-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق، الشيخ حارث الضاري لـ "الشروق اليومي"

ما يحدث في الجزائر إرهاب أعمى غير مبرّر وعلى الإرهابيين التوبة لله

الشروق أونلاين
  • 9342
  • 0
ما يحدث في الجزائر إرهاب أعمى غير مبرّر وعلى الإرهابيين التوبة لله
الشيخ حارث الضاري رفقة مراسل الشروق بالدوحة

قال رئيس هيئة العلماء المسلمين في العراق، فضيلة الشيخ حارث الضاري، بلغة تهكمية، إن أمواله التي جمدتها الخزانة الأمريكية حلالا على أمريكا حتى تخرج من أزمتها، ورفض في حوار أدلى به لـ “الشروق اليومي” غداة مشاركته في اجتماع هيئة العلماء المسلمين في الدوحة القطرية الاتفاقية الأمنية، بداعي أنها تمدّد عمر الاحتلال بدل انسحابه نهائيا، وفي حديثه عن الوضع الأمني في الجزائر قال الضاري إن ما يحدث في الوطن هو إرهاب أعمى لا مبرر له، وما على الإرهابيين إلا التوبة والعودة لجادة الصواب..

  • الشروق اليومي“: نبدأ بالاتفاقية الأمنية، لماذا أفتت هيئة العلماء المسلمين بتحريمها؟ أليست جزءا من الخلاص؟
  • حارث الضاري: الاتفاقية كما تعلمون بين أمريكا وهي الدولة المحتلة للعراق وبين الحكومة التي تحكم العراق اليوم في ظل الاحتلال وهي من نتائج العملية السياسية التي رتب فصولها الاحتلال، وبالتالي ستكون هذه الاتفاقية بين طرف قوي فارض وبين طرف ضعيف لا يستطيع رد رغبة هذا المحتل العنيد، ثم إن هناك معلومات تشير إلى أن هذه الفقرات كلها جائرة وإن تفاوتت في خطورتها، ولكنها كلها خطيرة سترهن العراق إلى أمد غير محدود..
  • س: يعني هذه الاتفاقية قد لا تضمن انسحابا كليا بعد سنتين مثلما نصت؟
  •  ج: ما يقال بأن هذه الاتفاقية ستضمن انسحاب قوات الاحتلال من العراق في آخر سنة 2011، في تقديري هذا الانسحاب سيكون ناقصا، غير الانسحاب الذي يريده العراقيون وتريده المقاومة وتريده الهيئة، وهو انسحاب كل قوات الاحتلال من العراق، بينما هذه الاتفاقية ستعطي الاحتلال قواعد وقواعد كبيرة في العراق تبلغ 50 أو تزيد عن ذلك، فهذه القواعد ستكون مأوى لقوات الاحتلال الحالية التي ستنسحب من المدن والقرى والأرياف إلى هذه القواعد، أو استبدالها بقوات أخرى جديدة وأكثر تسليحا وربما مسلحة بأسلحة الدمار الشامل، فتستقر في العراق في قواعد، وبالتالي فكأننا ما عملنا شيئا، فيكون الاحتلال قد خرج من الباب وعاد من الشباك، كما يقول المثل العراقي.
  • لهذا الاتفاقية لن تتكفل لنا بانسحاب كامل لقوات الاحتلال، يضاف إلى هذا يشاع انه في هذه الاتفاقية للحكومة العراقية الحق في تمديد أمد قوات الاحتلال إذا شاءت، وهذا الاستثناء قد يكون مثل الاستثناء الذي وضعته الأمم المتحدة حين فوضت قوات الاحتلال بالعراق إلى مدة سنة إذا لم تطلب الحكومة التجديد وبناء على هذا طلبت الحكومة التجديد ثلاث أو أربع سنين، فالسنة صارت بـ 3 أو 4 سنين فربما نفس السيناريو.. سيناريو التفويض للأمم المتحدة لقوات الاحتلال التي اسموها القوات المتعددة الجنسيات، وهي نفسها قوات الاحتلال، وهي تمارس نفس الأعمال يوم أن كانت تسمى قوات الاحتلال، وبالتالي فإن هذه الاتفاقية في كل التقديرات لا تضمن لنا الانسحاب الذي يريده أبناء الشعب العراقي بما في ذلك المقاومة والقوى المؤيدة لها في العراق.
