متجلببات يسرقن الجيوب والقفف!
يعاني المجتمع الجزائري اليوم، عشرات الآفات تحت النقاب، فبعد أن التصقت اللصوصية فيه بالشباب المنحرف، ظهرت فئة أخرى تمارس السرقة بأكثر احترافية، ألا وهي فئة النساء اللائي تساعدهن في ذلك أيديهن الناعمة التي لا تخطر ببال ولا بخاطر أن تمتد لتطال ممتلكات الغير، والمثير أن هذه الآفة انتشرت بجنون ولم تخطئ في طريقها طفلة صغيرة ولا عجوزا، بل على العكس هن أكثر من يعول عليهن إذا تعلق الأمر بتضليل الضحية، فما بالك وهن يلبسن الحشمة والعفة في جلابيب توحي بأنهن ملتزمات لا يقربن منكرا.
نصّابات في ثوب أخوات
“من خدعنا بالله انخدعنا به”، واقع باتت تعيشه السيدات الجزائريات مع السارقات اللواتي يسدلن جلابيبهن لتمويه جرائمهن، ويلجأن عادة للأطفال، كونهم المصدر الأسهل للحصول على معلومات أوسع لضمان نجاح مخططهن في السرقة، الذي يبدأ بترصد المكان والتردد عليه بانتظام قبل القيام بأي خطوة عملية، لمعرفة برنامج البيت المستهدف ومواقيت تحركات أفراده قبل أن تستغل اللصة توقيت تواجد صاحبة المنزل لوحدها أو مع صغارها فقط، لتتسلل إليها في هيئة امرأة متدينة تخاف الله، تمارس تجارة الملابس أو الذهب، أوعابرة سبيل تبغي الارتواء من شدة الحرارة بكوب ماء تهرول ربة البيت لجلبه بعد أن تكون قد فتحت بابها للسرقة، الأمر الذي حدث مع وداد 32 سنة من دالي ابراهيم، زوجة إطار بالبنك تقول: “ركنت سيارتي ودخلت المنزل بعد العمل، وأنا أهم بغلق الباب تبعتني امرأة منقبة لا يوحي شكلها المحترم في حجابها الأنيق وحقيبتها الفاخرة بالخوف، طلبت مني أن أروي عطشها، قدمت لها بقارورة ماء، كنت مرهقة وفكرت في تركها والعودة إلى الداخل، وطلبت منها الاحتفاظ بها وما كدت ألتفت عائدة حتى وضعت يدها داخل الحقيبة لترشني ببخاخة غاز وتنصب على كل مجوهراتي وحتى سيارتي حيث علمت بعدها أنها لم تكن بمفردها..”
دواعش الأسواق.. جراد يتلف المنتجات
المتجول بالسوق الشهير “باب الرحبة” بالبليدة، يستمع إلى تظلمات الباعة المتواصلة وشكاياتهم ممن يسمونهم بـ”الدواعش” وهن اللصات المتجلببات اللواتي انتشرن، بحسب عمي الطيب الذي دخلنا محله للأحذية وهو يستشيط غضبا “.. جراد، جراد.. انتشرن كالجراد الذي يتلف ما في طريقه..”، فقد سرقت إحدى المتجلببات حذاء بقيمة 7500 دينار، ولكن الطريف في الأمر أن هذه اللصة تبدو غير محترفة، فقد أخذت زوجا بقياس 38 والزوج الآخر قياس 39، ربما لشدة توترها وهي تسرق، ما ضاعف خسارة البائع، هذه الآفة انتشرت تقريبا بجل أسواق الوطن، باعتبار السارقات يتسترن ظاهريا بلباسهن الشرعي وأخلاقيا بالموانع الدينية والاجتماعية التي تمنع الرجال من ملامسة المرأة وتفتيشها حتى وإن اكتشفوا السرقة أثناء تواجد الفاعلة بالمحل والاكتفاء بتوبيخها ما يتيح لها التملص من الفعلة الشنيعة والهروب، وهو الأمر الذي دفع بمعظم أصحاب المحلات لتجنيد بائعات من الفتيات، للقيام بمهمة التفتيش وحراسة المنتجات من السرقة أكثر من تسويقها.
التجمعات.. ميدان السرقات
هن نواعم أفسدن أنوثتهن بولوج عالم جرائم السرقة، واستغلين جنسهن لاستنزاف ممتلكات شقيقاتهن من بنات حواء، متخذات من الأماكن المغلقة التي تجمعهن مسرحا لها، ملغيات بذلك كل الفوارق التي بينهن وبين اللصوص الرجال في الميدان. تروي زينب طالبة تعمل أثناء العطل بقاعة حفلات بـ”بئر خادم” عن كم جرائم السرقة التي صادفتها في وظيفتها: “سرقة في كل فرح، وأحيانا سرقات.. تحدث معظمها عند انشغال المدعوات بالرقص أو بالزينة.. وحدث مرة أن تمت سرقة عروس في عرسها بينما قريباتها يلبسنها “التصديره” تركن حقيبة المجوهرات مفتوحة، ولما التفتن لم يجدنها فأعلنَ السرقة عبر مكبر الصوت وقمنا نحن الموظفات بتفتيش حقائب الحاضرات دون استثناء لنكتشف حرفية اللصة التي فعلت فعلتها وغادرت القاعة بهدوء..”. والكثير من الجرائم المشابهة تحدث يوميا بالحافلات والحمامات النسائية وغيرها يرجعها أخصائيو الاجتماع إلى الحرمان والغيرة والانتقام.