-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعدما كانت أمّهاتنا يُفاخرن بإجادتهنّ لصناعته

ما قصة “طباخات الواب” مع أسرار “المطلوع”؟!

سمية سعادة
  • 4150
  • 2
ما قصة “طباخات الواب” مع أسرار “المطلوع”؟!
ح.م

ماذا لو أضرب أصحاب المخابز في شهر رمضان؟ وماذا لو استمرّ إضرابهم لمدة أسبوع مثلا خلال هذا الشهر الكريم؟

 لا شك أنّ هذا السؤال لم يخطر ببال كثير من ربات البيوت نظرا لتعوُّدهنّ على شراء خبز “الباغيت” كلّ يوم من المخبزة القريبة من البيت دون أيّ عناء..

لكنّ ذلك ربما قد لا يُشكّل في الوقت الحالي أية مشكلة، فالكثير من النساء يقتطعن أوقاتا من يومياتهنّ لصناعة خبز الدار “المطلوع” وتكليف الأطفال الصغار ببيعه على حواف الطرقات أو في الأسواق التي تكتظُّ عادة كلّ مساء بالمتبضّعين، وبالتالي فإنّ أولئك النساء اللّواتي لا يقدرن أو لا يُجدن صناعة خبز الدار يجدن في ذلك حاجتهنّ دون أن يضطرّهنّ إضراب مفترض للخبازين على أن يُشمّرن على سواعدهنّ لصناعة ما يلزمهنّ من خبز تقليدي لأفراد العائلة.

في زمن سابق، تتذكر العائلة الجزائرية كيف كانت المرأة تشترط عندما تخطب لابنها عروسا أن تُجيد كلّ أعمال البيت، بما في ذلك صناعة “المطلوع” وتحضير طبق “الكسكسي”، إضافة إلى كثير من الأطباق التقليدية الأخرى التي عُرف بها المطبخ الجزائري وحافظ عليها جيلا بعد جيل على مدى مئات السنين.

ولهذا كانت الأم “الفحلة”، بمجرد أن تصل ابنتها سنًّا معيّنة، تُلزمها بدخول المطبخ لتلقّي التدريبات الضرورية بشأن مختلف الشؤون المنزلية التي تتطلبها ربة بيت المستقبل، فتُجيد الفتاة، وهي في سن مبكرة في أغلب الأحيان، أكثر ما تتطلبه العناية بالأسرة من توفير أسباب الراحة والسعادة.

ومع تخلّي الأم، بصورة أو بأخرى، عن واجباتها تجاه تعليم البنات كيفيات النهوض بالواجبات الأسرية، انتشرت المخابز بشكل لافت، وصار مجرد تلويح المهنيين من أصحاب المخابز بالإضراب، يدفع وزارة التجارة إلى دق ناقوس الخطر، والتهديد بتسليط العقوبات على هؤلاء لثنيهم عن إطفاء نار أفرانهم التي تُزوّد آلاف الأفواه بما تحتاجه من مادة الخبز.

ومن الطريف في قصة خبز “المطلوع” الذي كانت أمهاتنا يُفاخرن بإجادتهنّ لصناعته، قد صار مادة إعلامية دسمة للكثير من النساء، أو “طبّاخات الواب”، مثلما أحبُّ تسميتهنّ، فأصبحت هناك العشرات من الفيديوهات المصوّرة على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي تتناول كلُّها كيفيات صناعة “المطلوع”، فمن “أفضل مطلوع في عشر دقائق” إلى “أروع مطلوع جزائري بالسميد” مرورا بـ “مطلوع أم خولة” و”مطلوع بدون عجن” و”مطلوع إكسبريس للعاملات”، و”مطلوع الكسكاس والمقلة” وغير ذلك من الكيفيات المختلفة لمسمّى واحد، إلى درجة نتخيّل معها وكأنّ ذلك الخبز الذي تفنّنت في تحضيره أمّهاتنا الأميّات، قد صار شبيها بموضات وصرعات قصّات الشعر الخارقة التي تُطالعنا بها أنامل الحلاقين والحلاقات كلّ يوم.

 والسؤال الذي يبقى مطروحا بعد كل هذه الوصفات المنتشرة على الانترنت بخصوص الخبز التقليدي أو “المطلوع”، ما الذي بقي في جعبة طباخات الواب لتقديمه لمتابعاتهن بعدما استنفذن كل الطرق والحيل لتحقيق أكبر نسبة مشاهدة على مواقعهن على يوتيوب؟.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • someone

    bakri wash kano ytaybo , kano ydiro 2 hwayaj koskous e kasra, 3andohoum 2 tbassa e saknin fi chambra wahda manha cousina manha salon , ni kraya ni examen, ni takhmem 3la elmas2olia .

  • ماعدت أنتمي اليكم

    مع تخلّي الأم، بصورة أو بأخرى، عن واجباتها تجاه تعليم البنات كيفيات النهوض بالواجبات الأسرية، انتشرت المخابز بشكل لافت................................هل هذا هو واجب الأم نحو بناتها في رأيك!!!,,أظن أن مثل هذا التفكير هو الذي أنشأ لنا اجيالا تهتم ببطونها أكثر من اهتمامها بتنمية عقولها وتفكيرها