جواهر
القاضي لا يمنحها إلا دقائق

لهذا لا تنجح جلسات الصلح بين الزوجين!

سمية سعادة
  • 15042
  • 5

بعد أن تُستنفذ كل الفرص للحفاظ على المودة بين الزوجين، يأتي الطلاق لينهي هذه الرابطة المقدسة.

ورغم الوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة من الصدام، يظل أحد الزوجين أو كليهما يشرئبان بعنقهما نحو جلسات الصلح، ويأملان أن تكون جسرا يربط بينهما من جديد.

غير أن هذه الجلسات، لا تؤدي هذه المهمة بكل تفان في غالب الأحيان لأنها تنتهي في دقائق معدودات، مع أن القاضي يملك صلاحية الصلح بين الطرفين لمدة قد تزيد عن ثلاثة أشهر إذا استدعى الأمر.

ويرجع الكثير من الأزواج الذين قادتهم خلافاتهم إلى الوقوف بين يدي القاضي، إلى أن جلسات الصلح ما هي إلا لقاءات شكلية لا يرتجى منها فائدة لإحياء العلاقة الزوجية، لعدة أسباب نذكر منها ثلاثة:

الأول: أن قسطا كبيرا من التقدير والمودة تسقط بينهما لمجرد أن تطأ أقدامهم المحكمة، فلا يرغب الطرف المتضرر في الاستمرار في علاقة وصلت إلى هذا الحد.

الثاني: أن كل زوج يتعصب لرأيه، ويرفض الاعتراف بالخطأ أو يبدي نيته في التنازل.

الثالث: أن قاضي الصلح لا يبذل أي جهد للإصلاح بين الزوجين لعدة أسباب، سنأتي على ذكرها لاحقا من خلال أراء بعض الأشخاص.

إحدى السيدات، عرّفت نفسها باسم” ابني قرة عيني” تقول حول هذا الموضوع:

“بالأمس فقط ذهبت إلى جلسة الصلح، حيث تحدث زوجي عن أسباب الطلاق التي لا تمسني شخصيا، وعندما حان دوري، لم تعطن القاضية الفرصة للتحدث، بل بالعكس بدت وكأنها تحرض زوجي على التمسك برأيه، وسمحت لنفسها بالتحدث في أمر لم يذكره زوجي، وقبل أن ننصرف من أمامها، طلبت منا عدم التحدث مع بعض عندما نخرج من القاعة!”.

بعد فوات الأوان..! وحول رأيه في الموضوع، يقول مرزوقي عامر:

“المحكمة تأتي في وقت متأخر جدا بعد فساد العلاقة، تأتي بعد فشل الحوار الزوجي, والصلح, والمحاولات والاجتهادات الشخصية والجماعية”.

ويعتقد عامر أن المحكمة “تمثل انهيار الحائط الذي كان يحجب الأسرار الزوجية ونشر غسيلها، والمحكمة في مجتمعنا وفي القضايا الزوجية تحسسك بأن الطرف الآخر يريد أذيتك والنيل منك وفضحك، ربما لذلك في العديد من المرات تكون هي القطرة التي تفيض كأس الطلاق، خاصة في المناطق المحافظة، أو الحالات التي يكون الرجل هو الذي يقرر في البيت”.

التوقيت غير المناسب وفي نفس السياق، يقول قادر بوزيان:

“طالب الطلاق يتمسك بطلبه، والقضاة لا يبذلون أي جهد بسبب نقص الكفاءة أو كثرة القضايا التي يتابعونها”.

ويرجع محمد بن علي، سبب عدم نجاح جلسات الصلح إلى نقطتين، وهما:

عقد مجالس الصلح يكون قريبا من وقت الطلاق، فلو لو كانت الفترة بعيدة لحنّ الأزواج إلى بعضهم، لكن العكس هو ما يحدث.

أما النقطة الثانية فهي أن القاضي الذي يقوم بمهمة الإصلاح ليست لديه أي خبرة في المجتمع، ولا يبدو مباليا بقضية الزوجين، وبالتالي لا يقدم أي جهد يذكر، لأنه يفتقر إلى التدريب والمهارة اللازمتين في مثل هذه القضايا.

تدخّل العنصر الثالث

ويرجع قدور، فشل جلسات الصلح، إلى تدخل عنصر ثالث في القضية، وهي المحكمة التي تحاول أن تجبر أحد الطرفين على شيء ما، مما يتسبب في انهيار علاقة الزواج التي من المفترض أنها مبنية على المودة والرحمة والتراضي.

ويضيف قدور، أن “الصلح ليس في المحاكم، لأن المحاكم أماكن للعقاب في الأصل وطرف غريب، والله يقول حكما من أهله وحكما من أهلها.

مقالات ذات صلة