبراير 1960، وجعل عنوان هذه القصيدة “وليد القنبلة الذرية”، وذلك بعد ما فجّرت فرنسا المجرمة بأمر من رئيسها المجرم دوغول القنبلة الذرية في رقان في 13 فبراير 1960. (انظر ديوان اللهب المقدس للشاعر مفدي زكريا).

ومما يؤلمني شديد الألم، ويرفع ضغطي هو سماعي كثير من أبناء جلدتي، وأبناء ملتي واعتقادي يسبغون ألقاب المروءة والإنسانية والعظمة على المجرم الأكبر دوغول، الذي صدق الشاعرُ الجزائري صالح خرفي عندما وصفه بأنه “أكذوبة التاريخ”. (صالح خرفي: أطلس المعجزات. ص179).

سعدتُ في يوم الجمعة الماضي (11-2-2022) بزيارة مجموعةٍ من الشبان، وزادت سعادتي وحبوري أنه كان ضمن هؤلاء الشبان أخوان من منطقة أدرار، وهما الدكتور عبد السلام كومان أستاذ في جامعة أدرار، والحاج عمر الهامل، رئيس جمعية 13 فبراير.

بعد الترحيب بالزائرين، والاطمئنان على الأحوال، انقلبت سعادتُنا إلى ألم، وفرحُنا إلى عكسه، لأنّ الأخوين القادمين من منطقة أدرار بدآ يقصّان علينا ما يكابده سكانُ منطقة رقان من آثار القنابل الذرية التي فجرتها فرنسا المجرمة في تلك المنطقة، ولم يسلم من آثارها الرهيبة بشرٌ، ولا شجر، ولا حجر…

ومما آلمنا أن الناس هناك يدعون الله أن لا يرزقهم زينة الحياة الدنيا، إذا علم أن هؤلاء الأولاد سيولدون معوَّقين أو مشوَّهين… أليست فرنسا هي “لعنة البشرية؟”.

إن دوغول المجرم يقول في مذكراته “الأمل” إننا “حظرنا على القوى الأمريكية، إدخال قنابل ذرية إلى فرنسا، سواء كانت مستقرّة في الأرض، أو محمولة بالطائرات، ومنع تشييد قواعد القذف”. (ص 226)، ولكنَّه -لإجرامه- لا يجد غضاضة في أن يجرِّب قنابله الإجرامية في أرض الجزائر. فهل من فعل هذا نبيلٌ، ذو مروءة، عظيم؟ إنني أعتبر بعض المجرمين أشرفَ من دوغول المجرم، ومن قادةِ فرنسا الذين يرفضون الاعتراف بجريمة بلدهم، وما يستتبع ذلك الاعتراف، فلعنة الله والملائكة والناس أجمعين على لعنة البشرية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • خليل

    المشكلة أن فرنسا ما زالت تتحكم في رقابنا عن طريق عملائها.و يجب لعنهم اكثر من فرنسا .و هم ارذل منها .