-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا بكى ترودو أمام لاجئين سوريين في كندا؟

الشروق أونلاين
  • 4825
  • 3
لماذا بكى ترودو أمام لاجئين سوريين في كندا؟
ح م
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يذرف دموعه خلال لقاء مع لاجئين سوريين - 5 ديسمبر 2016

انهمرت الدموع من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال لقاء عقده مع مجموعة لاجئين سوريين استذكروا خلاله كيف استقبلهم قبل عام في مطار تورونتو لدى قدومهم في مستهل برنامج استضافة اللاجئين الكندي.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوصولهم (10 ديسمبر 2015)، اجتمع عدد من هؤلاء اللاجئين السوريين على مائدة مستديرة في أحد المطاعم في تورونتو مع الجهات الراعية لهم في كندا، بحضور رئيس الوزراء، في لقاء نقلته صحيفة “سي بي سي” الكندية، الاثنين، لمناقشة أمور تخص السنة الأولى من برنامج اللاجئين السوريين في كندا وأهم العقبات التي تواجههم وكيفية تجاوزها.

وكان ضمن المجموعة التي استقبلها ترودو، طبيب أمراض نساء سوري يدعى فينيك غرابديان. وخلال اللقاء الذي عُقد بمناسبة مرور عام على وصوله لكندا، قال غرابديان، إنه شعر بالفخر لدى وصوله إلى كندا وشعر بالاطمئنان والمسؤولية؛ لأن رئيس الوزراء ترودو كان باستقبالهم شخصياً.

وروى غرابديان كيف أنه قبل أن يصعد إلى الطائرة متجهاً إلى تورونتو من العاصمة اللبنانية بيروت صافحه أحد الكنديين وقال له: “اذهب واجعل كندا أفضل مكان”، وكان هذا آخر شخص صافحه في الشرق الأوسط.

وبعد هبوطه في مطار بيرسون في كندا، كان أول من صافحه رئيس الوزراء جاستن ترودو، ولم يتمالك ترودو نفسه عند سماعه هذه الكلمات وسحب مناديل ومسح دموع عينيه بعد أن استذكر اللاجئ شعوره عند وصوله للمطار.


أمان ومسؤولية

وقال غرابديان، إنه في لحظة وصوله إلى كندا مع زوجته وبناته، “شعر بالأمان والمسؤولية؛ لأن عليه أن ينضم إلى المجتمع الكندي ويسهم في بنائه وتطويره”، مشيراً إلى أن “هذا البلد يستحق ذلك”.

وأضاف: “هما كلمتان فقط قالهما لي رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: أهلاً بك في وطنك (welcome home). لقد كان لهما شديد الأثر، تخيل أنك جئت من منطقة حرب وتركت وطنك، لتجد من يقول لك هذه الكلمات”.

ويقول أيضاً: “لقد نسيت ذكرياتي في سوريا وحياتنا الجميلة وكيف أننا تركنا بيتنا وبلدنا وكل شيء ولحظات الألم والمرارة التي مررنا بها خلال الحرب في سوريا، وشعرت بأنني فخور لوجودي في كندا، كما كنت دوماً فخور بكوني سورياً”.


إرث والده

من جانبه، قال ترودو، خلال اللقاء الذي عُقد في الذكرى السنوية لاستقباله اللاجئين: “لقد كان مهماً أن أتواجد في المطار لاستقبال اللاجئين السوريين في 10 ديسمبر 2015”.

وأضاف أن برنامج اللاجئين السوريين مهم، “وكنت أقدر أهمية مشاركة الكنديين في هذا البرنامج لاستقبال أكثر من 25 ألف لاجئ سوري ولا يمكن للحكومة الكندية أن تفعل ذلك وحدها”.

وأشار ترودو إلى أنه خلال فترة حملته الانتخابية كان في الوقت نفسه يعمل جاهداً على تحقيق برنامج كندا لاستقبال اللاجئين السوريين، مضيفاً: “لقد شعرت بأن استقبالي إياهم هو باسم جميع الكنديين، وكان ذلك أمراً مهماً حقاً”.

وقال إن قضية اللاجئين السوريين تذكره بمنصبه كرئيس وزراء لكندا وبميثاق الحقوق والواجبات الذي تم إلحاقه بالدستور الكندي في عهد والده عندما كان رئيساً لوزراء كندا في ثمانينيات القرن الماضي، وهو الميثاق الذي “يشكّل إرثاً تركه والده وكل رؤساء الوزراء السابقين”، على حد تعبيره.

وخاطب ترودو اللاجئ السوري قائلاً: “عندما شاهدتُك أنت وبناتك في المطار تتجهانِ نحوي، فهمت في تلك اللحظة أن هذه الأشياء هي ما يمكن أن نفعله كبلد”.

وأضاف: “بالنسبة لي، كان الأمر تأكيداً على أنني أسير في هذا الأمر بشكل صحيح”.


ردود فعل الكنديين

تفاوتت ردود فعل الكنديين، فقد أعرب بعضهم بالفخر لهذا اللقاء، في حين قال آخرون إنه على الحكومة الكندية أن تلتفت لمساعدة الكنديين قبل كل شيء.

وعلقت روثان ترمبلي لـ”سي بي سي”، قائلة، إنه على رئيس الوزراء “أن يتمكن من إطعام وإيواء الشعب الكندي أولاً”.

فيما قالت كاثرين كولذر، إن أكثر من نصف اللاجئين يلجأون للمساعدات الحكومية؛ لأنهم عاطلون عن العمل ويحتاجون إلى الكثير من الدروس لتعلم اللغة الإنكليزية، “وهذا عبء كبير على البلديات المحلية في كندا”.

أما ليلي سيمون، فأكدت أن “هذا ما يعنيه أن تكون إنساناً”، قبل أن تضيف: “نحن بحاجة إلى المزيد، وأنا أحب بلدي، وترودو لم يكن مثالياً كرئيس للوزراء، لكنه إنسان مثالي ولديه الكثير من القيم والمثل”.

منشور

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • passager

    لا يغرك بكاؤه, فهي دموع التماسيح,
    لعلمك. فهم قاموا بغربلة طالبي اللجوء, و لم يقبلوا الا المسيحين و النساء و الاطفال.. و اسم الطبيب السوري يؤكد هذا,

  • passager

    لا يغرك بكاؤه, فهي دموع التماسيح,
    لعلمك. فهم قاموا بغربلة طالبي اللجوء, و لم يقبلوا الا المسيحين و النساء و الاطفال.. و اسم الطبيب السوري يؤكد هذا,

  • سيدعلي

    دموع التماسيح !