جواهر

متلازمة فرط تحفيز المبيض

جواهر الشروق
  • 15225
  • 0
ح.م

تعتبر متلازمة فرط تحفيز المبيض إحدى مضاعفات تحفيز الإباضة التي من الممكن أن تشكل خطرا على الحياة.

على مر السنوات، تم اقتراح عدد من التصنيفات للمتلازمة، والتي تعتمد بالاساس على درجة خطورتها، بينما تم مؤخرا اعتماد التصنيف التالي:

 الدرجة الخفيفة:

انتفاخ وعدم ارتياح في البطن، مع او بدون غثيان، قيء و/او اسهال وانتفاخ في المبيضين، يصل قطر كل منهما الى 5 سنتيمترات.

الدرجة المتوسطة:

مميزاتها، كما في الحدة الخفيفة، مع اثبات على وجود استسقاء بطني. مبيضان متضخمان يصل قطرهما الى 12 سنتيمترا، وذلك، من خلال الفحص فوق الصوتي (ultrasound).

الدرجة الخطيرة:

استسقاء بطني واضح، سوائل في تجويف الصدر، لزوجة مرتفعة في الدم (هيماتوكريت “مكداس الدم” فوق 45%)، قلة في التبول مع مستويات كرياتينين، بمعدل 1 – 1.5 مليجرام لكل 100 مليلتر من البول، اضطرابات باداء الكبد، وأورام وانتفاخات عامة.

الدرجة بالغة الخطورة (الحرجة):

حالة استسقاء بطني شديدة مع سوائل في التجويف الصدري، لزوجة مرتفعة في الدم (هيماتوكريت فوق 55%)، قلة في التبول مع مستويات كرياتينين فوق 1.5 مليجرام لكل 100 مليلتر من البول، فشل كلوي، تخثرات وجلطات دموية، انسداد الاوعية الدموية وعلامات الازمة التنفسية لدى البالغين.

أعراض متلازمة فرط تحفيز المبيض

تبدأ أعراض متلازمة فرط تحفيز المبيض بالظهور دائما، بعد إعطاء هورمونات الاباضة الـ hCG او في بداية الحمل، وتكون خصائصها الأساسية، تضخما شديدا بالمبيض وانتقال السوائل وتراكمها في تجويفات القسم الثالث.

هذا الانتقال للسوائل، هو المسؤول عن المرض والوفاة نتيجة لهذه المتلازمة، يحصل بسبب زيادة نفاذية الاوعية الدموية (قابليتها لتمرير السوائل) ويؤدي الى تراكم السوائل في تجويف الصفاق، تجويف الصدر والقلب وانتفاخات واورام تحت الجلد (تجويفات القسم الثالث). يحدث نتيجة لهذا، انخفاض في حجم الدم وارتفاع في مستوى لزوجته وتخثره، اضطرابات في توازن السوائل والاملاح، انخفاض في افراز البول، وحتى فشل كلوي.

أسباب وعوامل خطر متلازمة فرط تحفيز المبيض

هناك عدد من الحالات التي تم الربط بينها وبين حصول المتلازمة، وقد طرحت كعوامل خطورة لنشوئها، وتتضمن:

ـ الجيل المبكر للمصابة (اقل من 35 عاما).

ـ وزن منخفض للجسم.

ـ النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض (polycystic ovary syndrome).

ـ النساء اللاتي شهدت استجابتهن لتحفيز الإباضة ارتفاعا في مستويات الاستروجين وتحفيز عدد كبير من الجريبات في يوم إعطاء الـ hCG، او استخلاص عدد كبير من البويضات خلال علاج التخصيب المخبري خارج الجسم.

ـ إعطاء hCG كدعم في مرحلة ما بعد الإباضة خلال الدورة الشهرية.

علاج متلازمة فرط تحفيز المبيض

إن علاج متلازمة فرط تحفيز المبيض هو علاج وقائي، ويهدف لمنع حصول المضاعفات الخطيرة لهذه المتلازمة دون السماح باطالة مداها.

