-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا بقي من هيبة البكالوريا؟

حسين لقرع
  • 6492
  • 27
ماذا بقي من هيبة البكالوريا؟

في السبعينيات والثمانينيات، كان طلبة البكالوريا شعبة آداب يطيرون فرحاً بعد أن يستلموا أوراق أسئلة امتحان الفلسلفة، ويقرأون فيها سؤالاً على غرار السؤال الذي طُرح في بكالوريا 2013، وهو “بماذا يتمّ التكيّف مع الواقع: بالعادة أم بالإرادة؟” فهو سؤالٌ سهل ويعدُّ الجوابُ الصحيح عنه، بمقالة جدلية مقنِعة، مفتاحَ النجاح في البكالوريا.

الآن انقلبت الآية وأصبح “طلبة آخر زمن” يرون هذا السؤالَ البسيط صعباً ويقيمون من أجله الدنيا ولا يقعدونها، فيثورون ويكسرون ويخربون ويعتدون على الأساتذة الحراس بالضرب والشتم.

والأغرب من ذلك، أن يلجأ الكثيرُ من الطلبة إلى عمليات غش جماعي في العديد من الولايات، أمام مرأى ومسمع الحراس، بذريعة “صعوبة الأسئلة”.

قد نعذر الأساتذة الحراس الذين عجزوا عن منع الغشاشين فتركوهم وشأنهم ورفعوا تقريراً إلى الوصاية ينقلون فيه تفاصيل ما حدث، ولكن ماذا عن الأساتذة الذين قاموا بمساعدة الطلبة على الغش الجماعي والتواطؤ معهم، خوفاً منهم أو شفقة كاذبة عليهم؟ هل يملك هؤلاء ذرة من الوعي بخطورة ما يفعلون؟

 وعوض إدانة جريمتي الغش الجماعي واللجوء إلى العنف والتخريب والابتزاز، والمطالبة بتطبيق القوانين بكل صرامة، وكذا مطالبة الأولياء بأن يُحسنوا تربية أبنائهم ويعلّموهم آداب احترام أساتذتهم وتوقيرهم، نسمع رئيس جمعية أولياء التلاميذ يلتمس الأعذار للطلبة ويقترح أربعة حلول لتدليلهم، أغربها منحهم جميعاً علامة 10 من 20 ولو قدّموا أوراقاً بيضاء.

الطالب الجدي هو الذي يحضِّر بجدية للامتحان بمراجعة كل الدروس المقررة، أو على الأقل تلك الواردة في “عتبة الدروس”، مع تحفظنا الشديد على هذه “العتبة” التي تعلّم الطلبة الكسلَ العقلي، ويكون مستعدا للإجابة عن أي سؤال يُطرح عليه مثلما كان طلبة العقود الماضية، عوض أن يتدلل ويشترط أسئلة على مقاسه، ويقول إنه كان ينتظر سؤالاً حول الشعور واللاشعور، ففوجئ بسؤال عن العادة والإرادة.

في العقود الماضية كانت البكالوريا بكالوريا حقيقية، ولا ينجح فيها سوى “طويل العمر” من الطلبة الجدِّيين المثابرين الذين يسهرون الليالي ويطالعون كتاباً بحجم “قضايا فلسفية” عدة مرات في العام، ولا يتركون للصدفة موضِعاً، ولا يهملون أي درس، ومع ذلك كانت نسبة النجاح أنذاك ضئيلة، وكانوا يتعرّضون للظلم والإقصاء، وبخاصة طلبة شعبة الآداب، أما الآن فقد أدت سياسة التدليل و”الكمّ” التي اعتمدها بن بوزيد إلى نجاح مئات الآلاف من الطلبة كل سنة وإغراق الجامعة بهم، والتفاخر بكثرتهم، ليتخرّج الكثيرُ منهم في الأخير بمستوى معرفي ضحل؛ فلا يُحسنون حتى كتابة طلب عمل، ولا يفرِّقون بين الفاعل والمفعول به، ولا نتحدث عن الممنوع من الصرف والمنصوب على الاختصاص، ومع ذلك نسمع انتقاداتٍ عن عدم تصنيف أية جامعة جزائرية ضمن الجامعات الـ500 الأرقى في العالم.

