-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ما‭ ‬هذا‭ ‬التّخبّط؟

ما‭ ‬هذا‭ ‬التّخبّط؟

التّصريحات التي أطلقها وزير خارجيتنا، أمس، في ليبيا، والتي تصب في رغبة الجزائر في استعادة العلاقات مع ليبيا بشكل عادي، والإسهام بفعالية في العهد الجديد الذي تشهده ليبيا، تجعلنا نتساءل عن المعايير التي تتحرك بها الدبلوماسية الجزائرية في تعاملها مع الدول التي‭ ‬شهدت‭ ‬ثورات‭ ‬ضمن‭ ‬حراك‭ ‬الربيع‭ ‬العربي؟

هذه التصريحات تجعلنا نتذكر تلك المواقف الصادرة عن مدلسي نفسه، وعن عدد من الوزراء والمسؤولين الجزائريين من الأزمة اللّييبة، والتي ربطت الجزائر بنظام، كان الجميع يدرك أنه إلى زوال، بعد أن تورط في استخدام السلاح ضد شعبه. فأي الموقفين خاطئ، الموقف الحالي الذي يريد‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الليبي،‮ ‬ويعتبر‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬ينبغي‭ ‬التعاطي‭ ‬معه‭ ‬بسلبياته‭ ‬وإيجابياته‭.‬

 

كلّ المعطيات كانت تشير إلى أن الجزائر كانت على حق، عندما اعترضت على التدخل الأجنبي، وأنها على حق عندما تحفظت على الاستعانة بالناتو، الذي لا يمر ببلد إلا وترك وراءه دمارا وأنقاضا وأشلاء، والتاريخ كان شاهدا على هذه الحقيقة في كل البلدان التي تدخل فيها الحلف الأطلسي‭.‬

لكن ألم يكن من مصلحة الجزائر أن تنظر بعين الاستشراف لمآل الثورة ضد نظام القذافي، وأن تفكر في هذا “العهد الجديد” قبل سنة، والتعامل مع الموقف في ليبيا، بالقدر الذي يمليه الواجب الأخوي بين الشعبين بالدرجة الأولى، ثم ما تقتضيه مصلحة الجزائر، التي لا يخدمها الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬والمفتوح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭.‬

المشكلة أن الجزائر آخر دولة تعاملت مع “العهد الجديد” في ليبيا، مع أن الموقع الجغرافي والارتباط التاريخي مع الشعب الليبي يؤهلها لأن تكون أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد الليبي، وليست آخر من يتعامل معه.

ومع ذلك، فإن الوضع المتأزم في ليبيا المهددة بالتقسيم إلى ثلاث دويلات، يستدعي من الجزائر كبلد جار، أن تتحمل مسؤولياتها في التصدي للمغامرات والمخططات التي يجري تنفيذها في المنطقة، وهذا الأمر لن يكون إلا بأن تكون الجزائر حاضرة بقوة، عبر دعم كل القوى الحريصة مصلحة‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • عزو

    تحليل جيد. من قارئ متزن
    شكرًا. أخي

  • bob

    لعل الدول العربية لم تستفد من التجربة المريرة التي مرت بها الجزائر،وكما هو الحال نفس السيناريو الذي تم إخراجه على المسرح العراقي إن صح التعبيرسيطولكل الدول العربية التي تدعي أنها تعيش ربيعها ،بل هو النفق المؤدي الى دوامة ستكلفهم ثمنا بهضا من الارواح والاموال و.. لكن الأكيد هو اختلاف المكانيزمات التي ستطبق في هذا السناريو،وهذا إن دل إنما يدل على غياب التخطيط في أغلب المؤسسات الخكومية في الدول العربية والجزائر تعرف تماما النتائج المستقبلية لأطماع الغرب في المنطقة لذلك أظن أنها تسعى الى مد يدالعون

  • sadmad

    تخبط الحكومة مثل تخبط الشروق تماما...

  • sadmad

    ايها الناس اتقوا الله فيما تقولون فانكم مسؤولون عنه يوم القيامة...الشيخ القرضاوي عالم جليل وفقيه كبير ومجدد الدين..مالك تهرفون بما لا تعرفون؟ الا تعلمون ان لحوم العلماء مسمومة؟ما بالكم تستمتعون بسب وشتم شيخ ما عرفناه الا بالحق صادحا وللباطل ناطحا..فعندما يتكلم الشيخ القرضاوي فكل العالم الاسلامي يسمع كلمته ويمشى على ما يفتي به...ام ترون العالم الاسلامي قد اجتمع على ضلالة؟ هذا ما فعلته الشروق بالراي العام الجزاءلاي بعد ان صورت الثورات العربية والقرضاوي والجزيرة شياطين ومدلسي والقذافي وبشار ملائك