الرأي

ما‭ ‬هذا‭ ‬التّخبّط؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 4083
  • 4

التّصريحات التي أطلقها وزير خارجيتنا، أمس، في ليبيا، والتي تصب في رغبة الجزائر في استعادة العلاقات مع ليبيا بشكل عادي، والإسهام بفعالية في العهد الجديد الذي تشهده ليبيا، تجعلنا نتساءل عن المعايير التي تتحرك بها الدبلوماسية الجزائرية في تعاملها مع الدول التي‭ ‬شهدت‭ ‬ثورات‭ ‬ضمن‭ ‬حراك‭ ‬الربيع‭ ‬العربي؟

هذه التصريحات تجعلنا نتذكر تلك المواقف الصادرة عن مدلسي نفسه، وعن عدد من الوزراء والمسؤولين الجزائريين من الأزمة اللّييبة، والتي ربطت الجزائر بنظام، كان الجميع يدرك أنه إلى زوال، بعد أن تورط في استخدام السلاح ضد شعبه. فأي الموقفين خاطئ، الموقف الحالي الذي يريد‭ ‬علاقات‭ ‬متينة‭ ‬مع‭ ‬جماعة‭ ‬المجلس‭ ‬الانتقالي‭ ‬الليبي،‮ ‬ويعتبر‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬عهدا‭ ‬جديدا‭ ‬ينبغي‭ ‬التعاطي‭ ‬معه‭ ‬بسلبياته‭ ‬وإيجابياته‭.‬

 

كلّ المعطيات كانت تشير إلى أن الجزائر كانت على حق، عندما اعترضت على التدخل الأجنبي، وأنها على حق عندما تحفظت على الاستعانة بالناتو، الذي لا يمر ببلد إلا وترك وراءه دمارا وأنقاضا وأشلاء، والتاريخ كان شاهدا على هذه الحقيقة في كل البلدان التي تدخل فيها الحلف الأطلسي‭.‬

لكن ألم يكن من مصلحة الجزائر أن تنظر بعين الاستشراف لمآل الثورة ضد نظام القذافي، وأن تفكر في هذا “العهد الجديد” قبل سنة، والتعامل مع الموقف في ليبيا، بالقدر الذي يمليه الواجب الأخوي بين الشعبين بالدرجة الأولى، ثم ما تقتضيه مصلحة الجزائر، التي لا يخدمها الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬والمفتوح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات‭.‬

المشكلة أن الجزائر آخر دولة تعاملت مع “العهد الجديد” في ليبيا، مع أن الموقع الجغرافي والارتباط التاريخي مع الشعب الليبي يؤهلها لأن تكون أحد الفاعلين الرئيسيين في المشهد الليبي، وليست آخر من يتعامل معه.

ومع ذلك، فإن الوضع المتأزم في ليبيا المهددة بالتقسيم إلى ثلاث دويلات، يستدعي من الجزائر كبلد جار، أن تتحمل مسؤولياتها في التصدي للمغامرات والمخططات التي يجري تنفيذها في المنطقة، وهذا الأمر لن يكون إلا بأن تكون الجزائر حاضرة بقوة، عبر دعم كل القوى الحريصة مصلحة‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭.

مقالات ذات صلة