-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا نجني من كأس العالم؟

ياسين معلومي
  • 2974
  • 9
ماذا نجني من كأس العالم؟

لست متأكدا بأن اللاعبين الذين ينشطون في مختلف البطولات الوطنية، والأنصار الذين يتنقلون أسبوعيا إلى مختلف الملاعب الجزائرية يشاهدون عبر شاشة التلفاز تلك المتعة التي يصنعها اللاعبون المحترفون في الملاعب العالمية، وخاصة في القارة العجوز، ولا تلك الفرجة التي يقدمها الأنصار في المدرجات العالمية، ومهما كانت النتيجة النهائية للمبارايات، فالكل يتعانق داخل الملعب وخارجه، وبكل روح رياضية، يفترق اللاعبون والجمهور على أمل اللقاء في ملاعب أخرى، وفي أسبوع آخر يشبه بكثير ما يحدث طوال الوسم الكروي.. لكن ما يحدث عندنا أسبوعيا يجعلنا نخجل من أننا البلد العربي الوحيد المتأهل للمونديال الذي تعرف بطولته عنفا كبيرا بين اللاعبين، والأنصار، واتهامات خطيرة في الصحف بتعاطي الرشوة والتلاعب في نتائج المقابلات من دون أن تتحرك الهيئات المختصة، لفتح تحقيقات لمعاقبة المتلاعبين والمرتشين “كشاهد ما شافش حاجة”، مكتفية فقط بعبارة “غياب دليل مادي” يورط أولئك الذين جعلوا كرتنا عقيمة لا تنجب لاعبين يمثلون الجزائر في مختلف المحافل الدولية، ويعملون على تحطيم آمال البراعم التي تتدرب وتتمرن بجد لعلها تأمل في تقمص الألوان الوطنية يوما ما.

أياما قبل إعلان المدرب الوطني وحيد خاليلوزيتش عن قائمة اللاعبين الذين يتربصون ويحضرون لمونديال البرازيل، قائمة ستكون تقريبا خالية من اللاعبيين المحليين ما عادا حراس المرمى، ولاعب أو اثنين ممن أنجبتهم بطولتنا التي دخلت عامها  الرابع من الاحتراف، وكلفت الدولة أموال طائلة تصرف على لاعبين لا يقدمون شيئا للكرة الجزائرية، ما عادا السب والشتم والبهدلة، مما جعلنا نلجأ إلى ما وراء البحار لجلب من يستطعون تمثيل بلد المليون ونصف المليون شهيد في المونديال، مثلما حدث في كأس العالم بجنوب إفريقيا وما سيحدث بعد أسابيع بالبرازيل، لعلنا نشرف الجزائر بلاعبين تكونوا في مختلف مراكز تكوين أوروبية فشلنا وعجزنا عن بنائها في الجزائر رغم الأموال الطائلة التي تتداول في المحيط الرياضي دون حسيب ولا رقيب.. وعملية البحث عن لاعبين آخرين في مختلف الملاعب والبلدان الأوروبية متواصلة، إلى غاية الاستفاقة من السبات العميق الذي أصاب مسؤولينا وكرتنا وحتى عقولنا إلى أجل غير مسمى، خاصة عندما تغيب قرارات وقوانين صارمة، وكل من هب ودب يعبث بكرتنا المريضة التي أصابها مرض مزمن ودخلت غرفة الإنعاش، ولا تخرج منها إلا بتظافر جهود الجميع من المناصر البسيط، إلى أعلى هرم في الدولة.

عندما نتذكر جيل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية من فريق جبهة التحرير الوطني، إلى جيل لالماس، مرورا بمنتخب مونديال ألمانيا ومكسيكو، ومنتخب التسعينيات المتوج بأول وآخر كأس إفريقية في سجل الخضر، وآخرون سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب، نتأكد أنه بإمكاننا العودة إلى القمة بلاعبين محليين إذا توفرت سياسة رشيدة، مع إبعاد هؤلاء المتطفلين من كرتنا، وإصلاح ما خربه بارونات الكرة في العشرية الماضية، ماذا سنجني من مشاركتنا في كأس العالم بالبرازيل بلاعبين ينشطون في الخارج، ومنهم من لم يمكث في الجزائر عشرة أيام متتالية.. هذا هو الاحتراف الذي لا يقدم شيئا لكرتنا ولا لفريقنا الوطني والعودة إلى الإصلاح الرياضي خير من دفن المستديرة أمام أعين أربعين مليون جزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • عباس

    السؤال الذي يجب ان يطرح الان قبل الذهاب الى المونديال
    الشعب كالعادة سيجني الوهم وعندما يخرج الفريق الوطني من الدور الاول سيجني الخيبة وتكون شلة روراوة و رفقاؤه قد شبعوا تحواس وتكسال في شواطىء برزيل وشاهده كأس العالم مجانا وشعب يلهث وراء القنوات المشفرة ليشاهد بعض المباريات

