-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لماذا خلقت المرأة من نفس طينة آدم؟

نادية شريف
  • 3152
  • 3
لماذا خلقت المرأة من نفس طينة آدم؟

المتأمل في كيفية خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ لأمنا حواء، يفهم كثيراً من التصرفات والسلوكيات التي تفعلها المرأة اليوم، فقد خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ آدم ـ عليه السلام ـ من طينٍ، ثم خلق حواء منه، أي: إنَّ حواء خُلقت من نفس الطينة التي خُلق منها آدم، بالإضافة إلى أنها خرجت من آدم مصداقاً لقوله سبحانه في القرآن:(وخَلَقَ مِنْها زَوْجَها )، وهذا يعني أن حواء لديها صفاتٍ خاصةً بها، وكذلك لديها صفاتٍ أخذتها من الرجل؛ لأنها خرجت منه، بينما الرجل كونه خرج من التراب فهو مستقل بذاته.

ونلاحظ ذلك جليّاً عندما نتأمل أن الرجل مهمته في الحياة الكدح وكسب الرزق، بينما المرأة مهمتها الأساسية بثُّ العاطفة والحب وتربية الأبناء، فلو حاول الرجل أن يقوم بمهمة المرأة فإنه لا يستطيع، وخاصة عند الحديث عن الحمل والولادة وتقديم العاطفة والحب الذي تقدمه المرأة، بينما لو أرادت المرأة أن تسعى للكسب والرزق ـ وهي أساساً مهمة الرجل ـ فإنها تستطيع فعل هذه المهمة، وقد أعطاها الله تعالى هذه الصفة، بناءً على أساس خَلْقِها، لأنها خرجت من الرجل .

ومثال ذلك في حالة (لو لم تتزوج ، أو طُلقت أو ترمّلت ) فإنها تستطيع أن تعمل عمل الرجال، وإنْ كان هذا العمل لا تجد فيه نفسها وذاتها، ولكنها تستطيع العيش بالحياة، ولهذا يُلاحظ أنَّ الأرملةَ تربي أبنائها وتدير حياتها وتسعى لكسب الرزق بنفس الوقت، وهذه آيةٌ من آيات الله تعالى في الخلق، ولو خلق الله ـ سبحانه وتعالى ـ حواءَ من طينة أخرى، أو من شيء آخر غير آدم وطينته؛ لَما استطاعت المرأة أن تلعب هذا الدور، خاصة وأنَّ شأن التربية يحتاج إلي صبر طويل وعطاء مستمر.

 ولو قارنّا في فترات الطفولة بين عالم النبات وعالم الحيوان وعالم الإنسان، لوجدنا أن أكبر فترة للطفولة عند الإنسان، فالطفل يستمر طفلاً إلى أن يبلغ الحلم، وهذه فترة طويلة جداً(تزيد على 13 سنة) ويكون تحت إشراف أمه وتربيتها، بينما في عالم الطيور يمكث الوليد عند أمه حتى يتعلم الطيران، ثم ينطلق بعيداً عنها، وكذلك في عالم بقية الحيوانات أو النبات، فدور الأم مؤقت وقصير، بينما في عالم الإنسان دور الأم دائم وطويل.

ولكن العمل اليوم أفقد المرأة أنوثتها، فلو أحضرنا امرأتين وقد عملتا لمدة عشر سنوات (الأولى ربة بيت والثانية عاملة) فسنجد أن نسبة الأنوثة في ربة البيت أكثر من المرأة  العاملة، وهذا ما يحتاجه الرجل ويحتاجه الأبناء لانطلاقتهم بالحياة، فهي مصنع الحب والحنان والعطف، وهذا ما بدأنا نفتقده هذه الأيام، وبدأنا نلاحظ أن الرجل بدأ يبحث عن المرأة البديلة، والطفل بدأ يبحث عن الأم البديلة؛ لأن كليهما يبحثان عن مصنع الحب والعطاء، وهو ما نتمنى على المرأة المسلمة اليوم أن تدركه وتتعامل معه بذكاء وتوفيقٍ وانتباه، والله الموفق لكل خير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الطيب

    ولذالك وجب على المراة العاملة ان تتزوج وتبحث عن كفئ ولو بالنعدد او الميسيار اةو العرفي.....وهوالهدف الاسمى من خلقها.
    ولاتستطيع ان تبقى بالازوج...فهذا مخالف للفطرة.وحرمان من الامومة الدافئة...؟؟؟؟؟؟؟؟

  • الآولفي

    جزاك الله خيرا أستاذي الفاضل على ما أسديت ونصحت ....عمل المرأة وخروجها الواسع اصبح مشكلة، حقيقة نحتاجها في بعض المواطن لكن إكتساحها الساحة في مختلف المجالات ودون قيد مشكلة كبيرة سنتجرع مرارتها كما يتجرعها الغرب اليوم

  • أمال السائحي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    نعم دكتور جاسم، كل يسر لما خلق له، ولكن البعض يريد غير ذلك، فانظر إلى أطفالنا وبيوتنا، ونحن لا نتحدث عن الحالة الخاصة طبعا...