-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لويس ماسينيون: العدوُّ الألدّ

لويس ماسينيون: العدوُّ الألدّ

لويس ماسينيون (1883- 1962) شيطانٌ مَريد، تمثّل بشرا شرّيرا. إنه كبيرُ المستشرقين الفرنسيين في القرن العشرين، خان الضمير العلمي عن سبق إصرار، كما يقول القانونيون.. إذ وضع نفسه في خدمة “الاستعمار” الفرنسي، الذي “يُحيي المعاني الميتة لقتل المعاني الحية”، كما يقول الإمام محمد البشير الإبراهيمي، الذي يقول عنه ماسنيون: “إنه أعدى أعدائي” لأنه- أي الإمام الإبراهيمي- لم يكن خَبًّا، ولم ينخدع لهذا الشيطان المَريد، ولأنه- الإمام- لم يكن فقيها في الدين فحسب، بل كان “فقيها في الاستعمار”، خبيرا في جنود الاستعمار من “العرب والعجم”.

ذكّرني بهذا الشيطان المَريد، الذي تسمّى باسم “محمد عبده”، وارتدى اللباسَ الأزهري، ولباسَ الضباط الأتراك، و.. و.. ذكّرني به ما كتبه عنه الدكتور محمد قماري، في جريدة “البصائر”، في عددها الصادر في (12 إلى 18-12-2021)، وما كتبه عنه الأستاذ مالك بن نبي، وأستاذُه ابن ساعي.. أذكر اليوم ما قصّه عليَّ أستاذان، هما الأستاذ إسماعيل العربي، والدكتور العراقي حسين الأعرجي، عن تصرّف قام به هذا المستشرق، يُظهر ما يكنّه صدرُه من حقدٍ على الإسلام وأهله.

قال لي الأستاذ إسماعيل العربي إنّه كتب رسالة إلى ماسينيون، يطلب منه الإشرافَ عليه في أطروحته الجامعية.. استقبله ماسينيون واستمع إليه ثم سأله: ما علاقتُك بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟ فأخبره الأستاذُ بأنه عضوٌ فيها، وأنه كان رئيسَ لجنتها العليا للتعليم.. فانتفض ماسينيون، علا زفيرُه وشهيقُه ثم مزَّق رسالة الأستاذ ورماها في سلة المهملات وأنهى المقابلة.

إن سؤال ماسينيون الأستاذ إسماعيل العربي عن علاقته بالجمعية إنما كان ليبلُوَه أيصدقه القولَ أم يكذبه، وإلا فإنّ ماسينيون “لا يغادر صغيرة ولا كبيرة من أخبار جمعية العلماء وأعضائها إلا أحصاها”؛ لأنه يعلم أن المخطط الصليبي- الفرنسي في الجزائر لا يُجهضه إلا مشروع جمعية العلماء، الذي يلخّصه شعارُها الجامع المانع: “الإسلام دينُنا- العربية لغتُنا- الجزائر وطنُنا”.

وأما ما قصّه عليّ الدكتور الأعرجي العراقي، الذي كان أستاذا في جامعة الجزائر، فملخّصُه كما أخبره به صاحبُ القصة نفسُه، وهو الشاعر العراقي محمد مهدي البصير، الذي قدّم طلبا إلى ماسينيون، ليُشرف على أطروحته، فلما استقبله سأله عن علاقته بثورة 1920 العراقية، ضدّ الإنجليز؟ فأكد له محمد مهدي البصير أنه من أنصارها، وقال كثيرا من الشِّعر فيها، فما كان من ماسينيون إلا أن ردّ البصير ردّا غير جميل… هذا، والثورة ضدّ الإنجليز المنافسين للفرنسيين في السيطرة على العالم العربي.. وما ذلك إلا لأنّ “الغربيّة رحِمٌ يرعاها الغربيُّ للغربيِّ”، كما أكَّد الإمامُ الإبراهيمي.

لقد خدَع لويس ماسنيون بشطحاته “الحلّاجية” بعضَ المثقفين العرب، ممن يغترُّون بحلاوة اللسان، وليونةِ ملمس الثعبان، فرفعوا ماسنيون، وكتب أحدُهم: “ماسينيون كان صديقا للعرب، ولم يكن جاسوسا”، وبكى واستبكى أحدُهم قائلا: “رحم اللهُ ماسينيون” و.. و.. وما علم حقيقةَ ماسينيون وكشف سوأتَه إلا فرقدَا الجزائر، الإمامان صاحبَا الأبصار و”البصائر” عبد الحميد ومحمد البشير، فرضي اللهُ عنهما، ورفعهما مكانا عليّا، ورزقنا “فقهاء” مثلهما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!