  • خليل

    ادا كنت غير متاكد فانني متاكد بانك اما تعيش في جزر الواق واق او في عالم اخر عير الدي تتحدث عنه بالنسبة للعنف ادكرك بحرب بين دولتين من اجل كرة القدم وادكرك بمجزرة هيسل في نهائ كاس اروبا وادكرك بمجزرة مصر وهي معاقبة من الا تحاد الا فريقي ونستقبل بدون حمهور وكدالك تونس واخيرا في كاس ايطاليا اكيد انت لم ترى او تسمع بدالك لانك لا تعبش معنا ولا تكتب لنا اما عن اللاعبين فهم جزائريين بينما دول اخرى جنست لا عبين من دول اخرى ونالت بهم كاس العالم ومنهم فرنسا واسبانيا ربما لا تسمع بديكوا ال

  • ابن الجنوب

    السيدنصرو:كلامنا ليس نواح بل هو جرس تنبيه لكل إنسان حرلديه شعور الإنتماء وغيرة على أجياله فكرة المحترفين ليست جديدة فقد كانت في السابق تقتصر على بعض اللاعبين من الخارج ومع ذلك فقد كانت مجحفة لأنه في غالب الأحيان يلعب المحليين في التصفيات وفي حالة التأهل يؤتى بلاعبين ينشطون في فرنساليمثلواالجزائربحجة ضعف المستوى ثم تطورت الفكرة مع مرورالوقت واصبح الفريق الوطني كله من فرنسابالمقابل كان اللاعب المحلي لا يسمح له بالاحتراف إلابعدبلوغه 30سنة الخلاصة الفريق الذاهب للبرازيل ليس فريق وطني بل هو فريق وفقط

  • حمورابي بوسعادة

    عندما نتذكر جيل اللاعبين الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية نصاب بالغبطة والسرور.

  • سهيلة

    يسلم فمك يا نصرو اصبت كبد الحقيقة

  • نصرو الجزائري

    بالاضافة الى ان الدول العربية يتمنون ان يكون لديهم ولو نصف لاعب من محترفينا وهم لايدركون ذالك حتى في احلامهم فرجاءا ايها المحللون ليكن نقدكم بناءا لا هداما فالحقيقة واضحة وضوح الشمس نعم لدينا المواهب ونحن معقل الرياضة والكرة المستديرة عالميا وهذه حقيقة لاجدال فيها لكن ايضا لدينا اشرار ومدمرين هدفهم الاول هو القضاء على التفوق في اي مجال كان وهذا لايفعله الا العدو فلتعقلوا وتنتقدوا لكن بظمير ومهنية ان كنتم وطنيين فلا للعنصرية بين ابناء الوطن الواحد ونعم للكفاءة الجزائرية حيث ما وجدت

  • نصرو الجزائري

    ليس وقت النواح والتشويش انه وقت التفاؤل والتشجيع وبعد كاس العالم يمكن لاصحاب النوايا الطيبة ان يجتمعوا لعلاج شامل وتطهير كامل يشمل كل الرياضات بعمل قاعدي ومدارس تكوين واكتشاف المواهب وصقلها تحضيرا للمستقبل وفي نفس الوقت الاستفادة من كل المواهب المتواجدة في بلاد الاغتراب ريثما يجهز الرياضي المحلي وتجهز العقليات وكذا المنشات والمرافق الحقيقية اما ان نبقى نتحدث ونحن نعلم كبيرنا وصغيرنا انه لامناص في الوقت الراهن من كل ماهو محترف لاننا لوننتظر المحليين لن يكون لنا تواجد لسنوات طويلة وهذا غير مقبول..

  • باديس

    ماذا سنجني من مشاركتنا في كأس العالم بالبرازيل بلاعبين ينشطون في الخارج !! أغلب اللاعبين في المنتخب البرازيلي إن لم يكونو كلّهم ينشطون في الملاعب الأوروبية لاعبين منتخب بلجيكا كلّهم ينشطون خارج الدوري البلجيكي و أغلبيتهم من أصول افريقية و مغربية و ايطالية ووو أين الإشكال !؟؟ إن تقول لاعبينا لا يقدمون شيئا للكرة الجزائرية، ما عادا السب والشتم والبهدلة أوافقك الرّأي و لاكن كيف تريد ان يقدّم اللاعبين اشياء وبلدنا بحجم قارة اوروبا لا يملك ارضية ميدان واحدة بالمعايير الاوروبية !!؟ هذا هو المشكل ملا

  • ابن الجنوب

    نعم هذاهو الكلام الصحيح الذي يجب أن يقال ويسمعه الجميع وخصوصامن لديهم القدرة على التمييز بين ماهو في صالح الجزائر كدولة ومجتمع وأجيال تتطلع لكي تكون لها موقع تحت شمس بلادها إن ما يحزن ويدعواللدهشة هو أن صنف من المعلقين يهاجمون كل من يدلوا بكلمة حق في مستقبل كرتنا ومن ثم أجيالنالكن ماهو حقيقي أن جل هؤلاء إما جهلة ولا تتجاوزنظراتهم مستوى أنوفهم أو مندسين مهمتهم التضليل أو غماسين وهم من يتحولقون حول الغنيمة التي ينهبون فيها كالسفريات والمنح والتجوال في الخارج بحجة البحث عن المواهب وأهملوامواهبنا