-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
جمع غلاة "الجزائر الفرنسية" بدعم من اليمين المتطرف

مؤتمر حول تمجيد الاستعمار يثير حفيظة مؤرخين فرنسيين

محمد مسلم
  • 1436
  • 0
مؤتمر حول تمجيد الاستعمار يثير حفيظة مؤرخين فرنسيين

كشف المؤرخ الفرنسي، لوكور غراندميزون، عن مساع فرنسية، تستهدف إعادة الاعتبار لمجرمي الاستعمار، وهو الأمر الذي اعتبره محاولة لإعادة إحياء النقاش الذي فجره قانون 23 فيفري 2005، الذي مجد الممارسات الاستعمارية، ويجسد هذا، اجتماع الحالمين بـ”الجزائر فرنسية” في مدينة بيربييون، بمساعدة بعض السياسيين.

المؤرخ الفرنسي ومن خلال مقال نشره في مدونته الخاصة، كتب مقالا عنونه: “تمجيد استعمار الجزائر والمراجعة التاريخية: الفضيحة مستمرة… في بربينيان!”، وتحدث هذا المقال عن قرار أقدم عليه لويس أليو، القيادي المعروف في الحزب اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، ورئيس بلدية بيربينيون، جنوب غربي فرنسا، أحد معاقل الأقدام السوداء، يستهدف تبييض جرائم منظمة الجيش السري الإرهابية (OAS) وزعمائها.

ووفق ما جاء في المقال، فإن اليمين المتطرف قرر تقديم الدعم السياسي والمالي للملتقى الثالث والأربعين لما يسمون الدوائر الجزائرياتية  (Cercle algérianisteالذي احتضنه قصر المؤتمرات بالمدينة من 24 إلى 26 جوان (يونيو) الجاري.

وقال المؤرخ إن الهدف من هذا الملتقى هو “تبرير الاستعمار، ومراجعة للتاريخ بما يمجد الجنرالات الذين حملوا السلاح ضد الجمهورية في 21 أفريل 1961 دفاعا عن الجزائر الفرنسية”.

وكان غروندميزون يشير هنا إلى الانقلاب الذي قادم به غلاة الجيش الفرنسي من أنصار “الجزائر فرنسية”، يتقدمهم الجنرالان إدموند جوهو وأندري زيلر، اللذين باشرا انقلابا رفقة اثنين آخرين، ضد الجنرال شارل ديغول في التاريخ السالف ذكره، بعد ما أيقنوا بأنه ماض غير آبه بأحد، في المفاوضات مع الحكومة الجزائرية المؤقتة لوقف إطلاق النار وترسيم الاستقلال.

مثل هذه الممارسات اعتبرها امتدادا لقانون 23 فيفري 2005، الذي لم يتم تعديله، كما أشيع، والذي جاء كما هو معلوم من أجل تلميع صورة الاستعمار وتمجيده كأداة لنشر الحضارة بين الشعوب التي طالها الاستعمار، وهو امتداد أيضا لـ”خطاب المرشح والرئيس السابق لفرنسا نيكولا ساركوزي، عشية رئاسيات عام 2007، والذي جاء فيه أن “حلم الاستعمار، لم يكن حلم الغزو، بل حلم الحضارة”، وهو حلم فرانسوا فيون (رئيس حكومة ساركوزي) بعد ذلك بسنوات قليلة”.

ويشير لوكور غراندميزون إلى أن أحد رواد تبرير وتمجيد الاستعمار، هو ألان فنكيلكراوت، الذي قال إن المشروع الاستعماري “كان يهدف أيضًا إلى التثقيف” و”جلب الحضارة إلى المتوحشين”، فيما انتقد اختفاء ما يسمى بـ”الجبهة الجمهورية” منذ زمن طويل لصالح تقارب أكثر جدية من أي وقت مضى مع اليمين المتطرف وأنصار الجزائر الفرنسية وكذا الجنرالات الانقلابيين.

وتحدث المؤرخ الفرنسي عن رفع “رتبة المواطنين الفخريين” لممثلي بعض العائلات المعروفة بدفاعها عن الجزائر الفرنسية ومن بينهم عائلة إيلي دينوا دو سانت مارك، وكذا عائلة الجنرالين إدموند جوهو وأندري زيلر، وهما من الجنرالات الذين نفذوا انقلابا لإبقاء الجزائر فرنسية، أو دافعوا عنه، كما كانوا قياديين في منظمة الجيش السري، المسؤولة عن اغتيال ألفين و360 شخصا يضاف إليهم 5419 جريحًا، وفق ما كتبه المؤرخ.

وبالنسبة للمؤرخ الفرنسي، فإن هؤلاء الذين يمجدون في بيربينيون، من قبل اليمين المتطرفين هم في نظر القانون الفرنسي مجرمون، فقد حكم على الجنرال جوهو بالإعدام قبل أن يعفو عنه الجنرال ديغول، ويخفف عقوبته إلى السجن المؤبد، والجنرال زيلر الذي انضم إلى الانقلابيين، حكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا.

لوكور غراندميزون، لم يجد ما يرد به على غلاة الجزائر فرنسية واليمين المتطرف، سوى بالدعوة إلى تنظيم احتفاليات بمناسبة مجازر 17 أكتوبر 1961، والعمل من أجل جعلها مبادرة وحدوية مناهضة للاستعمار والعنصرية، كما قال، من أجل الحقيقة التاريخية والعدالة والاعتراف بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر، وفي المناطق الأخرى للإمبراطورية الفرنسية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!