الرأي

متى يتوقّف “تنمّر” الإمارات؟

رشيد ولد بوسيافة
  • 1955
  • 7

الإجراء الأخير الذي قامت به دولة الإمارات بتعليق منح الفيزا للجزائريين ووضع اسم الجزائر ضمن قائمة لـ13 دولة أغلبها دول مسلمة وبعضها يشهد أزمات أمنية داخلية مثل ليبيا وأفغانستان واليمن شملها قرار تعليق منح التأشيرة… هذا الإجراء الذي لم تؤكده السّلطات الإماراتية؛ يندرج ضمن مسار سياسي انتهجته هذه الأخيرة منذ مدة في علاقتها مع الجزائر، بسبب التّباين الواضح بين الجزائر والإمارات في عدد من القضايا الدولية. وعلى الرغم من نفي القنصل الجزائري في أبو ظبي لهذا الإجراء، إلا أن صمت السّلطات الإماراتية يعدّ رسالة واضحة يمكن وضعها في خانة “التّنمّر” بالجزائر، بدليل أنّ وكالات عريقة مثل “رويترز” أكدت وجود هذا القرار.

وقبل ذلك تداولت وسائل إعلام أجنبية معلومات غير مؤكدة كذلك، عن رسائل تهديد تكون الإمارات قد وجهتها إلى الجزائر، تتعلق بمراجعة تعاونها الاقتصادي معها، بسبب عدد من المواقف الصّادرة عن الجزائر تتناقض مع السّياسة المنتهجة من الإمارات في الملفات الهامة وعلى رأسها الملف الليبي وملف التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وتبقى أخطر خطوة قامت بها الإمارات العربية المتحدة في سياق “تنمرها” المتواصل على الجزائر، عندما قامت بخطوتها المثيرة للجدل بفتح قنصلية في الأراضي الصحراوية المحتلة، وهو ما أشعل فتيل نزاع مسلح بعد 29 سنة من قرار وقف إطلاق النار بين جبهة البوليزاريو والمغرب. ومن الواضح أنّ دولة الإمارات تستقوي بحليفها الجديد “إسرائيل” في ممارسة سياستها الاستفزازية ضد الجزائر بإشعال مزيد من النّزاعات المسلحة والأزمات السياسية في محيط الجزائر، بعد تلك المأساة التي كانت طرفا رئيسيا فيها داخل ليبيا، من خلال دعم جنرال انقلابي وتأليبه ضد الحكومة المعترف بها دوليا. وهو المسعى الذي انتهى بالفشل الذّريع وكان للجزائر دور في هذا الفشل، حين أعلنت أن طرابلس خط أحمر، وتجاوبت مع التّدخل التركي المباشر لصالح حكومة الوفاق ما رجح كفة الصراع على عكس ما خططت له الإمارات.

وفي تونس نجحت الإمارات في إحداث هزة سياسية عميقة من خلال إعادة بعض رموز نظام زين العابدين بن علي إلى الواجهة عبر الدعم المعلن لرئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، هذه الأخيرة باتت رقما فاعلا في المشهد السياسي التونسي وتسبّبت في العديد من الأزمات آخرها ما حدث مع رئيس البرلمان راشد الغنوشي. فهل سيتوقف تدخل الإمارات في محيط الجزائر، أم أنّ حليفها الجديد سيدفع بها إلى المزيد؟!

مقالات ذات صلة