-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مجابهة دبلوماسية لإرادة نووية

مجابهة دبلوماسية لإرادة نووية
ح.م

ما الجديد الذي جاء به المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس في إعلان قبول الولايات المتحدة دعوة من الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع الدول الخمس زائد واحد وإيران لمناقشة الطريق الدبلوماسي قدما مع طهران؟

الموقف واحد، والشروط هي هي، لم تتغير، ما تغير فعلا هو الديباجة الدبلوماسية، في شكل الدعوة الأوروبية التي تجمع من جديد واشنطن وطهران بعد القطيعة لمناقشة المستجدات في الملف النووي.

ما الذي تغير فيما دعا إليه وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة إيران إلى عدم اتخاذ أي خطوات إضافية لا سيما فيما يرتبط بتعليق البروتوكول الإضافي وفرض قيود على أنشطة ومهام الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران.

منذ عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، ومضمون الدعوات المتجددة للتفاوض، هو هو، والرفض الإيراني يتكرر في كل مرة، قبل إلغاء العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن بعد انسحابها من الاتفاق النووي.

الجديد في دعوة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع الدول الخمس زائد واحد وإيران، هو اختبار محاولة جديدة، لإقناع إيران بعدم الامتناع عن تعليق البروتوكول الإضافي في الاتفاق النووي وغلق الأبواب أمام دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرقابي.

مبادرة دبلوماسية استجابت لها واشنطن، لا غبار على نواياها الحسنة، لكن هل هي قابلة للتطبيق على مستوى الواقع، وجني ثمارها؟

وضعتها دول أوروبا وأمريكا في دائرة احتمال عودة البيت الأبيض وطهران إلى الامتثال لما عرف بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”.

منذ إعلان نية العودة لاتفاق نووي جديد، يتجاوز الأخطاء والنواقص في الاتفاق القديم، وإيران ترفض إشراك أطراف إقليمية لمعالجة المخاوف الأمنية الأوسع المتعلقة ببرامج الصواريخ العابرة والتدخل في شؤون دول إقليمية عبر تطوير قدرات ميليشيات مسلحة موالية لها.

مبادرة الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، والتجاوب الأمريكي معها، كشفت عن تحالف أوروبي أمريكي يخطط بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وأطراف في الشرق الأوسط لتحقيق أهداف تعطيل برنامج الصواريخ الباليستية، وتطهير دول الشرق الأوسط من النفوذ الإيراني، فضلا عن إيقاف التصنيع النووي.

إيران الآن أصبحت في مواجهة تحالف أوروبا 3 “فرنسا وبريطانيا وألمانيا” وأمريكا، وضع مخطط دبلوماسي مبدئي، يفتح باب التنسيق مع الصين وروسيا، واستقر على تعيين الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي منسقا لـ”خطة العمل المشتركة” التي رأت ما تصفه بالطبيعة الخطيرة لـ”قرار إيران تقييد وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وضرورة إدراك عواقب مثل هذا العمل الخطير لا سيما في هذا التوقيت الذي تتجدد فيه الفرصة الدبلوماسية”.

التحالف الأوروبي – الأمريكي ركز في أولويات خطته الدبلوماسية على دعمه الكامل  “للدور المهني والحيادي للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام وجهودهما لتنفيذ عمليات التحقق والمراقبة اللازمة لالتزامات إيران النووية بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة” في ظل التخوف من الإجراءات الإيرانية الأخيرة لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 20٪ ومعدن اليورانيوم، بما يعد خطوة أساسية في إنتاج سلاح نووي.

من هذا المنطلق شكل التحالف الأوروبي 3 وأمريكا بنود خطته، واضعا على عجل شرط امتثال إيران”الصارم” لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة قبل الدخول معها في مفاوضات تقودها أمريكا وفق شروط البيت الأبيض، تمنح فيها لإيران مزايا إيقاف أي عمل عسكري يستعد له “الكيان الإسرائيلي” دون العودة إلى أطراف الاتفاق النووي إذا ما فشلت الخطة الدبلوماسية.

أوراق قوة تستخدمها إيران في تسريع صناعة نووية، تسبق النهج الدبلوماسي الأوروبي- الأمريكي البطيء، تجعل الرأي العام يترقب متسائلا: من سيفرض إرادته؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • يوغرطة

    هناك التحدي الايراني والتحدي الكوري الشمالي والتحدي الكوبي بقيادة المرحوم الرجل الشجاع البطل الحر فيدال كاسترو والتحدي الصيني والروسي امام غطرسة وارهاب واجرام ومروق وتكبر وتجبر امريكا الصليبية الفضيعة الصهيونية .
    وهناك الانبطاح والاستسلام والخيانة والذل والهوان العربي العروبي والعار والشنار الاعرابي

  • جزاءري

    الهدف لا النووي ولا حتى إيران . الهدف تكريس الصراعات الاسلامو اسلامية المذهبية والسياسية لتبقى اسراءيل امنة واقوى. حل الملف النووي لن يكون آخر المطاف حتى وإن تحقق. يجب أن تبقى إيران والسعودية على خلاف بينهما والملف النووي يساعد كثيرا على تحقيق هذا الهدف . النووي والصاروخي والتدخل في الاقليم كلها موجودة عند غير الايرانيين . الا تمتلك اسراءيل نووي وباكستان ايضا . الا نتدخل أمريكا والسعودية في الاقليم مثل إيران او اكثر . الا تمتلك اسراءيل والسعودية صواريخ ونحن نرى ما يحدث في اليمن. الهدف هو استمرار الاستقطاب بين السعودية وايران وخلفهما العالم الاسلامي لمصلحة الصهاينة.