-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رغم الإبادة الحاصلة في غزة:

مثقفون مشهورون يختارون الصمت واللامبالاة

صالح عزوز
  • 1604
  • 0
مثقفون مشهورون يختارون الصمت واللامبالاة

ليس بالضرورة أن تكون عربيا ومسلما، لكي تتفاعل مع ما يحدث في غزة، بل فقط، أن تكون إنسانا يؤمن بحق الأشخاص في الحياة، ومن لم تتحرك مشاعره تجاه الإبادة الحاصلة في غزة وليست الحرب، منذ أكثر من شهر، فلا يستحق لقب إنسان، بل هو أقرب للجماد، إن صح التعبير. لذا، فقد تفاوتت ردود الفعل تجاه هذه الإبادة المقننة، كل على حسب منصبه وموقعه وقربه من الأحداث، بين مقاطع للكيان وبين معتصم أمام السفارات وبين داع إلى ضرورة محاكمة مجرمي هذه الحرب غير العادلة، التي ذهب ضحيتها إلى حد الساعة، العزل من الأبرياء أطفالا ونساء. في المقابل، نجد من لم يحرك ساكنا تجاه هذه الأحداث، وانقسمت هذه الفرقة خاصة المثقفين، وهو موضوع حديثنا إلى فرقتين، غير المبالي والصامت، والصمت لا مبرر له أمام ما يحدث في غزة.

للأسماء المعروفة في عالم الفن والرياضة أثر كبير في مثل هكذا أحداث، لكن للأسف في الجزائر، غلب الصمت على الكثير من الأسماء المعروفة في الأدب والثقافة واكتفوا بدور المتفرج، لا ندري السبب، حتى وإن كان واضحا للعيان عند بعض الأسماء المعروفة في الثقافة خاصة الأدب، وهو ألا يكشفوا أنفسهم أمام رعاة أدبهم، فقد يعارض رأيهم رأي من يقدمون لهم الدعم في الوصول إلى قمم عن طريق الجوائز والتكريمات. لقد كان هذا الصمت واللامبالاة بالنسبة للكثير من متتبعي هؤلاء المثقفين، صدمة، ففي الوقت الذي كانوا ينتظرون رد فعل قويا يندد علنا بما يحدث لإخواننا في غزة، ظهر العكس تماما، وحتى وإن وجهت لهم أسئلة مباشرة عن هذه القضية، فقد اختار العديد منهم الصمت وعدم الرد، أو التهرب الدبلوماسي الذي يوضح حقا، أن الماديات في الكثير من الأحيان تجاوزت المبادئ والمواقف التي تبقى معلقة على جبهة التاريخ.

الغريب، أن العديد منهم لم يظهر أثر رد فعلهم حتى في منشورات الوسائط الاجتماعية، كمن يخاف معرفة موقفه الصريح تجاه هذه القضية، حتى وإن كان واجبا على كل واحد منا أن يكون رد فعله واضحا وصريحا، وعلى العلن، لا يحتاج إلى تبرير. وهو الوقوف ضد ما يحدث حتى ولو بسطر واحد في الوسائط الاجتماعية وهو أضعف الدعم.

والمؤسف أكثر، أن العديد منهم في بعض حواراته أو لقاءاته، يدعو إلى السلام والأمن، وضرورة حقن الدماء، كمن يراها حربا عادلة وليست إبادة كما يصورها الإعلام الصهيوني، من أجل التغطية على رأيه الصريح وموقفه في ما يحدث في غزة.

بين الصمت واللامبالاة، ضاعت مواقف الكثير من المثقفين الجزائريين والعرب تجاه الإبادة الحاصلة في فلسطين، مواقف لن يرجع الزمان للخلف من أجل تصحيحها وسوف تبقى تلاحقهم دائما.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!