ظهور الفهد الصحراوي بمنطقة التاسيلي

نجح المكتشف طاهري رضوان في العثور، لأول مرة، على الفهد الصحراوي المهدّد بالانقراض، بعد أكثر من شهرين قضاها في البراري يتعقب أثره، إلى أن عثر عليه بمنطقة التاسيلي، ونجح في تصويره ليضيف ذلك إلى مجموعة أعماله الوثائقية التي سترى النور قريبا، والتي تظهر جمال المنطقة وأسرارها التي ظلّت مدفونة لعقود.
“الشروق” تواصلت مع الرحالة طاهري رضوان ليسرد عبرها مغامرته الأخيرة التي قادته إلى جنوب الصحراء، وتفاصيل عثوره على هذا الحيوان النادر على وجه المعمورة.
الشاب رضوان ذكر أنه كان بصدد التخييم في منطقة التاسيلي، لأكثر من شهرين قضاها هناك، لتصوير الحياة البرية وإعداد موسم ثان من العالم المفقود بعنوان “التاسيلي البرية”، أين نجح في العثور على الفهد الصحراوي، الحيوان الذي تناقص عدده ليصير أقل من 200 فهد في كل العالم، معتبرا أن الفهد الصحراوي ونظرا لتأثير الصيد العشوائي وسوء استعمال التكنولوجيا، تعرض لشبه إبادة، كما أنه تخلى عن الكثير من طباعه البيولوجية وفق المعطيات المتوفرة، فمعروف عنه صيد الغزلان والتغذي على لحومها، غير أن تراجع عدده في الصحراء، جعله يتوجه لصيد الإبل والحمير وغيرها، ورغم الصعاب والمطبات، أضاف محدّثنا أنه واصل رفع التحدّي من أجل إخراج مكنونات الصحراء للعلن، في خطوة لتشجيع السياحة الصحراوية، وعن سؤال حول المخاطر التي واجهته خلال خرجاته الأخيرة، أجاب رضوان أنه بات يضحي بحياته من أجل الحصول على صور وفيديوهات نادرة لم يشاهدها العالم من قبل، حيث رغم وعورة المنطقة وقساوتها، إلا أنه يرابط لأسابيع وحيدا، بسيارته وخيمته التي ينصبها من أجل الراحة، ولا يفرق بين الليل والنهار، فكما قال هناك عوالم لا تظهر إلا ليلا، وهو ما يجعله على أهبة الاستعداد لاكتشافها وتصويرها، مبشرا محبيه ومتتبعينه أن الموسم الثاني من سلسلة “العالم المفقود” صارت جاهزة، بفضل مساعدة “سوناطراك”، التي وفّرت له الإمكانيات المادية اللازمة لإنجاح مهمته، والخروج بوثائقي في مستوى الموسم الأول الذي أحدث ضجة في عالم الوثائقيات، ونجح في تحدّي “ناسيونال جيوغرافيك” لكن بلمسة جزائرية، قد تكون بداية لعهد جديد مع هذا المجال المنسي، يقول رضوان.