جواهر

لنتكلم عن عذرية الرجل!

نادية شريف
  • 22489
  • 88
ح.م

يتكلم أفراد مجتمعنا بإسهاب عن عذرية المرأة التي بها يقيسون مقدار عفتها، بغض النظر عن الظروف المبهمة المحيطة بعملية فقدانها لها، سواء أكانت خلقة طبيعية أم بعد اغتصاب، أم خطأ، أم لحظة تهور، أم هو ملخص لقصة مجون بخاتمة مأساوية..

والشيء المؤسف في كل هذا هو التغاضي عن كل ما يفعله الرجل من تجاوزات أخلاقية، حتى وإن كانت مدمرة، فهل من عقلاء ونبهاء يمكنهم أن يناقشوا عذرية “سي السيد” التي تقبع في مساحة مظلمة وعلبة سوداء، وما من أحد يجرؤ على تناولها بكثير من التفصيل لأن المعني لا يملك غشاء يمكن من خلاله قياس مدى عفته!!

إن التمييز المقيت بين الجنسين أعطى للرجل حق التصرف كما يشاء ليبحث في الأخير أو في عزّ مغامراته عن “بنت الحلال” التي لم يطمثها قبله إنس ولا جان، وأدان المرأة بأبسط الأخطاء ليرمي بها بين مخالب “ابن الحرام” الذي لم تفته شاردة ولا واردة إلا فعلها، ولم يترك واحدة من صنف الحريم إلا ونسج معها خيوط علاقة، الله وحده يعلم بمداها ومنتهاها، فهل بعد ما نراه من جور نلتزم الصمت ولا ننبس ببنت شفة؟ وهل التي فقدت عذريتها فقدتها وحدها أم بالشراكة مع رجل؟؟ ثم ما مصير الطرفين؟؟

جوابا على ما طرحنا من تساؤلات فإن أبطال المجون هم بالضرورة من الجنسين، ولكن لأننا في مجتمع ذكوري بامتياز فلا عجب أن نرى الجنس المبجل طاهرا مطهرا، والجنس الآخر رابضا قي بقعة من الشك وأصابع الاتهام لا تكاد تفارقه حتى لو لم يكن له يد في الجرم الشنيع الذي حل به، ونحن هنا لا نبرر للمرأة مجونها وإنما نصبو لوضعها في خانة واحدة مع الرجل، لها ما له وعليها ما عليه..

ربما آن لنا أن نزيح الستار ولو قليلا عن عيوب الرجل ليستفيق من غفلته ويدرك بأن الله بصير بما يفعل، وإن كانت العفة عند المرأة تقاس بمجرد غشاء خلقه الله لحماية المهبل، فعنده مرهونة بتصرفاته المفضوحة مهما حاول أن يتنصل..

وبالنظر إلى نصوص الشريعة الإسلامية نجد الله جل في علاه يسمي الأمور بمسمياتها، “الزانية والزاني” ويخاطب المؤمن والمؤمنة على السواء باتباع نفس النهج من غض للبصر واجتناب للمنكرات وابتعاد عن الشبهات، وستر للعورات، وما إلى ذلك من الأمور  التي تكون نتيجتها السلامة في الدنيا والدين، فلماذا في شريعة البشر يتكلمون عن عذرية المرأة ويتناسون عذرية الرجل؟؟؟؟

مقالات ذات صلة