الرأي

ماذا يخبئ ترامب لإيران؟

أوقف المتكهنون تكهناتهم، فحتى التكهنات لم تعد واردة في التنبؤ بما سيقرره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 12 ماي الجاري، حول الموقف النهائي من الاتفاق النووي الإيراني.
العالم يقبض أنفاسه، وقادة أوروبا يستثمرون أيام الوقت الضائع، ويفتحون أبواب الوساطة الدبلوماسية واسعة، باتجاه البيت الأبيض، لعلهم يقنعون ترامب بالعدول عن انسحاب أمريكي محتمل من ذلك الاتفاق قبل حلول الموعد المنتظَر.
يدرك العالم خطر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، ليس على منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل يتعداه إلى الأمن العالمي، وما الحراك الدبلوماسي القائم على قدم وساق، إلا محاولة أخيرة لدرء هذا الخطر.
وما تحمله الدبلوماسية الأوروبية إلى ترامب، يتعدى إقناعه بالعدول عن الانسحاب من الاتفاق النووي، حين تفتح الآمال أمام علاقات إيرانية– أمريكية متطوِّرة، على غرار التوجُّه الأمريكي الجديد تجاه كوريا الشمالية، والانطلاق في مباحثات ثنائية على مستوى القمة.
لا يكمن الخطر في مواجهة عسكرية أمريكية– إيرانية محتملة، فـ”الناتو” لم يضع أصبعه على الزناد، وما يخشاه العالم هو إقدام إسرائيل على خوض حرب مباشرة هدفها ضرب المفاعلات النووية الإيرانية، ما يكرس حالة التدهور في الشرق الأوسط.
والحال في إيران، يطغى عليها القلق الأكبر، الرأي العام لا يشعر بالاطمئنان، إزاء ما يتوقع من خطر قادم، يذكِّره بسنوات العقوبات الاقتصادية، وانعكاساتها على الواقع المعيشي للشعب الإيراني، واضطرار الهبوط بمستويات القدرة الشرائية.
أما التوجُّه الدبلوماسي الأوروبي باتجاه إيران، فوقف قبالة الخيار السياسي الإيراني الرافض إجراء أي تعديل على اتفاق صادقت عليه مع الدول الكبرى من قبل.
ولا أحد يتوقع إبداء مرونةٍ في الموقف الإيراني؛ فالخطاب الرسمي يرفض التنازل عن قراره إلى حد هذه الساعات الأخيرة، التي تسبق إعلان الموقف الأمريكي الحاسم.
ترامب مصرٌّ على إعادة النظر في الاتفاق النووي، وردم ما يصفه بالثقوب، وهذه الثقوب من وجهة نظر البيت الأبيض:
• النظر في الإطار الزمني للاتفاقية المحددة بعام 2025
• إيقاف نظام الصواريخ الباليستية.
• وقف سياسة التدخُّل الإيراني في شؤون دول الشرق الأوسط.
وفي ظل هذه المعطيات يقف العالم أمام احتمالين لا ثالث لهما:
1- إعلان موقف إيراني مفاجئ يتجاوب مع المطالب الأمريكية، يفتح الباب أمام مفاوضات قمة أمريكية– إيرانية مباشرة ترسي دعائم علاقات متطورة.
2- إعلان ترامب إلغاء الاتفاق النووي، ما يُدخل إيران في أزمة سياسية واقتصادية، تهدد استقرار نظامها السياسي، ومستقبله، مع احتمال نشوب انتفاضة شعبية، يفجرها تفاقم أزمة معيشية تكرسها عودة الحصار الاقتصادي.
وتتعاظم المتغيرات في إعلان الموقف الأمريكي المنتظَر، باضطرار أوروبا إلى الخضوع للموقف الأمريكي، ووضع البرنامج النووي الإيراني في مرمى الضربات التدميرية، ومحاصرة نفوذ إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

مقالات ذات صلة