منوعات
مختصون يشرحون علاقة الفلسفة بالمقدس

لو عرف “بومارطو” ابن عربي لاعتذر لعين الفوارة

زهية منصر
  • 6803
  • 29
ح.م

أجمع المشاركون في ندوة “الجزائر أرض الفلسفة” المنعقدة “بالسيلا” على أهمية هذا العلم من جهة، مستعرضين من جهة أخرى العوائق التي وقفت أمامه في بلادنا وكيف تصادمت الفلسفة مع الفقهاء الذين أمموا النص الديني وأغلقوا عليه في دائرة ضيقة حيث استعرض الدكتور بومدين بوزيد وضعية الفكر الفلسفي في العهد الإسلامي، إذ كانت الجزائر وبجاية بالتحديد أرضا للفلسفة مستعرضا في محاضرته مسارات المفكرين في تصادمهم مع الفقهاء. وقد تقابل في العصر الإسلامي النص الفقهي النقلي مع محاولات التأويل العقلي وظهور النقاش بين الإجماع والقياس من خلال الصراع الثنائي بين الديني “الفقهي” و”السياسي” التأويل والعقل عبر كل الدويلات التي قامت في المغرب الأوسط خلال العصر الإسلامي. وقال بومدين بوزيد إن التدين الجزائري اليوم بقي أسير هاجس العقل والنقل وهو بذلك تدين أنثربولوجي وليس عقائديا لأن من خلال الصراع السابق الذكر فإن كل تفسير يأتي لإسقاط المقدس ما يلبث أن يتحوّل بدوره إلى مقدس جديد.

سامية بن عكوش ومن خلال استحضارها للجانب الصوفي وعلاقته بالفلسفة قالت إننا لم نستثمر في ابن عربي الذي نقل اللغة من المقام البلاغي إلى المقام الفلسفي مستحضرة حياة وتراث ابن عربي وعلاقته بابن رشد وكذا القطب أبومدين شعيب.

سامية بن عكوش قالت إن التصوف ساهم في فكّ السياج الدغمائي حول الثلاثية التي فرملت العقل الإسلامي “الدين والجنس والسياسية” وشرحت الأفق الذي فتحه الفكر الصوفي لتجاوزها حيث قدمت المحاضرة مفهوم ابن عربي للمرأة وشروحاته حول الجمال البعد المغيب حسبها في الفكر الديني اليوم خاصة الجانب الفلسفي منه، وأضافت أن تغيب البعد الجمالي في الدين خلق لنا عقد كثيرة فلو عرف “بومارطو” ابن عربي وما قاله في المرأة لاعتذر لعين الفوارة.

 واختار الأستاذ فاتح مسرحي أن يتوقف عند إسهامات الجيل الجديد من المشتغلين في الفلسفة والمعوقات التي تعرقل هذا الاشتغال منذ الجيل الأول الذي اشتغل بحكم ظروف البلد الذي خرج لتوه من الاستعمار على موضوعات الهوية والبعد العربي الإسلامي، مؤكدا أن الاشتغال الفلسفي في الجزائر بقي رهين النصّ الديني وإشكاليات الهوية ولم يقارب الموضوعات الأخرى مثل الفنون والعلوم والأدب. وأضاف مسرحي أن الجيل الجديد بدأ يظهر في الجزائر من خلال إسهامات تحاول اختراق هذه الموضوعات أمثال شوقي الزين وزواوي بغورة وغيرهما، محاولين اختراق ثنائية العلمانية والدين التي طوّقت الفكر الفلسفي في الجزائر إلى اليوم.

مقالات ذات صلة