الجزائر
بعد دعوة مقري الجيش إلى مرافقة الانتقال الديمقراطي

ماذا يريد الإسلاميون من المؤسسة العسكرية..؟

محمد مسلم
  • 9080
  • 42
ح.م

لا يزال الموقف غير المسبوق لرئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، الداعي إلى “دور للمؤسسة العسكرية في الانتقال الديمقراطي”(..)، يثير المزيد من الجدل حول علاقة الإسلاميين بالمؤسسة العسكرية، وكذا الهدف من مثل هذا التصريح وفي هذا الوقت بالذات.
ويعتبر موقفا من هذا القبيل جديدا في العلاقة بين المؤسسة العسكرية وأبناء التيار الإسلامي، بالنظر للحساسية القديمة بين الطرفين، والتي طغى عليها الشك والريبة، لاعتبارات تاريخية، ما يضع “خرجة” مقري هذه، محل تساؤلات.
الإسلاميون كانوا إلى وقت قريب يواجهون دعوات إقحام المؤسسة العسكرية في المشهد السياسي بشيء من الاستغراب والرفض، غير أن هذه المرة، تغير الوضع، فما كان مرفوضا في السابق، أصبح مرغوبا حاليا.. فما الذي استجد حتى تغير الموقف؟
وإن كان مقري وبعض قيادات حزبه قد انبروا لتوضيح ما تضمنته مبادرة “حمس” بشأن دور المؤسسة العسكرية في الانتقال الديمقراطي، محاولين إبعاد التأويلات التي ذهبت لفهم تصريح مقري على أنه دعوة لتدخل الجيش في السياسة، إلا أن ذلك لم يبدد تلك المخاوف، لأن الأطراف التي اعتادت على دعوات إقحام الجيش في المعترك السياسي، استغلت الفرصة وركبت الموجة، وعلى رأسهم رئيس حزب “جيل جديد”، جيلالي سفيان.
لم يكن عموم الجزائريين يعلمون أن أحد أهم التيارات الإسلامية في الجزائر ممثلا في حركة مجتمع السلم، كانوا قد التقوا مع رموز في المؤسسة العسكرية في العام 1999، من أجل التوافق حول الشخصية التي تمثل السلطة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام ذاته.
غير أن تصريح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، غير المنضبط، هو الذي أفشى سرا لم يكن معروفا من قبل عامة الجزائريين، عندما تحدث عما وصفها “الابتزازات” التي تعرض لها الرئيس بوتفليقة عندما ترشح في العهدة الأولى.
ومعلوم أن تصريح ولد عباس قد فتح المجال واسعا أمام أطراف لم تكن تنوي العودة إلى الوزراء بنحو عشرين سنة، غير أنها وجدت الفرصة والمبرر، كي تستحضر أسرار لقاءات ظلت طي الكتمان وبعيدا عن التداول السياسي، ومن هؤلاء وزير السياحة الأسبق، عن حركة مجتمع السلم، عبد القادر بن قرينة، الذي استغل الفرصة كي ينتفض لأبيه الروحي، الراحل نحناح، الذي طُعِن في “شرفه السياسي”، لكونه فاوض من أجل المناصب، على حد قول ولد عباس، قبل أن يتراجع تحت وابل من الردود لم يكن يتوقعها من تلامذة الشيخ الراحل.
وأيا كانت التوضيحات التي حاول مقري إعطاءها لدعوة المؤسسة العسكرية لمرافقة الانتقال الديمقراطي، إلا أنه لم يتمكن من إبعاد شبهات استنساخ تجربة أبيه الروحي، الراحل نحناح، قبل نحو عشرين سنة، والتي جلس خلالها مع الجنرالات (توفيق، عطايلية، العربي بلخير، واسماعيل العماري)، وفق بن قرينة، من أجل فرض مسار معين.

مقالات ذات صلة