-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
القيادي في حركة المقاومة "حماس" وممثلها في الجزائر يوسف أبو بكر لـ"الشروق":

ما لدى القسام أكبر بكثير مما رآه الناس في الساعات الأولى من المواجهة

ما لدى القسام أكبر بكثير مما رآه الناس في الساعات الأولى من المواجهة
أرشيف
القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وممثلها في الجزائر يوسف أبو بكر

يقدم القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وممثلها في الجزائر يوسف أبو بكر، الوصفة التي جعلت المقاومة تدكّ العدو الصهيوني في عملية “طوفان الأقصى” التي أوقعت عشرات القتلى والمصابين والأسرى، ويقول أبو بكر في حوار مع “الشروق”، إن المقاومة راكمت القوة والإعداد ومن التخطيط والاستفادة من التجارب السابقة في مواجهة العدو.
ويتوجّه القيادي في “حماس” بالخطاب إلى الدولة العربية المطبِّعة، ويدعوها إلى “التوبة” من فاحشتها، ويتعهّد بإفراغ سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين.

عملية غير مسبوقة للمقاومة ضد العدو الصهيوني، كيف تمكنت المقاومة من هذه العملية المبهرة؟
هذه العملية التي أطلقت عليها المقاومة اسم “طوفان الأقصى” هي موجة من موجات التصعيد ومواجهة المحتل الصهيوني في معركة مفتوحة ومتواصلة لتحرير الأرض الفلسطينية المباركة، سبقها مسارٌ من مراكمة القوة والإعداد ومن التخطيط والاستفادة من التجارب السابقة في مواجهة العدو، والاستفادة من دعم الأمة؛ كل الدعم المعلوماتي والمالي والفكري والعسكري، وكل أوجه الدعم الآن ماثلة أمام أعين الناس في هذه الموجة.
ليس سرا أن هنالك جزءا من مكونات جيش القسام لم يشارك في عمليات عسكرية ولم تأته الفرصة للمشاركة في المعركة، ونحن نتحدث عن المئات والآلاف لم يصلهم الدور للمشاركة، هنالك أشكال تقسيمات داخل الجيش القسامي لم تشارك في المعركة السابقة، واليوم هذه الخطوة التي وقعت عبر المباغتة على مستوى الصواريخ والجو والبحر والبر.
ما رأيناه هو إبداع قسامي في المقاومة، خاصة المظلات التي تحمل المقاومين والمفاجأة على مستوى المواجهة في البحر، وهذا الإنزال خلف خطوط العدو وتحت الأرض وفوقها، هو شكلٌ جديد من الإبداع القسامي في مواجهة العدو الصهيوني وما لدى القسام أكبر بكثير مما رآه الناس في الساعات الأولى من المواجهة، يتطلب الأمر وقتا طويلا ليستوعب المحتل والمراقبون ما الذي جرى.

