-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لم تغرهم عقود الإشهار ولم تفرض عليهم أي ضغوطات

لماذا أصبح اللاعبون المغتربون يفضلون اللعب للجزائر بدلا من فرنسا

سمير حمزة
  • 6928
  • 0
لماذا أصبح اللاعبون المغتربون يفضلون اللعب للجزائر بدلا من فرنسا

انقلبت في الآونة الأخيرة، مواقف جل اللاعبين الجزائريين المغتربين بأوروبا، من مزدوجي الجنسية، بدرجة 360 درجة مائوية، وأصبحوا جميعهم يحلمون للعب مع الجزائر بدلا من فرنسا، بل ينتظرون في طابور طويل من أجل كسب ود الناخب الوطني جمال بلماضي ومن ورائه كل الجزائريين.. فما هي الأسباب التي جعلت لاعبين محترفين ولدوا وتربوا وتكونوا في فرنسا وأوروبا، ولم يسبق للبعض منهم حتى زيارة الجزائر، الحلم بالدفاع عن ألوان منتخب محاربي الصحراء؟

هناك عوامل كثيرة ومختلفة ساهمت في إقناع الجيل الجديد من اللاعبين من مزدوجي الجنسية (فرنسية ـ جزائرية)، أو لديهم جذور جزائرية من جهة الأب أو الأم، باللعب لمنتخب أجدادهم.

لعل أهم عامل يدفع معظم اللاعبين الجزائريين المغتربين من مزدوجي الجنسية ارتداء قميص المنتخب الجزائري، لاسيما خلال السنوات الأخيرة، هو الشرف الكبير الذي سيعود على العائلة الصغيرة والكبيرة عندما يختار الابن أو الحفيد اللعب لمنتخب الأجداد، ولا يعرف هذا الشعور إلا الجزائريون المغتربون بفرنسا الذين عانوا كثيرا من العنصرية والتمييز، وهي المبادئ والقيم التي ربى عليها الكثير من الجزائريين أبناءهم هناك من أجل إبقائهم على صلة دائمة بوطنهم الأصلي، وسبق لعدد من اللاعبين الدوليين الذين تعاقبوا على الخضر الإشارة إلى ذلك، على غرار قائد المنتخب الحالي رياض محرز، أو بطل ملحمة أم درمان عنتر يحيى والأمثلة كثيرة، وهو ما تعكسه أيضا تصريحات حسام عوار بخصوص انتمائه إلى الجزائر.

ويبقى الجمهور الجزائري من بين أبرز العوامل التي شجعت اللاعبين السابقين أو الحاليين وحتى الذين سيلتحقون مستقبلا لاختيار اللعب مع المنتخب الوطني، حيث طالما صنع أنصار الخضر لوحات رائعة في مساندة منتخبهم، لاسيما من خلال التنقل معه إلى كل بقاع العالم، صورا كانت تركت آثارها على جل اللاعبين الذين التحقوا بصفوف الخضر.

كما منحت الجزائر لهؤلاء اللاعبين دفء الوطن الحقيقي الذي افتقدوه طوال حياتهم في اوروبا عموما وفي فرنسا على وجه الخصوص، هم الذين يكونون لاعبين عاديين مع نواديهم وبمجرد وصولهم إلى الجزائر يتحولون إلى نجوم وأبطال بالنسبة للشعب الجزائري الذي يتعامل معهم كالأبطال، في وقت تحوّل المنتخب الوطني إلى عائلة حقيقية يتشوق اللاعبون للقدوم واللقاء خلال التربصات وبمناسبة المباريات.

ويخطئ من يقول أن الأموال أو العقود الإشهارية التي تمنحها الإتحادية للاعبين وراء إقناعهم باللعب مع الفريق الجزائري، خاصة بالنسبة للجيل الحالي، الذي أصبح حلمه السير على نهج نجم مانشستر سيتي رياض محرز. كما أن هذا قد لا ينطبق على لاعب من طراز حسام عوار الذي سبق له تقمص قميص “الديكة”.

إلى جانب ما سبق، كان للناخب الوطني جمال بلماضي دور محوري وكبير في إقناع الجيل الجديد من اللاعبين المغتربين باللعب للمنتخب الوطني، وهذا من خلال خطابه الواضح والمباشر في عدم حاجته للاعب غير مقتنع بتمثيل الجزائر، وهو ما دفع مؤخرا كل من متوسط ميدان تولوز فارس شعيبي، وظهير نادي باستيا كيفن فان دان خيركوف، ولاعب نانت جوان حجام الذي رفض استدعاء المنتخب الفرنسي، وكذا حسام عوار لتأكيد قناعتهم بالدفاع عن ألوان المنتخب الوطني.

في الأخير، شكّلت قضية نجم ريال مدريد كريم بن زيمة مع مدرب المنتخب الفرنسي ديديه ديشون، وما حدث له في كأس العالم الأخيرة بقطر، صفعة حقيقية بالنسبة لجميع اللاعبين المغتربين من ذوي الجنسية المزدوجة، كما شكّل لديهم قناعة إضافية من اجل اللعب لمنتخب بلدهم الأصلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!