-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لقوا ترحابا مميّزا عبر كل مدنها

ليبيون معجبون بالمناظر الطبيعية الخلاّبة في الجزائر

ع. تڤمونت
  • 4000
  • 0
ليبيون معجبون بالمناظر الطبيعية الخلاّبة في الجزائر
ح.م

تحوّلت الجزائر، في السنوات الأخيرة، إلى محج للسياح الليبيين الذين أخذوا يتوافدون على مدنها، فرادى وجماعات، في رحلات ممتعة ومريحة اكتشفوا من خلالها سحر وجمال هذا البلد القارة، الذي أضحى ينافس أهم الوجهات السياحية العالمية، وسط ترحاب مميز وتسهيلات خاصة على الحدود.
وأضحت الجزائر -يقول القائمون- على هذه الرحلات، وجهة مفضّلة لدى العائلات الليبية وشبابها، لقضاء عطلتهم السنوية، بسبب الترحاب المميز الذي يخصّصه الجزائريون، في كل مرة، لإخوانهم الليبيين من جهة، وكذا بفضل المناظر الطبيعية الفريدة والمتنوعة التي تزخر بها المدن الجزائرية، داخلية كانت أو ساحلية أو صحراوية، أضف إلى ذلك، سهولة التنقل برا من مدينة إلى أخرى بعد العصرنة التي شهدتها البنى التحتية في الأعوام الأخيرة، في انتظار استكمال البقية، دون الحديث عن التسهيلات التي يجدها السياح الليبيون سواء على الحدود التونسية – الجزائرية أو الليبية – الجزائرية.
كما اتضّح أن الوجهة الجزائرية أضحت الأقل كلفة مقارنة بالوجهات السياحية الأخرى، ليشتد بذلك التنافس بين الوكالات السياحية الليبية التي تعرض، في هذا الصدد، رحلة لعشرة أيام إلى الجزائر مقابل 2000 دينار ليبي فقط، ما يعادل نحو 56 ألف دينار جزائري وأخرى عرضت رحلة إلى الجزائر لتسعة أيام مقابل 1200 دينار ليبي، ما يعادل نحو 34 ألف دينار جزائري مع المبيت في أفخم الفنادق، بل وعرضت وكالة سياحية جزائرية، بمناسبة افتتاح مكتبها الجديد بطرابلس، رحلة بست ليال إلى الجزائر مقابل 790 دينار ليبي ما يعادل نحو 22 ألف دينار جزائري، وتضمن برنامج الرحلة زيارة كل من عين فكرون بأم البواقي قبل التوجّه إلى قسنطينة وزيارة “ريتاج مول” والجسور المعلقة والجسر الأعظم وجسر “ملاح سليمان” وقوس “الشهداء” ومسجد “الأمير عبد القادر” ومنها إلى مدينة عين مليلة وزيارة المدينة المائية “أكوا بارك الجديدة” التي تعد الأكبر من نوعها في شمال إفريقيا، وذلك قبل زيارة مدينة سطيف ومنها يعرج السياح نحو مدينتي قالمة وعنابة قبل التوجّه إلى تبسة، أين يتم اقتناء بعض المنتجات التقليدية ومنها العودة إلى ليبيا، ومن بين الوكالات المنظمة للرحلات السياحية باتجاه الجزائر، نجد كل من النادي الليبي للرحلات السياحية وشركة “الفاضل” لخدمات السفر والسياحة وكذا شركة “الواحة الذهبية” لخدمات النقل البري ووكالة “أتريوم” للأسفار والوكالة الليبية للرحلات السياحية، بالإضافة إلى شركة “تولزة ترافل” الجزائرية، التي تنظّم رحلات سياحية في الاتجاهين، وغيرها.
وحلّت هذه الأيام، وفود من السياح الليبيين الذين استمتعوا بجبال وغابات وشواطئ الجزائر في رحلات ستنقش، حتما، بحروف من ذهب في ذاكرة المشاركين فيها.

