ماذا يريدون من محاكمة صدام ؟
-
-
1115
-
0
مفهوم ان تحتل أمريكا عسكريا العراق، لكن أثبتت الأيام ان أمريكا غير قادرة على ترسيم انتصارها فيه بعد سنوات من الاحتلال، رغم كل ما مارسته في تركيع للشعب العراقي عبر العديد من الخطط الأمنية والسياسية.. وها هي العراق تصبح أكبر مأزق تمر به الامبراطورية الأمريكية.. مأزق ليس فقط لقوتها العسكرية انما لمستقبل هيمنتها وتسيدها في العالم.
صالح عوض
الا ان الامريكان يحاولون استثمار أي جزئية في هذه المعركة لعلهم يضبطون إيقاع الانهيار القادم.. فالمنطقة كلها تغلي ضد وجودهم ولعل بعض الحكام بدأ يتحسس إمكانية الرفض للأمريكان على ضوء نتائج المقاومة الإسلامية الباسلة في لبنان، حسب ما حذر وزير خارجبة قطر.. لهذا كان لابد من تذكير الجميع بمشهد ما يعيدهم الى (صوابهم) فينضبطون في بيت الطاعة الامريكي.
نعم هكذا ينبغي فهم رسائل الامريكان لأمتنا وحكامها من خلال كل تصرفاتها الميدانية.. فبعد ككل واقعة يخرجون لنا بقضية ما.. فبعد معارك الفلوجة الفذة ومنع الامريكان من احتلالها بعد عشرات الايام من القصف والتدمير خرجوا علينا بصور سجن أبو غريب لكي يحطموا معنوياتنا وهكذا.. واليوم وبعد انتصارنا أمامهم في جنوب لبنان. وفيما حاول البعض من الحكام ان تطول كلماته أكثر من قامته تجيئ محاكمة صدام حسين ومجموعة من القيادات العراقية.. ولا تخفى دلالة ما يريدون.. ويتعمدون ان لا يقطعوا من شريط التسجيل – رغم قدرتهم – النص الذي يكرره صدام حسين كل مرة انه هو رئيس العراق الشرعي.. وذلك لتذكير من حاول ان ينسى ان من هو في المعتقل إنما هو واحد من أكثر رؤساء العرب سطوة واقتدارا.
لا تهم كل التفاصيل.. وليس المجال مجال مرافعة عن صدام حسين وتفنيد دعاوى الادعاء المعين من قبل الاحتلال الامريكي.. لكن ما يؤلم بحق ان يقبل بعض العراقيين محاكمة صدام، فيما قوات الاحتلال تعيث في البلد فسادا.. ان العاجل من الامر يقضي بإخراج الاحتلال أولا وقبل كل شيء.. ثم فليحاكموا من شاءوا بالعدل وتحت سيادة العراق بعد ذلك.. العراقيون جميعا أمام عدوان يبدد شملهم ويكسر شوكتهم ويستبيح أعراضهم وينهب بلدهم ويتلهى بعضهم بقصص لتسيئ للعراق وتاريخه..ان الحزن يبلغ بنا مداه ونحن نرى عراقنا في وسط النار.. لكن لعل الله يتداركه، فيحيل النار بردا وسلاما عليه، فهكذا عودتنا الرحمة الالهية بالعراق منذ ابراهيم عليه السلام.