  • س: بعض المحللين يرون أن في هذه الاتفاقية بداية لانسحاب الاحتلال أو إن صح التعبير أخف الضررين.. قواعد عسكرية أحسن من تمديد فترة الاحتلال؟
  • ج: هو في الحقيقة سواء كانت قواعد عسكرية أو كانت عساكر الاحتلال في الشوارع والمدن نفس الأمر، بمعنى أن الاحتلال باقٍ في العراق وقواته باقية ولها صلاحيات في أن تستخدم هذه القوات في العراق أو خارج العراق، وبالتالي فإن العراق هو الذي يتحمل تبعات هذه الممارسات غير المنضبطة لقوات الاحتلال، إذن هذه الاتفاقية إذا نصت على قواعد فإنها ستبقي الاحتلال دائما، ومع ذلك فإن هذه الاتفاقية أعطت قوات الاحتلال أشياء لم تكن لها شرعا ولا قانونا مثل الموضوع الأمني، كان هناك الموضوع العسكري، الآن الموضوع الأمني، تبعه الموضوع الاقتصادي والموضوع السياسي والموضوع الثقافي، وما إلى ذلك فهي اتفاقية متعددة الجوانب أي أنها تحكم العراق من جوانب عديدة وخطيرة تكون للاحتلال فيها اليد الطولى.
  • س: لكن الوضع الأمني في تحسن، خاصة لما نسمع أن بعض الدول العربية بدأت تقيم علاقات دبلوماسية مع العراق، وهذا ما قد يجيز ما سبق؟
  • ج: الدول العربية أغلبها لها علاقات دبلوماسية، لكن لا يوجد لها ممثلون، نتيجة الظروف الأمنية السابقة، والآن لا تزال الظروف الأمنية غير مستقرة وغير آمنة، والدليل على ذلك أن كل هذه السفارات سكنت في المنطقة الخضراء، بل اشترطت بعض الدول العربية أن تكون سفاراتها في المنطقة الخضراء، خوفا من أن ينال منها شيء، وهذا لا يدل على شيء!!، والحكومة نفسها لا تزال في المنطقة الخضراء ومحروسة بقوات الاحتلال، إذن فأين الأمن؟ لو كان هناك أمن لخرجت الحكومة من خارج هذه الأسوار الشائكة، هذه الأسوار “الكونكوريتية” وخارج الأسوار الأمنية التي تعتمد على قوات الاحتلال ودباباته ومدرعاته والطائرات المروحية التي تجوبها ليلا ونهارا، كل أحياء بغداد مقطعة بسياج “كونكوريتي” تشبه السياج الإسرائيلي في فلسطين، الأحياء الصغيرة في داخل هذه التجمعات أو “الكانتونات” المتقطعة، الأحياء الصغيرة نفسها مقطعة ومحروسة وما إلى ذلك، إذن أين هو الأمن؟ أين هو الاستقرار؟ هذا في بغداد أما خارج بغداد فحدث ولا حرج.
  • س: نبقى في ردّات فعل أمريكا، وزارة الخزانة الأمريكية أصدرت قرارا بتجميد أموالكم.. ما تعليقكم على خلفية هذا القرار؟
  • ج: طبعا هو قرار تافه ولا يشكل بالنسبة لنا شيئا، لأن أمريكا قبل غيرها تعرف انه ليس لدينا أموال لا في بنوكها ولا في بنوك غيرها من العالم الآخر، سواء أوروبا أو العالم العربي، وما إلى ذلك، وردنا عليها أنكم إذا كنتم قد وجدتم لدينا مالا فلا تكتفوا بالتجميد بل خذوه حلالا عليكم إذا كان يعوض خسائركم في الانتكاسة المالية التي تمرون بها اليوم، نحن متبرعون لكم بهذه الأموال إذا كانت تعوض خسائركم التي خسرتموها نتيجة انهيار الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
  • س: لكن هيئة العلماء المسلمين في العراق، وفي بيان لها، أكدت أنها ستقاضي وزارة الخزانة الأمريكية على خلفية هذا القرار؟
  • ج: نعم إذا يسر الله تعالى لنا فسنقاضيهم لأنهم اعتمدوا في هذا التجميد على تهم باطلة لا أساس لها لفقتها لنا المخابرات الأمريكية اعتمادا على مخابرات الحكومة العراقية التي تتهمنا منذ 3 سنوات تقريبا باتهامات باطلة تريد منها تحريض الأمريكيين علينا ليتخذوا ضدنا موقفا معينا وها هم قد اتخذوا هذا الموقف جمدوا أرصدتنا والحمد لله.
  • س: أين ستقيمون هذه الدعوى، في أي محكمة؟
  • ج: في محكمة العدل الدولية أو في غيرها من المحاكم المحايدة، وفي المحاكم الأوروبية أو ربما حتى في المحاكم الأمريكية إذا كانت الإدارة هذه قد خفت سيطرتها. 
