الجزائر
تهم جاهزة.. أساتذة يستهينون وأولياء بين التراخي والعتاب

لهذه الأسباب يخفق التلاميذ في التحصيل الدراسي والامتحانات

صالح سعودي
  • 4913
  • 8
أرشيف

لم تتوان أطراف عديدة في تبادل التهم والانتقادات، على خلفية الحصيلة التي خلفتها نتائج الثلاثي الأول في مختلف الأطوار والمستويات، وفي الوقت الذي أجمع الكثير على تراجع التحصيل الدراسي للتلاميذ، إلا أن جميع الأطراف الفاعلة فضّلت التهرب والتبرؤ من التهم الموجهة لها، منهم الأساتذة والتلاميذ والقائمون على الجانب الإداري في مختلف المؤسسات التعليمية.
أجمع الكثير من المتتبعين بأن تراجع مستوى التحصيل الدراسي في المؤسسات التعليمية والتربوية يعد بمثابة تحصيل حاصل، وهذا في غياب سياسة التكامل وتوظيف الجهود بين مختلف الأطراف الفاعلة، ما يجعل التلميذ الخاسر الكبير في جميع الأحوال، وفي الوقت الذي لا يتوانى الأولياء في توجيه اللوم للأساتذة، وتحميلهم مسؤولية رسوب أبنائهم أو تراجع نتائجهم، بناء على مخلفات امتحانات الفصل الأول، إلا أن ذلك لا يعفي حسب بعضهم مسؤولية الأولياء، خاصة وأن شريحة واسعة منهم تتصف بمنطق التراخي وعدم متابعة أبنائهم ويومياتهم، سواء في المنزل أو خارجه، وحين تأتي النتائج صادمة يلجأون إلى الحلول السهلة، وهو اتهام الأساتذة بالتقاعس، ولو أن بعض من تحدثوا لـ”الشروق” منهم، أكدوا وجود استثناءات، حيث أن بعضهم توجهوا إلى المؤسسات التربوية بثقة عالية تعكس ارتياحهم لحصيلة أبنائهم الدراسية، التي كانت ثمرة المتابعة والاهتمام بشؤون أبنائهم، وتحفيزهم على التحصيل الدراسي الجاد، إلا أن بعض الأولياء لم يتوانوا في انتقاد الأساتذة وحتى الهيئات الإدارية، وهي تهم اعتبرها بعض المتتبعين غير مجدية، مادام أن الأولياء أنفسهم قد لجأوا إلى الاتهامات الجاهزة دون القيام بنقد ذاتي، يتم من خلاله تشريح الأسباب الحقيقية لتعثر أبنائهم دراسيا، وما موقعهم في هذه الحلقة التربوية، من دون إعفاء عدد هام من الأساتذة الذين يستهينون بمستقبل التلاميذ، بدليل عدم التحلي بالجدية أثناء تقديم الدروس في الأقسام، أو منح الأولوية للدروس الخصوصية على حساب مهمتهم الحقيقية في المنظومة التربوية، ناهيك عن لجوء بعضهم إلى العطل المرضية دون مبررات مقنعة، ما يجعل التلميذ يسدّد الفاتورة غاليا.
من جانب آخر، يؤكد الكثير من العارفين بمحيط المنظومة التربوية، على غياب سياسة فعالة وجادة من شأنها أن تحدث تكاملا بين مختلف الأطراف، وهو الأمر الذي يجعل عددا كبيرا من التلاميذ يستغلون فترة التسيب للجوء إلى اللهو والشغب، دون مراعاة مستقبلهم الدراسي، أهمية التحصيل المعرفي بشكل تراكمي، وهذا بسبب الإهمال الذي يتصف به التلاميذ أنفسهم أو حالة التسيب الحاصلة في المحيط المنزلي أو الدراسي، ما يتسبب في إخفاق تلاميذ رغم اتصافهم بإمكاناتهم فكرية وكفاءات معرفية، مظاهر وقف عليها الكثير من الناشطين في المحيط التربوي، ما جعلهم يدعون إلى التحلي بالضمير المهني وسط الأساتذة والمساعدين التربويين.

بيوت الأجداد مسرحا للعطل والسياحة لمن استطاع

وبعيدا عن مخلفات النتائج وكذا نغمة العتاب وتبادل التهم بين الأولياء والأساتذة، فإن الكثير يرى بأن العطلة الشتوية تعد متنفسا مهما للتلاميذ على الخصوص بغية تغيير الأجواء، وطي صفحة عدة أسابيع من الجد والاجتهاد، وهذا من باب استرجاع الأنفاس قبل تجديد العزيمة تحسبا للثلاثي الدراسي الثاني، وحسب ما وقفت عليه “الشروق”، فإن الكثير من العائلات الصغيرة تفضل تغيير الأجواء، ما يجعل بيوت الأجداد الملاذ الحقيقي لأغلب الأحفاد، في أجواء يسودها المرح وكثرة الزوار والوافدين، في الوقت الذي لا تتوانى بعض العائلات في استغلال العطلة الشتوية للقيام بزيارات سياحية نحو الشمال أو الجنوب، أو اللجوء إلى السياحة الجبلية، وهذا وفقا للإمكانات المتاحة.

مقالات ذات صلة