بلادكم روعة
وعبّر الأشقاء الليبيون، المشاركون في الرحلة التي حطّت، الأحد، الرحال ببجاية قادمة من العاصمة مرورا بقسنطينة ومنها صوب مدينة عنابة، في حديثهم مع “الشروق”، عن انبهارهم بالمناظر الطبيعية الخلاّبة التي تزخر بها الجزائر، بتنوعها من ولاية إلى أخرى، حيث قال أحدهم بالمختصر الشديد: “عندكم بلاد روعة” فيما أضاف آخر واصفا ما شاهده من مناظر ساحرة: “جبال.. غابات.. شلالات.. كهوف ومغارات.. كلها لوحات تضمن راحة البال”، فيما قال شاب ليبي في العشرينات مازحا: “لا حاجة لتناول المهدئات.. فطبيعة الجزائر هي الباراسيتامول”، وتحدث السائح الليبي الشاب عن رحلته إلى الجزائر التي قال عنها إنها مليئة بالأجواء الجميلة والراحة النفسية إلى حد وصفها بـ”رحلة السعادة” قبل أن يضيف: “سأعود بإذن اللـه”، كما قالت سيدة مشاركة في الرحلة: ر”ليست سويسرا.. إنها الجزائر العظيمة.. شواطئ بجاية قمة في الجمال.. وبصراحة، للجزائر طبيعة خلاّبة لا ينقصها سوى التسويق السياحي”.
من جهتهم، أكد منظمو الرحلة، أن “10 زيارات لا تكفي لاكتشاف سحر الجزائر وأن الاستقبال الطيّب الذي يحظى به السياح الليبيون في بلدهم الثاني، يشجعهم أكثر فأكثر لجلب المزيد من السياح إلى الجزائر”.
وتزامن وصول الوفد الليبي إلى بجاية، ضمن رحلة للنادي الليبي للرحلات السياحية، مع تشكّل غيوم وسحاب صاحبتها بعض الأمطار الرعدية التي لطفت الجو، وزادت من جمال قمة “يما ڤورايا”، وهو ما استحسنه السياح الذين عاشوا الفصول الأربعة في نفس اليوم ببجاية وذلك قبل أن يكتشف ضيوف الجزائر خبايا المغارة العجيبة لأوقاس، أين المتعة كانت في انتظارهم، فيما ستكون مدينة عنابة آخر محطة ضمن برنامج الرحلة مع زيارة قمة سرايدي لخوض تجربة في الطيران الشراعي.
والملفت للانتباه أن الوكالات السياحية الليبية قد اقتحمت باب الاحترافية من بابه الواسع، وذلك عكس أغلب الوكالات السياحية الجزائرية، هذه الأخيرة التي أضحت “غارقة” في أمور التأشيرات والهجرة نحو كندا وفرنسا، تاركة بذلك “السياحة” جانبا.

الهدف زيارة 58 ولاية

وكشف أحد المنظمين للرحلات السياحية من ليبيا باتجاه الجزائر، أن هدفهم يكمن في زيارة 58 ولاية، مشيرا في هذا الصدد إلى أن السياح الليبيين يرغبون في اكتشاف هذا البلد العظيم من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، موضحا في هذا الشأن، أن “السياحة لا يمكن حصرها في الشواطئ والغابات والشلالات والفنادق.. فلكل منطقة مميزات وعادات تستقطب من خلالها السياح”، مشيرا في هذا السياق إلى تنظيم، إلى حد الساعة، رحلات سياحية إلى 36 ولاية جزائرية، على غرار الوادي وتڤرت وإيليزي وورڤلة وغرداية والمنيعة وعين صالح وتمنراست وجانت، بالإضافة إلى ولايات: تبسة وخنشلة والطارف وڤالمة وسوق أهراس وعنابة وأم البواقي وسكيكدة وجيجل وبجاية والبويرة وسطيف وتيزي وزو وبومرداس وباتنة وميلة وأولاد جلال والمسيلة وبسكرة وقسنطينة والمغير والجلفة والجزائر العاصمة والبليدة، وأن الولايات الساحلية نالت النصيب الأكبر من هذه الزيارات فيما يأمل المنظمون زيارة كل الولايات الجزائرية مستقبلا، حيث قال أحدهم إن “الجزائر بلد سياحي بامتياز ونعتبرها أيقونة من أيقونات السياحة العالمية.. تحتاج فقط إلى القليل من الاهتمام البسيط، خاصة مع توفّر كل ما يحتاج إليه السائح، على غرار المناظر الطبيعية الساحرة والخلاّبة”.

