الرأي

“ما نسيناش”..!

جمال لعلامي
  • 3116
  • 7

مرّة أخرى، مطلب “أعطونّا الفيزا”، يكون في استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، موازاة مع استقباله أيضا بـ “العجار وحايك مرمّة”، وفي المشهدين، تناقضان، الأول يبحث عن “الهربة” إلى فرنسا، والثاني يوجّه رسالة تاريخية وحضارية نابعة من أزقة القصبة حيث كانت “معركة الجزائر” وبطولات علي لابوانت.. وشتان بين الاثنين!

الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وهو “حزب الثورة”، قال بأن السفير الفرنسي “اندهش” من الطوابير وتدافع الطلبة الجزائريين أمام المركز الثقافي الفرنسي، وربما يكون ماكرون قد “اندهش” أيضا من بعض الشباب الذي يطالبه بالتأشيرة للسفر إلى “فافا” التي تقول أنها تستقبل أكثر من 200 ألف طلب فيزا سنويا من الجزائريين!

من الطبيعي أن يركّز الجانب الفرنسي اهتمامه و”انشغاله” بهذه “الفيزا” تحت مسمى “تنقل الأشخاص بين البلدين”، فمن الجزائر إلى فرنسا شباب وشياب يتزاحمون في “طابور العار” لطلب الفيزا، وليس بالضرورة للحصول عليها، ومن فرنسا إلى الجزائر فرنسيون يبيعوننا قمحا وحليبا و”شامبو” و”كيتشاب” بمبلغ 3.5 مليار دولار !

“التطباع” على الفيزا و”التطبيع” مقابل دفن مطلب تجريم الاستعمار واعتذار فرنسا، قابله أمي زلزال عنيف ضرب الفايسبوك وتويتر على سلّم جزائريين رفعوا هاشتاغ “أنا مانسيتش”، “أنا بن مهيدي”، “أنا زبانة”، وهي الرسالة القوية التي تداولها الآلاف والملايين كرد سريع على “الكمشة” المعزولة والشاذة التي دعت ماكرون إلى منحها “الشنغن”، وبين الفريقين فرق كبير، لا يختلف حوله اثنان سواء كان جزائريين أو فرنسيين!

حكاية “الساسي” الذي “باس” يد هولاند، كانت هي الأخرى فعلا معزولا، سرعان ما ردّ عليه الجزائريين عامة، و”السطايفة” بالخصوص، فتمّ تعرية “المتورّط” وفضحه وجعله يغرّد بمفرده ليسمعه أمثاله فقط، أو “أصدقائهم” من الفرنسيين”، وبالتالي، فإن التعميم يصبح فعلا مجنونا وغير مقبول أو معقول، طالما أن الانحراف إذا حصل، الأغلبية الساحقة بريئة منه!

“الحركى” الذين تحميهم فرنسا فوق أراضيها، يعيشون هناك كالطيور المنفردة، التي لا يمكنها أن تحوم فوق سماء الجزائريين الأحرار والشهداء الأبرار، وحتى إن صادفهم مغتربون بالشوارع الفرنسية، فإنهم يختلفون عنهم في التفكير والمبدأ، ولا يُمكن بطبيعة الحال، التشبيه أو المقارنة بين هارب ولاجئ ومنفي بسبب الخيانة، وبين “حرّاق” ومسافر ومهاجر مطاردا للرزق أو العلم!

لعلّ أقوى رسالة من “جيل الاستقلال” لـ “أبناء المستعمر”، هو عدم التفريط في تكرار روائع “الأفيون والعصا” و”معركة الجزائر” و”دورية نحو الشرق” و”أبناء نوفمبر”، وغيرها، دون ملل ولا كلل، وفي ذلك رابطة مع “جيل الثورة”.. حتى لا ننسى وحتى لا يتناسوا!

مقالات ذات صلة