جواهر

متسوّلات خمس نجوم..يملكن سيارات وأثاث فاخر!

سمية سعادة
  • 3945
  • 2
أرشيفية
متسولة

قبل سنوات، عرف المجتمع الجزائري ظاهرة المتسولات اللواتي يستعملن المراحيض العمومية لتغيير ملابسهن بملابس (المهنة)، وبعد الانتهاء من (الدوام) يعدن إلى بيوتهن بثيابهن العادية.

وكشفت إحداهنّ أنّها بمجرّد تغيير لوازم عملها كمتسولة تتوجه إلى “الباركينغ” لتستقلّ سيارتها وتعود إلى المنزل.

واحدة من هؤلاء المتسولات أيضا، كانت تجلس أمام المسجد بقلب منكسر، ووجه شاحب تبدو عليه علامات التعاسة، وتضع بجانبها قفة مهلهلة..

عندما خرج المصلُّون من المسجد بعد صلاة الظهر، تفرّقوا ولم يُعرها أحدهم اهتماما، لكنّ أحدهم رقّ لحالها وكاد يُدخل يده في جيبه ليُسلّمها بعض النقود لكنّه امتنع عن ذلك عندما رأى شابا يتّجه نحوها، يبدو أنّه ابنها وكان لباسُه مقبولا، ولم تبدُ عليه علامات الفقر.

تحدّث الشاب إليها، لكنّ دهشة هذا المصلّي ازدادت عندما راقب هذه المرأة وابنها المفترض يتّجهان إلى بائع الهواتف المحمولة، وتُخرج هذه المرأة من جيبها هاتفا محمولا ثم بدا وكأنّها تطلب من صاحب محلّ الهواتف أن يُعبىء لها الرصيد، فاستغرب الرجل الذي كان يريد أن يتصدّق عليها من حالها التي تبدّلت من متسوّلة منكسرة إلى إنسانة تعيش حياتها بصورة طبيعيّة، لكنّه حمد الله على أنّه لم يُعطها من ماله، ويُساعدها على أن تخدع الناس بفقرها المزعوم.

وروت لي إحدى الزميلات الصُّحفيات، قبل سنوات، بأنّها فوجئت عند قيامها بتحقيق صحفيّ عن المتسوّلات اللّواتي كنّ يقطُنّ بأحد الأحياء القصديرية بالجزائر العاصمة، بنوعية الأثاث وتلفزيونات البلازما والأرائك التي كنّ يمتلكنها داخل البيوت إلى درجة أنّ الصحفيّة علّقت بعد أن خرجت دون أن تكشف للمتسوّلات بأنّها كانت صحفيّة، وهي تقول (لقد شعرت بأنّني أنا المتسوّلة لأنّني لم أكن أملك ذلك الأثاث في بيتي).

ومن الأمور التي صدمت هذه الصُّحفية أنّ هؤلاء المتسوّلات كنّ يتعاملن مع أصحاب سيارات (الفرود) بشكل يومي، حيث يقومون بنقلهنّ صباحا في شكل مجموعات إلى الأحياء الراقية في الجزائر العاصمة مثل حيدرة، وبن عكنون، والأبيار، وغيرها، ثمّ يرجعن مساء إلى بيوتهنّ بعد أن يكنّ قد جمعن ما تيسّر من المال.

وكم من أناس خُدعوا بمظاهر الانكسار التي تبدو على كثير من المتسوّلات لأنّ سيكولوجية المرأة وطبيعتها كأنثى يرشّحانها لأن تلعب أدوار البطولة في مثل هذه المواقف، وأن تقوم بدور الضحية بامتياز، وبمهارة عالية.

ومع أن صورة المتسولات قد” اهتزت” في نظر المجتمع الجزائري الذي لم يعد يثق فيهن، أو يصدق دموعهن “الباردة”، إلا أنهن مصرات على تأدية دور الفقير، المحتاج، المنكسر، وكأنّ المسألة قد تحوّلت إلى مهنة أو حرفة كان من المفترض أن يودع أصحابها ملفاتهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لغير الأجراء (الكاسنوس)، من أجل الاستفادة من التقاعد بعد عمر طويل.

مقالات ذات صلة