ثناء على الجزائريين لاستقبالهم الحار
وأثنى السياح الليبيون على الاستقبال الحار والمميز الذي حظوا به بكل الولايات التي زاروها من قبل أشقائهم الجزائريين، حيث قال أحدهم: “شكرا لكل الشعب الجزائري على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة”، مضيفا “فعلا، شعب مضياف وحُبه وترحابه للشعب الليبي يخليك تحس بفخر وشعور جميل جدا.. والله فخورون بكم يا جيراننا”، كما قال سائح آخر: “شهادة للـه، كانت معاملة يستحيل أن أجدها خارج وطني في أي مكان، إلا في الجزائر.. أحببتها كثيرا، وسأزورها مرة أخرى، إن شاء اللـه.. وأعلموا أن الحديث عن السياحة في الجزائر أصبح رائجا بكثرة في ليبيا وبشكل لا يصدق، وأتمنى للجزائر وليبيا كل السداد والتوفيق”.
وسرد المنظمون موقفا جميلا خلال رحلتهم السابقة وهم في طريق العودة إلى ليبيا، حينما توقف موكب الرحلة لشراء بعض المكسرات، وذلك قبل نزول شاب من سيارته مانحا كيسا من اللوز لكل عائلة، وهو الموقف الذي أبرز شهامة الجزائريين، بل وأصر ذلك الشاب على استضافة الوفد الليبي بفندقه الكائن بالقالة، لكن برنامج الرحلة لم يسمح بذلك، كما دعا شاب من مدينة قالمة، الأشقاء الليبيين، لحضور حفل زفافه المتزامن مع رحلتهم الأخيرة، لكن برنامج الرحلة لم يسمح، مرة أخرى، بذلك كون الوفد الليبي كان قد حلّ بالجزائر العاصمة، أين كانوا يرقصون على متن سفينة “الدلفين” على أنغام “يا الهواوية مين جاك الخلخال” للفنان مراد جعفري، علما أن شعار هذه الرحلات هو “مد جسور التواصل والمحبة بين الشعبين الجزائري والليبي” وهي “أولوية الأولويات”، يقول أحد المنظمين.

لهجة ليبية بلمسة إيطالية
ككل الشعوب المستعمرة، فقد أثّر الاستعمار الإيطالي لليبيا عام 1911، على اللهجة الليبية العربية، التي دخلت فيها مصطلحات جديدة لا يزال يستخدمها الليبيون إلى يومنا هذا، وهو ما شدّ انتباه “الشروق” خلال دردشة ممتعة مع الأشقاء الليبيين، على غرار مصطلح “كوجينا” الذي يعني مطبخ و”فركيتة” وتعني شوكة الأكل و”شيمسة” وتعني صنبور الماء و”كاشيك” وتعني الملعقة و”مرشابيدي” وتعني الرصيف و”بانيو” وتعني حوض الاستحمام و”قراديلا” وتعني شواية اللحم، و”سانية” وتعني المزرعة و”مارشا” وتعني ناقل الحركة أو القابض و”دومان” وتعني مقود السيارة و”فرينو” وتعني الفرامل و”جولاتي” وتعني المثلجات و”جاردينا” وتعني الحديقة.. كما يستخدم الليبيون كلمتان إيطاليتان خصوصا خلال موسم الاصطياف، على غرار “سالتو” وتعني القفز و”تيفو” وتعني الغوص، بالإضافة إلى كلمة أخرى عادة ما ترافق الكلمتين السابقتين وهي “سكوليو” وتعني “الصخرة” وهناك كلمات مشتركة بين اللهجتين الجزائرية والليبية منها “براكة” التي تعني الكوخ و”سبيطار” وتعني المستشفى و”زنقة” وتعني الشارع الضيق و”بريزة” وتعني وصلة كهربائية وغيرها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!