اليوم بات ضرورياً مراجعة سياسة بن بوزيد جذرياً ووضع حد لـ”البكالوريا السياسية” وسياسة تضخيم الأعداد على حساب نوعية التكوين، لقد فقدت البكالوريا هيبتَها وتميّعت وابتذلت، ولابد من أن تتدخل الوصاية لإصلاح الوضع، وإلا فإن “إصلاحاتها” الجديدة الموعودة لن يكون لها أي معنى وستصل إلى نفس نتائج سياسة بن بوزيد، وسيبقى مستوى المدرسة الجزائرية في الدرك الأسفل.    

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
27
  • nini

    Awal mara nchof bac kima haka%

  • nesrine collégière

    ليس كل الطلبة غشاشين يا عباد الله

  • kada

    سلام عليكم سيدي المحترم.

    الذي بقي من البكالوريا الإســـــم وفقط...

  • بن حزة

    حقيقة أن الفلسفة لم يطرأ عليها أي جديد منذ وفاة سقراط : هذا كله غباء الطلاب

  • jaja

    c'est le systéme médiocre qui a abbatu nos enfant

  • بدون اسم

    السلام عليكم..يا اخوتى ارحمونى ما تزيدوش على بهذا البوزيدى اوبوزيدى راه راح لقعدة الشيوخ عفوا اقصد مجلس الامة.ملى تولى التربية راحت التربية,راحت هيبة المعلم ’ملى منع الضرب للتلميذ راحت الحشمة والحيا ,قولولى يا خاوتى واش لى بقى’انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا,ذهبوا رحمة الله عليهم,الله يصلح الاحوال وايجيب الخير.آآميييييين. انشرى يا شروق من فضلك,والله والله والله رانى نتوجع,ارحمنى يا سيدى يا كاتب المقال,ما تزيدش على.

  • أحمد سكي

    أرى أن الوصاية التي تستجدي بها هي من أفسدت الوضع و ما بن بوزيد إلى أحدهم أو رجلهم في الوزارة

  • استاذة ماتت غيظا

    لقد فقدت البكالوريا هيبتَها وتميّعت وابتذلت،
    كلام جميل لان الوزارة ترضخ دائما لمطالب التلاميذ ولا تستجيب لمطالب الاساتذة.
    واش جيك من التلميذ المدلل لا تربية ولا اخلاق ثم يتطاول على سيده الاستاذ. لكي يغش في امتحان الباك ثم يهدده ان لم يتركه ينقل.

  • عبدالكريم السائحي

    إننا حين نسلط النظر على جانب أي جانب في الجزائر دون النظر إلى الأزمة نظرة شاملة كمن يستنتج أن الميت لا يستطيع الحركة أو لا يمكنه السمع. إن الأزمة في الجزائر لم توفر قطاعا و لم يسلم منها جانب. إن الجمهورية الجزائرية المستقلة تحتضر بعد أن شاخت و سرى الوهن في مفاصلها بعد أن عم جسمها المرض. و لا أقصد بالجمهورية الحكومة فقط بل المجتمع معها، لأنها نتاجه، ولأنه لم يفعل شيئا لإنقاذ ما ينقذ.إننا أحوج مانكون إلى ولادة جديدة كالتي حدثت على يد الحركة الوطنية و الإصلاحية.

