ماجر يريد إحياء تجربة إيغيل مع “الخضر” بعد مهزلة “زيغنشور 92”
كشف تربص المحليين الذي اختتم الخميس، عن نية المدرب الوطني رابح ماجر الاستثمار في خدمات لاعبي البطولة الوطنية المحترفة، وهذا بناء على الاستراتيجية التي يريد رسمها انطلاقا من المعطيات الراهنة التي تجمع بين الاختيار والحتمية، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ما يحول دون التكيف مع مطالب اللاعبين المحترفين والمغتربين، ما جعل بعض المتتبعين يجمعون على رغبة ماجر في الاستفادة من تجربة مزيان إيغيل الذي قام بنفس السيناريو مطلع التسعينيات، مباشرة بعد مهزلة زيغنشور في “كان 92”.
خلف التربص الذي أقامه مدرب المنتخب الوطني رابح ماجر خصيصا للاعبين المحليين الكثير من ردود الفعل التي جمعت بين الارتياح وتفضيل خيار التحفظ وعدم استباق الأحداث، خصوصا أن التربص تم تقليصه من أسبوع إلى 3 أيام فقط، كما لم يتسن برمجة مباراة ودية وفق ما كان يطمح إليه الناخب الوطني، فضلا عن بعض الغيابات التي جعلت التربص يتم بتعداد مبتور نسبيا، إلا أنه في المقابل، فقد عبر الكثير من اللاعبين الحاضرين عن ارتياحهم لأجواء التربص، وعبروا عن تفاؤلهم لكسب ثقة الناخب الوطني، مثلما ذهب إليه هداف البطولة عبيد محمد الأمين الذي كشف عن نيته في البرهنة على صحة إمكاناته، وهذا بناء على الوجه الذي أبان عنه على مدار النصف الأول من البطولة، ومساهمته الفعالة في كسب فريقه اللقب الشتوي، بتوقيعه لـ11 هدفا، وقدرته على منح الإضافة اللازمة للخط الهجومي، والكلام ينطبق على عديد الأسماء التي واكبت التربص، والتي بمقدورها أن تنال ثقة المدرب ماجر بمرور الوقت.
مغارية: هناك لاعبون في حاجة إلى منحهم فرصا كافية للبروز والبرهنة
على صعيد آخر، جدد اللاعب الدولي السابق فضيل مغارية التأكيد على ضرورة منح الأهمية للاعبين المحليين، بغية تجريب حظهم مع أكابر “‘الخضر”، وبالمرة تفادي تهميشهم بمجرد تجريبهم في مباراة واحدة أو دقائق معدودات، وهو الأمر الذي ينعس عليهم بالسلب حسب قوله، خاصة في ظل الأحكام القاسية والجاهزة التي يكون ضحيتها اللاعب المحلي، مثلما حدث لبلقروي وبلخيثر ودوخة وزماموش وعديد العناصر التي أتيحت لها فرص قليلة في تشكيلة “الخضر”، كما أكد مغارية لـ”الشروق” أن عديد اللاعبين الناشطين في البطولة يستحقون اهتماما ومتابعة حتى يكون لهم شأن في المنتخب الوطني، وفي مقدمة ذلك هداف البطولة عبيد محمد الأمين، مشيرا بأن نجاح منتخب الثمانينيات كان وليد ثمار التكوين في البطولة، وكذا الثقة التي وضعت في اللاعبين المحليين، وهذا من دون الإفراط في العناصر المحترفة القادرة على منح الدعم اللازم للتشكيلة الوطنية.
كعروف: استراتيجية إيغيل مع “الخضر” ردت الاعتبار للمحليين في التسعينيات
وذهب بعض المتتبعين إلى القول إن السياسة التي يريد رسمها المدرب رابح ماجر لا تختلف كثيرا عن الاستراتيجية التي رسمها مساعده حاليا إيغيل مزيان حين تولى العارضة الفنية لـ”الخضر” مطلع التسعينيات، وهذا مباشرة بعد نكسة زيغنشور في “كان92″، حين فضل لعب ورقة المحليين بشكل شبه مطلق، وتخلى نهائيا عن خيار اللاعبين المحترفين والمغتربين، ما جعله يمنح الفرصة للاعبي البطولة الذين خطفوا الأضواء بين خريف 92 وخريف 93، على غرار الهداف تاسفاوت، والحارس عاصيمي، إضافة إلى خريس وبتاج ودحلب وعمروش ودزيري وبلعطوي وشريف الوزاني وكعروف وكاوة وزكري وبراهيمي والقائمة طويلة، وكانت النتيجة هو التألق في مباريات كبيرة، في إطار تصفيات مونديال 94، أمام منتخبات معروفة مثل غانا ونيجيريا وكوت ديفوار، والكلام نفسه ينطبق على تصفيات “كان 94” الذي تأهلوا إليه ميدانيا قبل أن يقصوا منه بالاحترازات، بسبب ما اصطلح عليه بقضية كعروف، حدث ذلك رغم الانتصارات المحققة في الجزائر وخارج الديار.
وأكد اللاعب الدولي السابق مراد كعروف لـ”الشروق”، أن استراتيجية المدرب إيغيل مزيان في تلك الفترة قد ردت الاعتبار للاعب المحلي، وأعطت بعدا آخر للنخبة الوطنية التي تشكلت من لاعبين شبان جلهم من خريجي البطولة الوطنية، منوها بالتربصات المغلقة التي تبرمج بصفة منتظمة مباشرة بعد كل مباراة تلعب في البطولة، وهو الأمر الذي مكن الطاقم الفني حينها من ضمان جاهزية اللاعبين من الناحية الفنية والبدنية، ما سمح لهم حسب قوله بالتفاوض بشكل جيد مع مباريات تصفيات “الكان” ومونديال 94، متمنيا في الوقت نفسه النجاح للطاقم الفني الحالي “الخضر”، مؤكدا أن اللاعب المحلي في حاجة ماسة إلى التفاتة نوعية، مشيرا في السياق ذاته إلى ضعف التكوين الذي بات يميز البطولة، ما يتطلب حسب قوله عملا جادا على مستوى الأندية.