-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

محبوب العرب!

قادة بن عمار
  • 7270
  • 12
محبوب العرب!

في كل مرة نشاهد فيها هذا التسابق المحموم على اختيار أصوات غنائية جديدة في العالم العربي، على غرار ما تقوم به محطة الأم بي سي حاليا ضمن برنامجها المسمى محبوب العرب، نتساءل لماذا لا يوجد في المنطقة العربية غير برامج تخريج المغنيين والرياضيين والراقصين، في الوقت الذي يغيب فيه الاهتمام ببرامج تكوين السياسيين والزعماء الحقيقيين والمقاومين المخلصين والمناضلين!

العالم العربي لا ينتج شيئا حاليا بقدر إنتاجه للمغنيين حتى باتت مقولة مغني لكل مواطن عربي حقيقة ملموسة، ولا علاقة لها بعالم السخرية، بقدر ما باتت الفضائيات تتنافس على اختيار محبوب العرب، وستار أكاديمي وهزي يا نواعم ونجم الخليج، واستديو دوزام، وألحان وشباب وسوبر ستاروغيرها من البرامج التي لا تعد ولا تحصى في عالم الهشك بشك مثلما يطلق عليه البعض كناية عن الفراغ القاتل!

لا بل إن هذه البرامج ظلت الثابت الوحيد في الفضائيات العربية طيلة العقدين الماضيين، كما أنها لم تتأثر لا برياح التغيير العربي، ولا بالثورات، ولا حتى بسقوط الحكام ومجيء آخرين، بل استمرت الفضائيات في الإنتاج، والشركات في تقديم الإعلانات، والشباب في التنافس على إبراز مواهبهم، والمشاهدين في التصويت، ولجان التحكيم في مقارعة الاختيارات، وهكذا حافظت الأمة على هذه الثروة العظيمة من المواهب العربية والموسيقية التي باتت أغلى من النفط في نظر بعض المخبولين!

ولأن التزوير عادة عربية أصيلة، فقد اشتكى العديد من المشاركين في مثل هذه البرامج من تزوير النتائج والعبث بتصويت الجمهور، وهنا، لابد من التساؤل عن سرّ سلوك هذه الأمة التي تتباكى على تزوير أصواتها في اختيار المغنيين في الوقت الذي تمارس فيه سياسة التطنيش الاستراتيجي عندما يتعلق الأمر بتزوير صناديق الاقتراع، لاختيار حكامها طيلة العقود الماضية، بل ظهرت حزينة جدا وهي تبكي لكل ملك يرحل، وسعيدة جدا وهي تهلّل وتكبّر لكل حاكم يجيء، كما أن نتيجة التسعات الأربع لم تزعجها أبدا، لذلك كان غريبا نوعا ما استيقاظ الربيع العربي، وكأنه يولد من رميم اعتقدنا أنه بات نسيّا منسيا!

هذه البرامج التي تعنى باكتشاف المغنيين الجدد وأحيانا حتى الراقصين والشعراء من بائعي الكلام، لم تساهم سوى في إيقاظ بعض مشاعر الجاهلية المترسبة لدى العرب، فباتوا يتنافسون ويلهثون وراء تتويج ابن البلد على حساب الآخر المنافس العدو، حتى وإن كان منتميا للدين والأمة نفسها، لكن هذه البرامج نجحت عديد المرات في خلق العداوات بين الشعوب، وتفوّقت حيث فشل المستعمر القديم في تطبيق مبدأ فرق تسد، حيث نشرت الفُرقة الجسيمة، وأسست للتنافس بالأصل، كما جعلت التنابز بالألقاب وسيلة لتسود هذه النوعية من البرامج وتجلب مزيدا من الجماهيرية والإعلانات التجارية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • أأأأ

    اضغط مرتين على أي خانة كتابة لتظهر لوحة المفاتيح الافتراضية.؟؟

  • أحمد الوافي

    المطلوب أولا تعليمهم القراءة و الكتابة
    يا عزيزي عندما يكون مستوى جامعيينا لغويا لا يتعدى الإبتدائي فكيف نستطيع الحديث عن مستواهم الفكري أو العلمي
    الأكيد أننا بحاجة ماسة لبرامج تلفزيونية تحل محل المدرسة الإبتدائية (على الأقل) من أجل أن يستطيع شبابنا (خاصة في الجزائر) أن يعبر عما يريد قوله (كتابة و نطقا) بشكل صحيح