  • zizou 24

    ربي يسمح ويغفر للناس لي راهي تعاود في كلام سمعوه ومشافوش بعينيهم والله لعظيم لحجرة لي عقبت فيها انا غير نفس مكانش مدة خمس ايام تاع الباك على عكس لحجرة لي عقبت فيها صحبتي يقولولهم اهدروا بصوت منخفض من فضلكم ناس لي معقبوش لباك لعام هدا بتحديد مدا بيكم متدخلوش في حاجة معلبلكمش بيها اما موضوع الفلسفة انا ناكد بلي كان موضوع ساهل في متناول الطالب لي قرا لبرنامج بصح صدقوني حنا لاستاذة تعنا شرحتحونا شرح سطحي متعمقتش فيه على اساس كلن موضوع 2011 مالا كيفاش تحاسبونا حنا ولاساتذة هم راس لمدبر .لكلام مزال...

  • بدون اسم

    أي بكالوريا تتحدث أيها المخلوق؟
    وهل*مايسمى الدولة*ومؤسساتهاكلها بمافيها(وزارة التربية)التي تعود اليها هذه الشهادة*البكالوريا*تملك هيبة.ووقارا.وحتى بعض الاحترام..
    أتحداك ايها المخلوق أن تذكرلي(احتراما وحيدا)للذات الرسمية وتوابعهاولواحقهامن1962الى ...وسأرسل لك وساما الهيبة والاجلال والتقدير ..تحتفظ به في صالونك ايها المخلوق....هيبـــة.هههههههه.....شعاري ايها المخلوق أن كل من يكتب.أو يتحدث.أو يمزج لغتناالعربية 'بالفرنسية)فهو السبب الرئيسي في ضياع هيبتنا ووقارنا وحتى انتمائناللبشر.وكل من يفرنس لقيطط

  • ahmed fares

    فضيحة الفلسفة في بكالوريا 2013....من المسؤول ؟

    سال الكثير من الحبر حول ما حدث في اليوم الثالث من أيام امتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2013 والمتعلق بمواضيع الفلسفة وأسئلتها التي تسببت – حسب رأي الجميع – في حالة من الفوضى في بعض مراكز الاجراء على مستوى عدة ولايات من الوطن خاصة في الشمال. مما يدفعنا إلى التساؤل حول هذه الظاهرة. ومن المسؤول عن هذه الفوضى؟
    قام البعض بتوجيه أصابع الاتهام إلى وزارة التربية الوطنية. والبعض إلى الديوان الو

  • جنات

    لقد شركت في في مهزلة حراسة شهادة البكالوريا وحاولت بكل جهدي ان امنع الغش لايماني بحرمته من الناحية الشرعية ولقناعتي ان ان الجزائر ليست في حاجة الى طبيب غشاش اومهندس اومقاول او استاذ غشاش ولكن تعرضت السب والشتم بل حتى المحاولة ضرب بالطاولة لولا رحمة الله وماذا فعل طاقم الامانة انحنى علي وطلب مني عدم الظغط عليهم وان اسمح لهم بالحركة طبعا يقصد الغش ولانني اعجز عن ذلك تركت الحراسة الى غير رجعة

  • قادري

    لقد اصبح مستوى امتحان الباكلوريا في الحضيض الأسفل بسبب تسييسها فالأسلة من السهل الممتنع وبالرغم من ذلك نجد شكواها حول صعوبتها والله لم يتبقى إلا تقديم الاجابة أو تقديم شهادة النجاح دون امتحان ، أين بكالوريا السبعينات والثمانينات. لاعتبة ولا تخيير ، ذلك النظام القديم انجب كفاءات أما النظام الحالي فقد خلق فراغات عقول فارغة تتخرج من الجامعة ولاتدري شيئا عما كانت تدرسه.

  • Ammar

    شكرا جزىلا ىا سيدي الكريم لقد وضعت اليد على الجرح واقترحت الدواء المناسب لكن من يسمع ومن

  • واحد فايت من هنا

    لان الجو العام في البلد يتطلب المعريفة،،،،،،،لا المعرفة!!!!!

