الرأي

لقد “وقعت في الفخ” يا زيتوني!

قادة بن عمار
  • 1334
  • 4
أرشيف
الطيب زيتوني

الخطأ الجسيم الذي ارتكبه وزير المجاهدين الطيب زيتوني حين ندّد بحادثة “قديمة” لحرق العلم الجزائري في فرنسا معتقدا أنها وقعت قبل أيام بمناسبة المونديال (وهي تعود لأربع سنوات خلت!!)، يؤشر مرة أخرى أن المسؤول الجزائري عموما، وليس الوزير زيتوني فقط، لا يقدّر المعلومة “الصحيحة”، لا يهتم بها أو بتحديثها والتأكد منها، وهو لهذا، وقع و”يقع” في كثير من المرات ضحية لردود فعله السريعة ومواقفه الاستعجالية!

الوزير زيتوني أخذته “حماسة الرد” وعنفوان اللحظة، فـ”وقع في الفخ” ربما لأن الحادثة “المفبركة” جاءت عشية الاحتفال بعيد الاستقلال حيث يواجه “معاليه” انتقادات شديدة بسبب تأخره في حلّ الكثير من الملفات العالقة مع فرنسا، علما أن الذنب ليس ذنبه في كل الحالات، بل كثيرا ما تجاوزه الأمر وظهر متورطا فيه، لكنه كان أول وزير جزائري للمجاهدين زار باريس منذ الاستقلال، وعاد منها صفر اليدين وهو لهذا يحاول تغطية “إخفاقاته المتكررة” بردود فعل هدفها الاستهلاك الإعلامي المحلي، بيد أنه أخطأ هذه المرة حين أجاب على سؤال صحفي “لم يتأكد أيضا من تاريخ وتفاصيل الحادثة”، بالقول إنها دليل قاطع وملموس “أن الثورة الجزائرية وبعد 56 سنة من نجاحها في تحقيق الحرية والاستقلال، ما تزال تزعج فرنسا والكثير من القوى الغربية الأخرى”!

وبالمناسبة، فإن كلام الوزير زيتوني ليس خاطئا، لكن السياق الذي جاء فيه هو المشكلة، فهو سياق مبني على معلومة فايسبوكية مضللة، جعلته يدخل في خانة الكلام غير المسؤول، بل وجاء الرد “الخبيث” والتصحيح “غير البريء” سريعا من السفارة الفرنسية ليزيد الطين بلة، وكم تمنينا لو أن الوزير زيتوني أو مصالحه “النائمة في العسل” تحركت لتدارك الأمر وقامت بتصحيحه، ولو عبر بيان مقتضب للإعلام لكن هيهات، فالوزارات ككل والسلطة عموما ما تزال تعاني عائقا كبيرا في الاتصال، ولا تدرك قيمته، هذا إن لم يدفع الوزير زيتوني ثمن إزعاجه للسفارة الفرنسية وباريس بسبب تصريحه الحماسي ومعلومته غير المؤسّسة!

مقالات ذات صلة