-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
روح المجموعة والاستقرار والجرأة في اتخاذ القرار وغيرها

ما يجب على “الخضر” أخذه كدروس من مخلفات “الكان”

صالح سعودي
  • 591
  • 0
ما يجب على “الخضر” أخذه كدروس من مخلفات “الكان”

خرج الشارع الكروي الجزائري بعدة نتائج وانطباعات عقب إسدال الستار عن نهائيات كأس أمم إفريقيا التي احتضنتها كوت ديفوار، وعادت فيها الكلمة لمنتخب البلد المنظم الذي صنع الحدث، بحكم أنه كان على حافة الإقصاء قبل أن ينجو في آخر لحظة ويواصل بقية المشوار بقوة، مثلما كشفت هذه النسخة عن التعثر الثاني على التوالي للمنتخب الوطني بعد خروجه من الدور الأول بطريقة مهينة، ما يتطلب بحسب المتتبعين ضرورة حفظ الكثير من الدروس من مخلفات “الكان” ووضعها في الأذهان حتى يتم تفاديها في المواعيد والمنافسات الرسمية المقبلة.

عرفت النسخة الأخيرة من “الكان” التي جرت فعاليتها في الملاعب الإيفوارية العديد من المخلفات التي تتطلب وقفة للاستفادة منها، خاصة ما يتعلق بالمنتخب الوطني الذي غادرها مبكرا بعدما عجز عن حجز تأشيرة تؤهله للدور الثاني في مجموعة تأهلت فيها 3 منتخبات، وكان هو المغادر الوحيد في سيناريو صادم وغير متوقع، خاصة وأن ذلك يحدث للمرة الثانية على التوالي في نهائيات كأس أمم إفريقيا تحت قيادة المدرب جمال بلماضي الذي عجز عن إيجاد الحلول اللازمة في المنافسات المغلقة في الوقت الذي لم يتوان في الاستعراض خلال المباريات الودية والتصفوية، ما جعل المكتب الفدرالي يصر على ضرورة إيجاد أرضية تسمح بضمان الطلاق بالتراضي بين الطريفين، وبالمرة البحث عن مدرب جديد من شأنه أن يضخ دماء جديدة تحسبا للتحديات الرسمية المقبلة، وفي مقدمة ذلك المباريات المتبقية من التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 وكذلك ضرورة حجز مكانة في نهائيات “كان 2025”. وفوق كل هذا ضرورة أخذ العبرة من الفشل الذريع في نسخة كوت ديفوار بغية تدارك الأخطاء والنقائص بغية العودة إلى الواجهة بنفس جديد.

وخرج الكثير من المتتبعين بعدة انطباعات تعد بمثابة دروس هامة وجب استخلاصها من مخلفات “الكان”، سواء ما تعلق بالأداء الجيد لعدة منتخبات، وهذا بصرف النظر عن مشوارها، سواء وصلت إلى أدوار متقدمة أم حققت الهدف الأدنى وهو تجاوز عقبة الدور الأول، مثل منتخبات شمال إفريقيا باستثناء الجزائر وتونس، وكذلك عامل المفاجأة الذي سجل حضوره بقوة، من ذلك الفوز الذي حققه المنتخب الموريتاني أمام المنتخب الوطني، ما مكنه من التأهل إلى الدور الثاني بفضل هذا الفوز الذي كان محصلة عدة عوامل أولها الروح القتالية والسعي إلى إثبات الذات، مثلما برزت منتخبات أخرى بأدائها الجماعي، على غرار منتخب الرأس الأخضر الذي أشاد به شيخ المدربين رابح سعدان، إضافة إلى منتخب الكونغو الديمقراطية الذي وصل إلى المربع الذهبي في إنجاز مميز في تاريخ الكرة بهذا البلد، مثلما تألق منتخب جنوب إفريقيا الذي حقق ذات الإنجاز وافتك في النهاية المرتبة الثالثة، في الوقت الذي قلب منتخب كوت ديفوار الموازين وقلب جميع التوقعات، بدليل أنه كان على حافة المغادرة من بوابة الدور الأول قبل أن ينجو في آخر لحظة في سيناريو مثير، ما يجعل الكثير يصف “الفيلة” بأنهم عادوا من الموت، وهو العامل الذي حفزهم لمواصلة المسيرة بتميز تحت قيادة مدرب مساعد عرف كيف يسيّر المجموعة فنيا ومعنويا، إلى غاية التتويج باللقب القاري على حساب “نسور نيجيريا”.

ومن بين النقاط التي وجب أخذها بعين الاعتبار على ضوء مخلفات “الكان”، هو أن أهمية الاستقرار والاستمرارية لا تعني بالضرورة الجمود، بل تتطلب أحيانا الجرأة في اتخاذ القرار، حتى ولو تطلب ذلك الاستغناء عن المدرب الرئيسي، مثلما حدث مع منتخب كوت ديفوار، كما كشفت هذه النسخة عن رزية المدرب المساعد وضرورة حسن الاختيار بطريقة لا تقل قيمة عن كيفية اختيار المدرب الرئيسي، بدليل الإنجاز الذي حققه المنتخب الإيفواري تحت قيادة مدرب مساعد، وكذلك تتويج المنتخب القطري بكأس آسيا تحت قيادة مدرب مؤقت. وإذا كان الكثير يجمع على صعوبة التأقلم مع مناخ أدغال إفريقيا (الرطوبة والحرارة)، إلا أن ذلك لا يعد مبررا بحسب البعض، خاصة وأن المنتخب الوطني مثلا كان بمقدوره تحقيق الحد الأدنى وهو تجاوز عقبة الدور الأول في مجموعة كانت في المتناول، كما كشفت النسخة الأخيرة عن سلبية الضغط السلبي، في ظل المزاجيات التي يتصف بها بلماضي الذي أثر بتصرفاته على لاعبيه، ناهيك عن فشله في ضبط الخيارات الفنية المناسبة، على غرار ما حدث في مباراة موريتانيا وتغييراته الجذرية التي أدهشت الجميع، ليبقى ما حققه المنتخب الإيفواري أفضل درس في الإرادة ورفع التحدي بمجموعة عرفت كيف تحافظ على تجانسها وتواصل التفاوض بعزيمة، فحققت الهدف المنشود بمدرب مساعد حقق نجاحا باهرا بعدما فشل المدرب الرئيسي في مستهل المنافسة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!