  • رزيقة بوشامة

    برامج لتكوين سياسيين كيف ....................
    للتعليق2 لماذا نجد اهتمام بهذه البرامج من طرف الشباب
    انا نظن انها قضية غياب برامج جدية تلفت اهتمتم الشاب والتنشئة اللي كان للغزو الثقافي نصيب كبير فيها بصح هدا ميعنيش انهم غير واعيين لوكان كاين قواد صح كما بومدين هدفهم الوحيد هو الاصلاح وخدمة الامةوالشعب فاكيد راح يتجاوبو من وجهة نظري الجزائر ينتظرها مستقبل مشرق مزالو فيها رجالة وبيربي ميطولش هذاك النهار اميييييين

  • amalou blida

    و الله العظيم كلام في محل برغم من ان حتى انا اشاهد هذه البرامج و تعجبني بزاف و لكن ماذا نقول الفراغ و الفكرة التي طرحتها عظيمة يجب تنفيذها و قد تكون الحل في كشف الفساد السياسي

  • ولد الصديق ميلود

    تحي لك اخي قادة

  • الي راك دق فيه

    المهم المشاركة

  • Med

    هذا ما ولاش راي علاش يا ناشر ما راكش تنش في التعليقات نتاعي مع انها محترمة وما فيهاش الكلام القبيح ولا كانهم ناقصينكم الخدامة رانا غير قعود اخدم خدمتك سي نو تروح بلاصتك على الاقل بينو شويا المصداقية المزعومة

  • فواد ع

    يا استاذ بن عمار، انه وللأمانة كلام في غاية الصواب وهذا هو حال الامة في الثلاث عقود الاخيرة. لقد فقدت الامة شخصيتها واصبحت مواقفها هزيلة علي المستوي الرسمي فبات من الضروري ايجاد بديل ينسي اصحاب الضمير الحي همومهم وجعلهم لا يفكرون الا في اشباع غرايزهم فاستورد اصحاب المال و القرار اللامسؤول بعض مقدمات البرامج "فاتنات" من بلاد عربية معروفة غزو بها الفضائيات، فماذا نتوقع منهم ان يقدموا لنا؟ انها النكسة و رب الكعبة! شكرًا لصاحب المقال. 

  • algerienne

    مع احترامي لك -لكن أرى أنك تناقش كل المواضيع وفي كل المجلات من السياسة إلى الفن إلى ما يخطر على البال وهذا يدل على أنك تفتقر إلى معايير السيطرة والتخصص في مجال معين لذلك تغطي هذا النقص بالكتابة في أي مجال - في الاعلام المعاصر وصلنا إلى كتابة مقال حول فكرة معينة ونكت محددة أما ما تكتبه فهو عموميات -عليك محاولات تحسين أفكارك والغوص أكثر في المجال ألذي تتقنه ولو كان الفن

  • بدون اسم

    يا اخ قادة كلامك صحيح الشباب العربي ولنقل الشباب الجزائري بصفة اخص محتاج الى قادة اكفاء عقلاء من جنسه -يعني من الشباب- بسيرون به الى بر الامان فنجد الشاب اليوم الذي لا نلومه بقدر ما نلوم من يجر به الى الهاوية تنغلق امامه جميع المسالك وينساق وراء هاته التفاهات التي تهدم ولا تبني بالأصح ومن درجة ما تضيق به حاله نجده ينجر الى اي شيء يخرجه من حالة اليأس والقنطة ولو على حساب توجهاته و مبادئه و للأسف نجد هذا في الطبقة المتعلمة والمثقفة بصفة خاصة ولم يستفد حتى من المدرسة التي قضى فيها معظم مرحلة حياته

  • ضمير مستتر

    أصبت يا أستاذ قادة

    و زيادة على الأسئلة اللتي طرحتها بإستغرابك من القنوات اللتي تتهافت على تكوين برامج لتخريج مغنيين و راقصات و شعراء على حساب الإهتمام بالعقول المفكرة و العلماء ، أطرح سؤالا مهماً

    لماذا نجد قبول من المجتمع العربي لهذه البرامج الفارغة
    سواء عن طريق التصويت للمشاركين

    أو كثرة المشاهدات في اليوتيوب لتسجيلات هذه البرامج

    أو تبادل الاحاديث عن المشاركين في المنتديات الإلكترونية و مواقع التواصل الاجتماعي !!

    ألسنا نحن كمجتمع من صنعنا هذا النموذج من وسائل الإعلام ، و اللتي لا تهدف سوا للربح و التكسب

    لو أننا مجتمع واعي و إهتمامات

  • ماريا راني جيت

    انه وليد بن طلال قاهر العروبة والاصاله ويحارب الاسلام هذا الرجل من كثرت نذالته وحبه لامريكا نسي من يكون كل شئ فاسد هو صاحبه اقولها بقلب مسلمة حسبي الله ونعمل وكيل فيك يا وليد بن طلال .....حتى السعوديين الشرفاء يكرهونه