ما هي الرسالة الموجهة للعدو الصهيوني وللقيادة الفلسطينية، وللعالم خاصة الأنظمة المطبّعة من وراء العملية؟
نعم هنالك رسائل متعددة وجهتها المقاومة من خلال عمليتها النوعية “طوفان القدس”، الأولى للعدو الصهيوني، مفادها أن كل تحذيرات المقاومة بخصوص اعتداءات المحتل على حرائرنا في الضفة الغربية والقدس والمساس بالمقدسات ومصادرة حقوق الأسرى والاعتداء عليهم، أن هذه التحذيرات التي كانت تطلقها المقاومة الفلسطينية وحركة حماس، قد جاء الوقت لأن يدفع المحتل ثمن جرائمه وعدوانه وكل عدوان يمس أسرانا وأقصانا ومقدساتنا وشعبنا، لن يمر مرور الكرام، وسيف القدس الذي أشهر في وجه الاحتلال لن يُغمد إلا ويخرج مرة أخرى أقوى مما كان، والحق سيعود لأصحابه ومسار تحرير الأرض من دنس المحتل لن يتوقف حتى يتحقق المبتغى.
نبعث برسالة من خلال “طوفان القدس”، رسالة للقيادة الفلسطينية أن العدو أوهن من بيت العنكبوت لا يقاتلون إلا في بيوت محصنة، والمقاومة التي ننتهجها هي المقاومة الشاملة بالسلاح والسياسة، وفي مقدمتها المقاومة العسكرية وهي التي يمكنها أن تحرر الأرض، وعلى السلطة الفلسطينية أن ترفع يدها عن المقاومة الفلسطينية، بل عليها أن توفر لها الحماية الأمنية والسياسة والقانونية والوطنية.
اليوم نحن أمام لحظة تاريخية فارقة، يجب أن تكون لحظة تاريخية مع من يسعى بالتنسيق الأمني الذي يدفع ثمنه شعبنا وأمتنا في الضفة الغربية، هذه فرصة مواتية للسلطة للتراجع عن مسارها على مستوى الفعل وليس على مستوى التصريحات، عبر إيقاف التنسيق الأمني، كون الحديث عن توقيف التنسيق متكرر في كل مرة تصعيد يحدث، والآن نتحدث على قرار عملي ينفذ على الأرض بالقطع مع هذا المحتل نهائيا، وإعادة صياغة المنظومة الأمنية الفلسطينية وعقيدتها تجاه العدو الصهيوني وتجاه المقاومة الفلسطينية التي هي جزء أساسي من الشعب الفلسطيني، وعلى كل من يحمل السلاح من السلطة الفلسطينية أن يدافع به عن شعبه ومقاومته.
نخاطب المطبعين في هذا اليوم المشهود، أن يوم السابع من أكتوبر هو صورة من العزة والكرامة، هو فرصة للدول التي انخرطت في مسار التطبيع بأن تراجع حساباتها وتتأكد أنها تبيع لنفسها الوهم، وهم أن التطبيع فيه مصلحة للفلسطينيين ووهم أن التطبيع يجلب مصلحة ويبعد مفسدة لأن التطبيع شرٌّ كله على الدول المطبعة وعلى الفلسطينيين.
أما هذه المشاهد التي تسطرها المقاومة للعزة والكرامة، فآن الأوان لهذه الدول أن تراجع هذا المسار وتعود إلى المسار الحقيقي وتصطف في المكان المناسب مع شعوبها ومع فلسطين ومع المقاومة، وأن تعي أن أي استمرار في توفير غطاء للاحتلال الصهيوني هو مشاركة في دماء الفلسطينيين ومشاركة في هذا العدوان وهو خيانة ولا يمكن تبريره، نؤكد لهم أن التطبيع مع كيان هشّ أوهن من بيت العنكبوت يقتل شعبنا ويعتدي على حرائرنا ويدنس مقدساتنا ويستفرد بأسرانا ثم نعلل ذلك بمصلحة فلسطين هو جريمة مكتملة الأركان.
الفلسطينيون يعرفون طريقهم لتحرير أرضهم والعدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة بكل أشكالها، من يود دعم الشعب الفلسطيني ومن يعتقد أنه يستفيد من هذا الكيان مخطئ على طول الخط.
نحن نعيش ذكرى أكتوبر التي تعيد معنى العداوة للكيان الصهيوني لأمتنا ودولنا العربية، في شهر أكتوبر نسائم النصر التي شاركت فيها مصر وسوريا بدعم لافت من الجزائر بالمجاهدين والعتاد كان له الأثر الكبير في الانتصار، ما حصل اليوم تزامنا وانتصارات أكتوبر 1973، يعيد للتذكير للدول التي تتوهم أن الكيان الصهيوني قوة لا يمكن الاستهانة بها وأنه قوة لا تُقهر وقوة يجب التعايش بها، عليهم أن يستفيقوا من الغيبوبة، فقد هُزم هذا العدو في غزة ودهسه المجاهدون وأثبتوا أن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت.

احتمال رد فعل صهيوني عنيف واردٌ، ماذا ستعدون له؟
لا يمكن التنبؤ سريعا أين ستنتهي العملية، نحن في البدايات وارتدادات العملية مفتوحة وبكل تأكيد سيكون هنالك ثمن، وشعبنا يدرك ثمن المقاومة وسنوفر له الحاضنة الشعبية.
هذه ليست أول مواجهة ولن تكون الأخيرة، نحن نصبو للتحرير وبالتالي شعبنا مستعد لتحمل المسؤولية تجاه احتضان المقاومة في كامل الجهوزية لمواجهة العدو، وتجربتنا تقول إن العدو لن يجرؤ على المواجهة، العدو يستفرد بالعزل ويستهدف الأبرياء والمنازل والمساجد والمستشفيات، والعالم سيرى كيف أن المقاومة تخوض حرب مواجهة ومباغتة للعدو في عقر كيانه، وكيف أن العدو يتخفي وراء الطائرات ويقصف بيوت الآمنين، والسياق الطبيعي للجهاد أن له ثمن ونحن مستعدون لدفع هذا الثمن.

عدد كبير من الأسرى صاروا لدى المقاومة، ما هي المطالب التي سترفعونها؟ هل تتعلق بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مثلا؟
هذه زيادة في الغلة وثمرة من ثمرات الجهاد وهذه بشرى من بشائر أسرانا في سجون الاحتلال، كان لدى المقاومة أسير واحد هو جلعاد شاليط، وأنجزت به صفقة إطلاق أزيد من ألف أسير، ثم أكرمنا الله بمجموعة من الأسرى وحاول الاحتلال أن يتهرب من الصفقة ودفع الثمن، والآن لا يمكن له وهو يرى والعالم جنوده تحت أقدام المقاومة بالعشرات لا يمكنه أن يتجاهل الأمر وسنجره إلى صفقة وفاء أحرار جديدة ستبيّض سجون الاحتلال من المجاهدين والمقاومين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!