يشتمل العلاج على الراحة، شرب الكثير من السوائل، ومتابعة العلامات والأعراض التي من الممكن ان تشير لتفاقمها.

تختفي المتلازمة بدرجتيها الخفيفة والمتوسطة من تلقاء نفسها، بشكل عام، وغالبا تتطلب مراقبة ومتابعة من كثب دون الحاجة للمكوث في المستشفى.

أما في حال تم اكتشاف تفاقم ووصل الى الدرجة الخطيرة، او الحرجة (الخطرة جدا)، فالامر يستدعي تسرير المريضة (ابقاؤها في المستشفى). خلال المكوث في المستشفى، يجب الخلود للراحة التامة، كما يجب قياس الوزن بشكل يومي، متابعة المعطيات والمقاييس الحيوية والفحص الجسدي المتكرر لتقييم احتمال وجود سوائل في تجويفات القسم الثالث.

يجب متابعة مستويات السوائل بشكل دقيق (كمية السوائل التي يتم شربها وحجم التبول) واجراء فحوص مخبرية متكررة من اجل قياس لزوجة الدم، الاملاح وحالات التخثر في الكلى والكبد.

يشمل العلاج اعطاء السوائل من خلال الفم او بالحقن الوريدي، وذلك بهدف منع ازدياد لزوجة الدم، واتاحة المجال للكلى لتنقية الدم بشكل كاف، والتي تقاس بكمية البول المفرزة.

في بعض الحالات التي يحصل فيها انخفاض في نسبة البروتينات في الدم وتفاقم مرور السوائل الى تجويفات القسم الثالث، توجد امكانية لحقن المواد الغروانية (الالبومين او الديكسترون)، كذلك، فإن تفاقم الحالة يكون في بعض الحالات على شكل تراكم كمية كبيرة من سوائل الاستسقاء البطني، مع الشعور بصعوبات في التنفس وانخفاض كميات البول، من الممكن لهذه الحالة أن تستدعي وخز البطن عدة مرات بهدف تفريغ السوائل المتراكمة وتسهيل عملية التنفس وآداء الكلى.

من النادر جدا أن تتفاقم الامور لتصل حد تشكيل الخطورة على الحياة بشكل لا بد معه من إنهاء الحمل.

الوقاية من متلازمة فرط تحفيز المبيض

لقد تم اقتراح العديد من الوسائل الهادفة لمنع وتقليل تفشي ومدى خطورة هذه المتلازمة، ففي حين يؤدي الامتناع عن أخذ الـ hCG فقط، إلى منع نشوء المتلازمة، ما زالت نجاعة كل واحدة من الوسائل التالي ذكرها قيد النقاش:

تحفيز الاباضة مع مراقبة لصيقة ومنع ردات الفعل الحادة التي يقوم بها مبيض المتعالجة، نتيجة لاحد عوامل الخطورة المذكورة أعلاه. تقليل جرعة الـ hCG المسبب للاباضة.

تأجيل إعطاء الأدوية التي تحفز الاباضة والـ hCG، مع المتابعة وانتظار انخفاض مستويات الاسترجين الى المستويات الامنة.

 يمكن خلال دورات تحفيز الاباضة التي لم يتم فيها اعطاء محفزات GnRH – هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية، اعطاء محفزات الـ GnRH لتحفيز الاباضة بدلا من الـ hCG.

تجميد الأجنة وإلغاء إعادتها للرحم خلال الدورة الحالية، وبالتالي منع حصول الحمل، الذي من الممكن فقط، أن يزيد من مخاطر حدوث المتلازمة وحدتها.

اعطاء الالبومين او الهيدروكسي ايثيل النشا (Hydroxyacethyl starch) خلال استخلاص البويضات في دورة التخصيب المخبري.

الامتناع عن اعطاء الـ hCG كعنصر داعم خلال مرحلة (طور) “الجسم الاصفر” من الاباضة.

مقالات ذات صلة