  • س: أريد أن أتحدث عن المقاومة، هل تغير مفهوم المقاومة منذ بداية الاحتلال أم بقي كما هو، وهل تخلصت من تهمة الإرهاب؟
  • ج: بالنسبة للمقاومين ومؤيديهم لم يتغير مفهوم المقاومة، معناها هو استعمال القوة ضد العدو الغازي للعراق، فهذا هو مفهوم المقاومة، أما الإرهاب فهو إخافة الناس الآمنين الأبرياء وإيذائهم بدون سبب أو مبرر هذا هو الإرهاب، وللإرهاب مصادر عديدة وهي مرفوضة بالنسبة لنا، وقد نوهنا بها منذ أكثر من عامين، وبيّنا مصادر الإرهاب الحقيقية، ولكن الاحتلال وعملاءه يطلقون وصف الإرهاب على المقاومة ومنهم من يميز بين مقاومتين، منهم من يطلقه على الفئات التي تقتل الأبرياء والآمنين ويطلق على المقاومة التي لا تستهدف إلا الاحتلال لفظ المتمردين.
  • س: والأحداث التي حدثت في شمال العراق وفي الموصل واستهدفت المسيحيين، هل هي بغرض الإساءة للمقاومة، خاصة ونحن نعرف انه ليست المقاومة التي قامت بهذا؟
  • ج: هؤلاء أكراد وبالذات من المليشيات الكردية والمخابرات الكردية التابعة للحزبين وبالذات لحزب ومخابرات السيد مسعود البرزاني، وهم أرادوا أن يتهموا بها بعض الجهات، ولكن هذه الجهات رفضت، وكل الدلائل تشير إلى أن الفاعلين هم الأكراد، لأنهم يريدون تهجير الأكراد إلى مناطق قريبة من حدود إقليمهم ليستخدموهم في الانتخابات القادمة في الموصل.
  • س: ما دور التواجد الإسرائيلي في العراق في كل هذا؟
  • ج: التواجد الإسرائيلي موجود من بداية التسعينيات، إن لم يكن في الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن كان في الشمال وبعلم ورغبةالسلطات المسيطرة على الشمال و المتمثلة في الحزبين الحاليين، حزب الاتحاد الكردستاني الذي يرأسه جلال الطالباني والحزب الكردستاني الديمقراطي والذي يرأسه مسعود البرزاني، والاسرائيليون متواجدون وبعلمهم، وبعد الاحتلال انتشروا في الكثير من مناطق العراق ولا سيما في بغداد وفي البصرة وفي مناطق أخرى وتحت مظلات كثيرة، منهم من دخل تحت مظلة الجيش الأمريكي وهو متعامل مع الجيش الأمريكي، ومنهم من هم في المخابرات الأمريكية، ومنهم من هم يعملون في شركات وتحت عناوين عربية وأيضا في بعض الجمعيات التي ظاهرها إنساني وباطنها إسرائيلي إما تخريبي أو مخابراتي أو ما إلى ذلك، على أي حال الاسرائيليون متواجدون في العراق ووجودهم واضح لكل من له اهتمام بهذا الموضوع.
  • س: بالنسبة للمقاومة الأمر مفهوم لنا، المقاومة تدافع عن العراق ضد الاحتلال، بينما ما يحدث في الجزائر هو العكس تماما، هناك تقتيل أو هناك إرهابيون يقتلون إخوتهم؟
  • ج: ما يحدث في الجزائر إرهاب غير مبرر ولا علاقة للمقاومة به، ولا يخدم الإسلام ولا المسلمين وإنما يخدم أعداء الإسلام والمسلمين وعلى الحكومات العربية في شمال إفريقيا أن يتعاملوا مع هذه الظاهرة بحكمة وبهدوء ولا يعتمدوا على الحل العسكري فقط، لأن الحلول العسكرية لمثل هذه الظواهر لا تأتي في الغالب بالنتائج المطلوبة.
  • س: لكن كان ثمة حلان سياسيان، قانون الوئام المدني والمصالحة وتم فتح الأبواب لجميع المسلحين للنزول من الجبال، يعني الشعب مد يده لكل هؤلاء، لكن لا حياة لمن تنادي بل قابلوهم بالعمليات الانتحارية؟
  • ج: على كل حال نسأل الله تعالى أن يلهمهم الرشد والصواب، ويعودوا إلى بلدهم، ويشاركوا في بناء هذا البلد وعمرانه ويوفروا لهم ولأبناء وطنهم الأمن والسلام، ويكونوا يدا واحدة إن شاء الله على من سواهم من أعداء الجزائر وأعداء الأمة بشكل عام.
  • س: شاركتم في الاجتماع الأخير لهيئة علماء المسلمين، والذي سبق السجال الكبير الذي حدث في المدة الأخيرة بين السنة والشيعة، وبيان الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين أوقف هذا السجال، كيف تم كل ذلك؟
  • ج: الحمد لله نحن ساهمنا في هذا المؤتمر، وتوصل الجميع إلى انه من الضرورة إنهاء هذا الشجار أو هذه الزوبعة التي أثيرت بلا مبرر حول تصريحات الشيخ القرضاوي، فنسأل الله تعالى أن يكون هذا البيان قد عالج هذه القضية وسيساهم بعون الله تعالى على إنهائها وقطع الطريق على المتربصين بوحدة الأمة وسلامتها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!