متزوجة مع وقف التنفيذ!!
أحببت شاباً مغتربا من بلد آخر، وتقدم لخطبتي، وجاء إلى بلدي وعارض أهله حتى يتزوج بي، وبعد ما تمت خطبتنا ساءت ظروفه وأحواله المادية، لكنني عرضت عليه أن نعقد قراننا حتى يكون كلامنا وحبنا وتصرفاتنا في الحلال وبرضا الله عز وجل، فقال لي أنه ليس لديه مهري الآن، ولأنه طيب جداً معي، وحنون ويحبني، وأخلاقه عالية، فاتفقت معه على أن أتدبر المبلغ وأقول لأهلي أنه قد أرسله لي، وعندما يرزقه الله تعالى يرده لي، وأخبرته أني تنازلت عن حفلة العرس، وتنازلت حتى عن مصروفي الشهري، و أي مصروف للأعياد والمناسبات تقديراً لوضعه.
ورغم هذا كله فأنا إلى الآن لم أتزوج، مضى عامين على عقد القرآن، وبسبب الظروف لم نجتمع، ولم أسافر له إلى بلده حيث يقيم، فهو حالياً يعمل كسائق، واطلب منه أن يهتم بي وبما أحتاج، وأن يبني مستقبله، وأطلب منه ألا يكون مسرفاً، لكنه يقول لي أنه لا يستطيع التدبير، هو فعلاً حزين بسبب ظروفنا، لكنه دائماً يقول لي تصرفي بكل شيء، فقد تعبت من الكلام معه، هل أخطأت حينما تنازلت عن كل شيء لأجله؟؟ هل أخطأت عندما تساهلت بحقوقي؟ هل أصبحت رخيصة في عينه؟ لكنه كثيراً ما يبكي بسبب الظروف، فأشعر بالحزن لأجله فلا أتحدث، كيف أتصرف؟
لطيفة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرد:
السلام عليكم يا لطيفة
أهلاً وسهلاً بك على صفحات موقعنا جواهر الشروق، والله أسأل أن ييسر لك أمرك للخير وأن يعجل لك بالرزق الحلال.
في الحقيقة يا لطيفة لقد أمرنا الإسلام بالتخفيف عن الشباب في الزواج، التخفيف بعدم المبالغة في التجهيزات العرس، وأثاث البيت، وغير ذلك، لكن المهر هو أساس الزواج والذي أمر به الله تعالى، فكيف تتصرفين بهذا الشكل وتخفين الأمر عن أهلك؟؟ وكيف يكون الحديث بهذا الشأن من البداية معكِس؟؟ يجب أن تكون الإتفاقيات المالية بين الشاب والولي الشرعي وهو الأب، فالحديث عندما يكون من رجل لرجل يكون ملزم بتنفيذه، فزوجك الآن ليس ملزماً – في رأيه بأي نفقات – فانتي في بيت أهلك ويأخذ منك الحب والرعاية الإهتمام بلا أي مقابل، فلماذا سيتعب، ولماذا سيفكر في المستقبل؟؟ حتى إن كان البعد مر، لكن الظروف ليست مأساوية بالشكل الذي يضع نفسه ويضعك فيها.
يجب أن يكون هناك تدخل فوري وسريع من وليك الشرعي – وهو والدك – يجب أن يتحدث معه بأن يتم الزواج في أقرب وقت وأن يقرر هو – زوجك- هل ستتزوجين في بلده، أم بلدك.
يجب أن يتدبر مبلغ مهرك كاملاً، وأن يبحث عن عمل آخر بجانب عمله كسائق، لا تعرضي عليه أن تعملي أبداً، حتى لا يعتمد عليك رجلاً للبيت! وضحي له أنك لم تعودي تتنازلي عن حقوقكِ المالية، وإن تم تنازلاً عن حفل الزفاف وبعض أثاث البيت فليكون من والدكِ وليس أنت، يجب أن يكون والدكِ حازماً وبشدة، وأن يوضح له أن ابنته لن تنتظره طوال العمر، يجب على والدكِ أن يوضح له أنه قد يجبره على الطلاق إن شعر يوماً أنه ليس جاداً في الزواج!
وإن تطور الأمر ووجدتي منه عنداً، إياكِ أن تقفي في صفة ضد والدكِ، يجب أن يرى منك شدة في التعامل، بل إن كان يجادل ويعاند، اقطعي التواصل معه بعض الشيء حتى تنتهي الاتفاقات بين الرجال ولا تتدخلي أبداً، فتدخلك من البداية وإخفاء أمر المهر عن أهلك هو بداية المشكلة!!
تمنياتي لك بالسعادة والتوفيق وتابعينني بأخبارك
للتواصل معنا: