-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

محاذير في اللوحات الالكترونية بالمدارس الابتدائية

محاذير في اللوحات الالكترونية بالمدارس الابتدائية

هذا أحد الموضوعات التي تناولتها الندوة الوطنية التي جمعت مديري التربية يومي 12-13 من الشهر الجاري تحضيرا للدخول المدرسي المقبل، إنه الموضوع الذي أود مناقشته وهو هذا الموضوع التقني الذي تم التطرق إليه في الندوة، وطرح جانب منه ضمن الملفات المستعجلة التي درستها الندوة. هذا الموضوع هو مواصلة تجهيز المدارس الابتدائية باللوحات الإلكترونية ولواحقها قصد وضعها بين أيدي التلاميذ كوسيلة تعليمية بديلا ومعوضا للكتب المدرسية المطبوعة، طرح هذا الموضوع وخصص له جانب من أعمال الندوة تطبيقا لتوجيهات رئيس الجمهورية، وحرصا من الوزارة على تجهيز المنشآت المدرسية بالتجهيزات اللازمة، ومنها التجهيز التقني الذي  تم التفكير فيه في مجال تمكين التلاميذ من الوسائل الحديثة وهي اللوحات الالكترونية التي تمكنهم من استثمار هذه الوسيلة في مجال التعلم، إنها اللوحات الإلكترونية التي قرر الوزير إدراج مناقشتها، وهو الموضوع الذي أدرج ضمن الموضوعات التي تهم الدخول المدرسي في هذه الندوة.

إن هذا الموضوع الذي أود مناقشته هو تعميم اللوحات (الطابلات) ووضعها تحت تصرف التلاميذ كوسيلة تعليمية داخل الأقسام بديلا للكتب المدرسية المطبوعة، هذا هو الموضوع الذي أضيف إلى الموضوعات في مجال التحضير للدخول المدرسي، إنه موضوع يعالج جانبا تعليميا مفيدا للبعض ولكنه معقد للبعض الآخر، وليس من السهل تناول كل الجوانب التي يطرحها والتي تتطلب مناقشة واسعة وعميقة، ولا نعتقد أن الوزارة قادرة في الوضع الحاضر على حل المشكلات التي تطرح من أجلها، والتي يثار ضمنها جوانب سير المدرسة، وما يطرح من هذه المشكلات أصبح واقعا تعيشه المدرسة ويعيشه التلاميذ وأوليائهم وهم الذين يعانون من احدى المشكلات وهي المشكلة الرئيسية التي تريد الوزارة حلها بتطبيق هذا الإجراء الخاص بتعميم استعمال اللوحات في المدرسة كوسيلة تعليمية تعوض كثرة الكتب التي تحملها محفظة التلميذ هذه المشكلة هي ثقل المحفظة، تريد الوزارة بتعميم اللوحات إيجار حل لثقل المحفظة، لأنها الوسيلة المعوضة لكثرة الكتب، وتعميمها يعفى التلاميذ من الحمل الثقيل للمحفظة.

المهتمون بالتربية لا يرون فيما طرح مسألة مفيدة تربويا، فهم لا يوافقون على الاستغناء عن الكتب أو التقليل من أهميتها، فاللوحة قد تقيد في بعض الجوانب العلمية ولكنها لا تحل الإشكال المطروح، لا في مجال المحفظة، ولا في مجال توزيع الكتب، فالمشكلة التي تطرح في هذا الموضوع هي ما يراه الملاحظون في التأثيرات النفسية التي تسببها كثرة استعمال اللوحات، لذا ينصح المربون بتجنب الإدمان في التعامل مع هذه الوسائل.

هذا هو الموضوع المثار للمعالجة في هذه الندوة ولكن لم يصرح بمضمونه، وبالهدف من معالجته رغم أنه واضح، وهو الحرص على السعيد إلى تحقيق المحفظة من كثرة الكتب التي يحملها التلميذ على ظهره كل يوم، لأن الموضوع المطروح للمعالجة هو تعميم استعمال اللوحات بهدف جعلها تحت تصرف التلاميذ كوسيلة تحقق عنهم حمل الكتب أو تعفيهم من حملها، ولا يُفهم من الموضوع المطروح للمناقشة أنه قدِّم للتلاميذ كوسيلة تقنية تعينهم على فهم ما تطرحه الدروس وما تعالجه النصوص في المدرسة، وتعمِّق اهتمامهم بدراسة الجوانب التقنية التي يعيشها التلميذ في المجالات الالكترونية التي يجدها التلميذ في الحياة، لأن ما استخلصناه من فوائد تعميم اللوحات وفق ما يقصده من طرحوا الموضوع هو الاستغناء عن حمل عدد كبير من الكتب في المحفظة لأن اللوحة تعوض كثرة الكتب، فهي تضطلع بمضامين تعليمية يمثلها كتاب أو كتب، وهي لذلك تعوض الكتب، لأنها تقدم نصوصا كثيرة تعوض بها كتبا متعددة، فالهدف منها إذن هو إيجار وسيلة تريح التلاميذ من حمل محفظة ثقيلة هذا ما يفهم من الطرف التي تمت مناقشته في هذه الندوة، لم تطلع على الآراء التي طرحت في المناقشة، ولم نستخلص ما توصلت إليه الندوة، ولكن الذي ظهر لنا من الطرح الخاص لهذا الموضوع هو السعي الي تخفيف المحفظة، ولكن المهتمين بالتربية لا يرون في هذا الطرح حلا لما يعانيه التلميذ في هذا المجال، لأن الأهم هو ما ينبغي إدراكه في قيمة تعميم اللوحات في المجال العلمي، فالمهتمون بالتربية لا يرون فيما طرح مسألة مفيدة تربويا، فهم لا يوافقون على الاستغناء عن الكتب أو التقليل من أهميتها، فاللوحة قد تقيد في بعض الجوانب العلمية ولكنها لا تحل الإشكال المطروح، لا في مجال المحفظة، ولا في مجال توزيع الكتب، فالمشكلة التي تطرح في هذا الموضوع هي ما يراه الملاحظون في التأثيرات النفسية التي تسببها كثرة استعمال اللوحات، لذا ينصح المربون بتجنب الإدمان في التعامل مع هذه الوسائل.

