-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد تلقيهم إشعارات بالطرد من سكناتهم الوظيفية

متقاعدون من التكوين المهني يناشدون تدخل رئيس الجمهورية

حورية. ب
  • 906
  • 0
متقاعدون من التكوين المهني يناشدون تدخل رئيس الجمهورية

يناشد المتقاعدون بمراكز التكوين المهني على مستوى العاصمة تدخل رئيس الجمهورية لإنصافهم، خاصة بعد تلقيهم إشعارات بالطرد عن طريق القوة العمومية من سكناتهم الإلزامية، فيما كانوا ينتظرون أن الوزارة سوف تنفذ وعودها بتمكينهم من سكنات اجتماعية، وتحفظ لهم كرامتهم.

تفاجأ متقاعدون بمراكز التكوين المهني بالعاصمة، منذ بداية السنة الجارية، بإشعارات الطرد باستعمال القوة العمومية، حيث عبر بعضهم ممن تحدثت معهم “الشروق” عن غضبهم من المواقف المهينة التي يتعرضون إليها، بعد أن أفنوا عمرهم في تسيير مراكز التكوين المهني وتقاعدوا وهم يعانون من أمراض مزمنة، حيث هناك من أصيب بالشلل وتفاقمت حالته بعد أن وجد نفسه عاجزا عن حماية أبنائه من التشرد وتوفير سكن لهم.

وبحسب الوثائق التي تحوز “الشروق” نسخة منها، فإن وزارة التكوين المهني سنة 2007 راسلت مدراء التكوين المهني للولايات، يعلمهم الأمين العام بالوزارة بضرورة القيام بعملية تطهير حظيرة السكنات التابعة للقطاع، من خلال إحصاء المساكن الإلزامية المشغولة من طرف المتقاعدين ودراسة ملفاتهم حيث طمأن الأمين العام العائلات الذين لا يملكون سكن وأكد لهم أن الإدارة ستجد لهم حلا لإعادة إسكانهم. غير أن ذلك لم يتحقق فبعد 15 سنة بدأت إشعارات الطرد تهطل على المتعاقدين بعد صدور أحكاما بالطرد في حقهم منذ 2017.

متقاعدون يصارعون المرض ومهددون بالطرد

وفي نفس السياق، تخوف 4 متقاعدين بمركز التكوين المهني والتمهين ذكور بالرويبة في العاصمة، من تنفيذ حكم الطرد عليهم في أي لحظة، منهم “م.س” 77 سنة الذي شغل منصب النائب التقني والبيداغوجي بالمركز سنة 1986، حيث تم تكوينه وانتدابه بفرنسا سنة 1975 فقرر دون تردد تلبية نداء الواجب مع وعده بالعمل والسكن، المعني الأول مصاب بالسكري على غرار زوجته المريضة بالضغط إلى جانب السكري، لديه ولدين وثلاثة أحفاد، والثاني “ت.س” 77 سنة، شغل منصب مدير مركز التكوين بمفتاح ولاية البليدة ثم بمركز جمعة سحاريج بولاية تيزي وزو، قبل أن ينتدب كمدير لمركز رويبة وتقاعد سنة 2007، تتكون عائلته من ستة أولاد وسبعة أحفاد وقد تعرض لسكتة دماغية مباشرة بعد خروجه للتقاعد. أما الحالة الثالثة فهو “ع.م” من مواليد 1947 انتدب بصفة مدير سنة 1984 لما كان المركز في طور الإنجاز، حيث تابع هذا الأخير أشغال الإنجاز إلى غاية 1986 سنة افتتاحه، هو أب لثمانية أولاد من بينهم أربعة متزوجين وأحفاد كما أنه يعاني رفقة زوجته من ارتفاع ضغط الدم.

الحالة الرابعة “أ.ب” من مواليد 1940 أكبر المتقاعدين سنا شغل منصب المقتصد بمركز برج البحري قبل أن ينتقل سنة 1986 بصفة دائمة إلى مركز الرويبة، توفي سنة 2016 تاركا سبعة أولاد أرملة مصابة بالضغط والسكري والتهاب المفاصل.

ضحايا الطرد من السكن الوظيفي لم تتوقف عند مركز الرويبة فمديرة مركز تكوين مهني بعين طاية، أحيلت على التقاعد سنة 2013 تعيش رفقة ابنتها في سكن وظيفي، فبعد أن وعدوها بمنحها سكن اجتماعي، تفاجأت بتنفيذ حكم الطرد عليها رغم أن البطاقية الوطنية أثبتت أنها غير مستفيدة من أي صيغة سكنية.

وكذا مدير مركز التكوين المهني بالقبة الذي تقاعد سنة 2012 وبنبرة صوت مليئة بالحزن والأسى عبر عن غضبه من المعاملة التي يتعرض إليها رفقة زملائه المتقاعدين كإطارات سابقة حيث أكد المتحدث ممارسة وظيفته على أكمل وجه، حيث قام رفقة عمال المركز بحماية هذا الأخير من التخريب سنة 1988، عندما كانت مؤسسات الدولة تتعرض للحرق والتخريب، كما سقط مراقب بالمركز ضحية إرهاب بعد أن اغتيل أثناء تأدية وظيفته. وأضاف الضحية أن السلطات المعنية تمنح لنا مهلة بعد تسليمنا إشعار بالطرد، موضحا أن مرتبه لا يسمح لهم لكراء منزل وامتنع المتحدث عن بناء منزل فوضوي أو القيام باحتجاجات، على حد قولهم، لأنهم إطارات دولة وكما أنهم يثقون في وعود السلطات في منحهم سكنات اجتماعية.

ينتظرون التنازل عن السكنات الوظيفية أو إعادة إسكانهم

ويذكر أن متقاعدين مركز التكوين المهني بالرويبة بعد وصول إشعار بالطرد شهر مارس 2022 توجهوا برسالة إلى مدير التكوين والتعليم المهنيين لولاية الجزائر، يطالبونه بالتدخل من أجل تسوية وضعيتهم حيث سبق واقترحوا على مسؤولي القطاع شراء سكناتهم الوظيفية أو إعادة إسكانهم، بعد إيداعهم ملفات خاصة بذلك.

وجاء في الرسالة التي اطلعت الشروق عليها أن متقاعدي المركز استفادوا من سكنات بموجب الوظيفة التي شغلوها ومنحت لهم مديرية أملاك الدولة لولاية بومرداس قرارات الاستفادة. وذلك بعلم من وزارة التكوين المهني والتمهين التي أقرت من خلال المنشور الوزاري الصادر عن مديرية الوسائل البشرية والتنظيم بتاريخ 9 أوت 1993 في البند الأخير تحت عنوان تدابير خاصة أكدت التزامها وبأحقية المتقاعدين في الاستفادة من سكن لائق بعد استكمال الخمس سنوات خدمة للموظف وكذلك في حالة وفاته فإن ذوي الحقوق يستفيدون من سكن.

وفي نفس موضوع ذكّر الشاكون مدير التكوين، بالإرسالية الصادرة بتاريخ 3 أوت 2015 عن الأمين العام بالوزارة والتي يدعو فيها مدراء مراكز التكوين المهني عبر الولايات تحضير موظفي القطاع ملفات التنازل من أجل الاستفادة عن السكنات الوظيفية التابعة لأملاك الدولة والمشغولة من طرفهم.

غير أنه إلى يومنا لم يتم تحقيق ذلك والتكفل بملفاتهم وينتظرون بفارغ الصبر استجابة المسؤولين المحليين لهم بالتنازل لهم عن السكنات أو إعادة إسكانهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!