-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مصر السعودية سورية

لماذا التوافق الآن؟!!

صالح عوض
  • 5917
  • 0
لماذا التوافق الآن؟!!

الدول العربية الثلاث السعودية – مصر – سورية افتقدت لفترة من الوقت تواصلها لإدارة الخلافات في المشرق العربي في عناوينه البارزة فلسطين والعراق ولبنان، وذلك لغياب التنسيق فيما بينها.. وكان مرد ذلك إلى اعتقاد البعض بعدم أهمية البعض الآخر وعدم تفهمه لمصالح الأطراف الأخرى أو لممارسة ضغط عليه ونتج عن ذلك مزيد من التداعيات السلبية على الملفات العربية قيد التدخلات..

  • فلقد كان واضحا تماما أن كل واحدة من هذه الدول لها مصالح حيوية في ملفات القضايا العربية المطروحة وفي ملف جديد استجد على ساحة الأمن القومي العربي انه الملف الإيراني في شقيه النووي والشق الآخر الذي له علاقة بالملفات العربية، حيث أصبحت إيران ذات حضور فيها كلها: العراق ولبنان وفلسطين، بالإضافة إلى قلق البعض من حضور إيران الخليجي..
  • فما الذي استجد على الساحة لكي تلتقي الدول الثلاث وتجدد العزم على التواصل للتنسيق وإنهاء فترة القطيعة بينها؟ من المعروف أن لسوريا مواقف مناصرة للمقاومة في الملفات العربية الثلاثة فلسطين ولبنان والعراق، ومن المعروف أن هناك ما هو أكثر من تحالف بين سوريا وإيران، وكان هذا الموقف يرشح سوريا باستمرار أن تكون على أجندة الدول الراعية للإرهاب.. في تلك الظروف لم يكن بوسع مصر والسعودية أن تنفتح بعلاقات مع سورية، بل كانت هناك المشاحنات الواضحة بقوة بين الدولتين وسوريا لاسيما في الموضوع الفلسطيني واللبناني، وكانت فترة بوش نموذجية في استهداف سورية، وقد وصل التهديد لمراحل متقدمة ولم يعق تنفيذه إلا اتقاد المقاومة في العراق ولبنان وفلسطين.. وبعد أن ثبت فشل السياسات الأمريكية لاسيما في عدوانها الإجرامي على العراق وورطتها في الملف الإيراني وأزماتها الاقتصادية الحادة.. وأصبحت الإدارة الجديدة معنية بشكل كبير بالتهدئة في بؤر التوتر وأرسلت مندوبيها إلى سوريا التي تحولت  عاصمتها إلى خلية نحل للمبعوثين الأوربيين والأمريكان والعرب الذين اكتشفوا فجأة (حكمة القيادة السورية) وأهمية إشراكها في القضايا الشائكة في المنطقة.
  • هنا فقط وجد الشريكان العربيان مصر والسعودية انه ممكن  إعادة التنسيق مع سوريا التي أصبحت مقبولة ومطلوبة من قبل الأمريكان والتي حققت حضورا متميزا بعد أن أهداها نصر الله ومشعل نصريهما في مواجهة إسرائيل، فيما باءت السياسة السعودية والمصرية من المعركتين بموقع لايحسدان عليه.. وهكذا اكتشف الساسة الألفاظ المناسبة للحديث عن ضرورة التنسيق والتوافق وضرورة نبذ الاختلافات وكأنهم يملكون من أمرهم شيئا، وكأن الفرقة لم تكن بصنعهم لأغراض هم يعرفونها.. وقريبا عندما تنهي إيران قضيتها مع الإدارة الأمريكية الحالية سيكتشف هؤلاء الزعماء وزعماء أمراء الخليج كم أنهم كانوا حريصين على الأخوة الإسلامية ونبذ الطائفية وسيطول الحديث عن التاريخ المشترك وهكذا..!! 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!