هذه مشكلة وبجانبها مشكلة أخرى هي صعوبة التعامل مع هذه اللوحات، فالتعامل معها ليس ميسَّرا للجميع ولكل الأقسام، فالذين لا يتقنون مهارات القراءة واستيعاب النصوص التي يطرحها الكتاب يجدون صعوبة في الاستفادة من اللوحة، فمهما كانت دقة المعلومات لا تعوض أهمية الكتاب ولا قيمة ما يعالجه، فتلاميذ الابتدائي وخاصة تلاميذ السنوات الثلاث لا يمكنهم الفهم الدقيق لما تطرحه اللوحة إلا إذا كان المعلم يعاونهم، وإذا تدخل المعلم في التوضيح فإن الغاية من اللوحة لم تبق لها أهمية، وهنا نطرح سؤالا: ما هي غاية وزارة التربية من تعميم اللوحات (الطابلات) في المدارس؟ الغاية عندها حسبما يبدو هي الحرص على تنفيذ الإجراء الهادف إلى تخفيف ثقل المحفظة، وهذا الإجراء هو تعميم استعمال اللوحات الالكترونية في المدارس، ولكن الحقيقة التي يؤكدها التفكير هي أن تعميم اللوحات لا يحقق هذا الهدف الذي تسعى إليه الوزارة، لأن ما تسعى إليه شيء آخر، هو مسايرة التطور العلمي وجعل التلاميذ يعون جانبا من هذا التطور، وهذا التطور ليس تخفيف المحفظة، إن تخفيف المحفظة غاية تتطلع عليها، ونسعى إلى تحقيقها، ولكن تعميم اللوحات لا يحققها، إنما الذي يحققها هو الدور الإيجابي الذي يقوم به المعلم في المدرسة وفي التعامل مع الكتاب، وفي النظرة التي ينظر بها إلى تعامل التلاميذ مع الكتاب، وهو ما ينبغي أن تهتم به الوزارة، ويحرص عليه المفتشون في توجيهاتهم، ويلتزم به المعلمون في عملهم، وفي تعاملهم مع الكتاب والنظرة التي ينظرون بها على التلاميذ ومعايشتهم الكتاب فالواجب الذي يقوم به المعلم في مجال التعامل مع الكتاب في المدرسة، وهو أن يطلع مسبقا على مضمون الكتاب المقرر الذي يقدمه للتلاميذ، ويحلل جوانبه قبل موعد الدرس ويحدد طريقة تناوله مع التلاميذ، وكيف يوجه تلاميذه، والأسلوب الذي يتعامل معهم، هذا عمل يقوم به قبل توجهه إلى المدرسة، ولا يطلب منهم إحضار جميع الكتب التي يطرحها البرنامج في اليوم، لأن المطلوب هو إحضار الكتاب الضروري الذي يتحتم اللجوء إليه في الحصة وقراءة نصوصه في الحصة والمطلوب أيضا هو تجنب المطالبة بإحضار جميع الكتب لو كان المفروض أن يتحرك المعلمون ممثلو الحركة النقابية ويوجهوا المعلمين إلى الجانب المطلوب منهم، ويبينوا لهم أن ما أصبحوا يطالبون به وهو إحضار جميع الكتب المقررة في اليوم ليس عملا تربويا، ولا يقره التنظيم.

إن ما ينبغي التركيز عليه في استعمال اللوحات هو مسايرة التطوّر العلمي والتقني الذي يعيشه الفكر التربوي وسايره بعض التنظيم التعليمي، إن الهدف من مسايرة هذا التوجه هو أن يجعل القائمون على التعليم أنفسهم مسايرين لما يجري في العالم المتطور، ولكن علينا أن نفهم الهدف من هذه المسايرة حتى لا نكون مغالبين في التناول، لأن ما نتناوله نجمع فيه بين الجانب العلمي والالكتروني وبين ما يقدمه الكتاب الذي نحرص فيه على تطوير مضمونه وتوسيع معلوماته ونجعله يتابع التطورات التي أصبحت صفة مميزة للحياة العلمية والتطور الذي يعيشه الإنسان.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!