  • احمد

    مع الاسف ان بداية المشاكل كانت في السنوات التي قلت عنها انها سنوات الجد اي الثمانينات والسبعينات .
    في الثمانينات سمح للجهلاء ان يلتحقوا بالتعليم لمجرد حصولهم على مستوى الاولى الى الثالثة ثانوي .وكان الانتقال انذاك "بالكوطا" اي الكل ينتقل .
    وهؤلاء هم الان ايطارات التربية من مدراء و مفتشين و مدراء مركزيين.
    والرداءة تلد اقل منها او مثلها .والتلاميذ يعرفون هذه الاشياء واكثر منها .

  • yakoub gaboussa

    والله ماذا اقول هذا الرجل يتحدث مرتاح لانه رجل متعلم ومستواه اكبر من مستويات الممتحنين لكي يعطي رايه ويقول هذا السؤال صعب فبالنسبة اذ ي هذا سؤال سهل اما باقي الطلاب فجاءهم صعب فاقول له الشاذ يحفظ ولا يقاس عليه وحسبي الله ونعم الوكيل

  • saad

    أصبت يا سيدي ، طلبة بكالوريا لا أخلاق، الاصرار على محاولات الغش، المستوى المتدني كعدم التفريق بين مواضع التاء المربوطة و مواضع التاء المفتوحة. و لا داعي لذكر الفاعل و المفعول به. ماذا ننتظر من هؤلاء، و يقال انهم سيكونون ادارببن، مسؤولين، أساتذة و معلمين........

  • رياض

    السلام عليكم كلام حق ذلك الذي قلته سيدي الكريم لكن عليك تعلم ان اشكالية العادة والارادة لم نتطرق فيها الى عنصر التكيف بل الى طبيعة العلاقة بينهما ومن شروط السؤال الفلسفي ان يكون يعالج احدى عناصر درس ما .. اما عن السؤال الاستقصائي فانا اتحدى ان يقنعني احد باجابة لان الحقيقة النسبية ليست مشكلة بل مسلمة من المسلمات التي لا يختلف فيها الفيلسوف العقلي والتجريبي وانما تكمن في معايير الحقيقة هل بالعقل ام المنفعة بالاضافة الى التجربة والمعيار الوجودي .هذا اردته للتوضيح والسلام عليكم

  • بدون اسم

    أحسنت قولا ،فمنذ منتصف التسعينيات ونسبة الناجحين في ارتفاع مستمر و نسبة المتحصلين على العلم في تناقص متواصل لدرجة ان استاذة خريجة جامعة لا تعرف كيف تجمع او تطرح عددا طبيعيا و عددا عشريا و لا تفرق بين الفاعل و اسم كان ، والله على ما أقول شهيد .

  • أستادة

    مقال في المقام شكرا سيدي

  • بنت 17

    والله غير شاعت علينا برك انا وحدة من الناس لي فوتوا الباك هدا العام والله غير النفس مكانش . وكنخرجوا البرا نلقاو الناس تقول مطلوقة هاد العام . الكوبياج داير حالة . هادا ماشي باك ...................
    علاش راكم كامل تهدروا بلي رانا كامل غشينا و عام كامل ملي كنا قاتلين رواحنا بالحفظ وش كنا نديروا حراااااااااام عليكم ظلمتونا

  • بني بلعيد( الأغواط)

    بكالوريا هذه السنة يمكن تصنيفها بأسوأ إمتحان نظمته وزارة التربية الوطنية منذ الإستقلال ، والجميع يشهد على ذلك، والجميع شاركوا في هذه المهزلة التربوية بامتياز ، وبيقى الطالب هو الضحية والأولياء هم الخاسرون وهم يرون أبناءهم ينجحون ويتحصلون على أعلى معدلات في بكالوريا ( مغشوشة) بكل المقاييس

  • dalel

    عيش تسمع ولينا قريني و أنا سيدك، أما حكاية العتبة قالتلهم رقدو....

  • saad

    شكرا اخي لقد اصبت ، اتمني ان يجد كلامك اذان صاغية

  • محمود

    قبل هذا هل الوزير السابق والحالي يفرقان بين الفاعل والمفعول به إنهما لا يستطيعان تكوين جملة مفيدة ؟