محجبات راقصات وعارضات أزياء وفنانات وملكات جمال!
إلى وقت قريب جدا كانت المرأة التي ترتدي الحجاب على قدر كبير من الالتزام وتحظر على نفسها العديد من المجالات التي قد لا تناسبها كولوج عالم الغناء، والتمثيل، وعروض الأزياء ورقص الباليه، وغيرها من المجالات الأخرى، غير أن حب التميز والظهور جعل الكثيرات يضربن بهذه الصورة النمطية عرض الحائط، وهو ما أثار الجدل بسبب تنافي ما يقمن به والشروط الشرعية لارتداء الحجاب.
محجبات ممثلات ومغنيات
عرف المجال الفني على مر السنوات تحجب كثير من الممثلات والمغنيات، حيث كن يبدأن مهنتهن متبرجات وبعدها يضعن الحجاب ويواصلن مسيرتهن الفنية غير أن الموضة ما استحدثته بعض الفتيات اللواتي يشاركن في برامج للمسابقات الغنائية وهن متحجبات أو يشاركن في أعمال فنية درامية بحجابهن الذي يعتقدن أنه لا يتعارض أبدا مع عملهن.
وقد أثارت نداء الشابة الأردنية التي فازت بالمركز الأول في برنامج المواهب الغنائية “ذو الفويس”، جدلاً واسعاً في الدول العربية عن غنائها على المسرح بالحجاب، وكان أول المعترضين على ظهورها والدها الذي قاطعها لرفضه مشاركتها في البرنامج.
وفي الجزائر تكررت مشاركات فتيات في مسابقة ألحان وشباب التي يعرضها التلفزيون الجزائري، حيث انقسم المتابعون بين متقبل للفكرة ورافض لها، أولها كانت في 2007 بظهور المشاركة أنيسة وآخرها المشاركة الشابة في طبعة 2016، سيما مع ما يجري من مشاهد تمثيلية غنائية واستعراضية تسيء إلى صورة الحجاب في المجتمعات الإسلامية.
وأحيانا يمتد الأمر في بعض البلدان المسلمة إلى فرق لمتحجبات على غرار ما بادرت إليه فرقة أندونيسية لغناء “البوب”
ويتعلق الأمر بـ “ساسا وليلى ونينا ويوسي”، اللائي أصدرن ثلاث أغان إسلامية حققت نجاحاً واسعاً في آسيا.. الفتيات الأربع أطلقن فرقة «نورا» معتمدات في ذلك على أصواتهن العذبة ومظهرهن الراقي، ومهاراتهن في الأزياء والغناء للتعبير عن فخرهن بارتداء الحجاب.
محجبات عارضات أزياء
عروض الأزياء هي الأخرى باتت هدفا بلغته المحجبات اللّواتي لمعن في إبراز جمال الكثير الألبسة، سواء تعلّق الأمر بالقطع اليومية العادية أو فساتين السهرة التي تتألق بها المرأة.
وأصبحت المرأة المحجبة ورقة رابحة وأفقا جديدا تستقطبه دور الأزياء العربية والغربية، حتى أن بعضها بات يخصص لها فواصل إشهارية عبر العديد من المحطات التلفزيونية وأغلفة المجلات.
ومن بين هؤلاء ماريا إدريسي أول عارضة أزياء محجبة تظهر في إعلان تلفزيوني حيث أكدت أن عرضها للأزياء لا يتنافى مع مبادئ الحشمة، وتقول إنها افتتحت المسير، وتحلم بوكالتها الخاصة لتوظيف المحجبات في هذا المجال.
من جهتها تقول إحدى المحجبات الجزائريات رفضت الإفصاح عن اسمها أنها تشارك في كثير من عروض الأزياء الملتزمة، لكن على نطاق ضيق ومعارضة أهلها لها حالت دون امتهان الأمر.
وبرأي هؤلاء فإن عروض الأزياء لا تتنافى ومبادئ الحشمة والتعفف طالما أنهن يحافظن على القدر الكافي من الالتزام الذي لا يظهر مفاتنهن.
محجبات راقصات
تتداول مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات لمحجبات يرقصن بشتى الطرق وعلى شتى الإيقاعات.
ويشكل الرقص بالنسبة للمرأة متنفسا لها تحاول قدر الإمكان أن لا يتجاوز حدود الأصدقاء والعائلة غير كثيرا من الضحايا كن فرائس لذوي النفوس المريضة الذين شهروا بهن على نطاقات واسعة.
بالمقابل تعج قاعات الرياضة بفتيات محجبات يقبلن على تعلم فنون الرقص الشرقي والغربي، وهن لا يجدن حرجا أبدا في ذلك.
أما على الصعيد العلني فيبدو أن راقصة الباليه الأسترالية ستيفاني كورلو (14 عاماً)، هي أول من جهرت “بفنها” على الملأ، حيث تمسكت بعد تحجبها بممارسة هوايتها المفضلة في رقص الباليه.
وحسب ما نقلته عنها العديد من وسائل الإعلام، فإن كورلو التي اعتنقت الإسلام مع والديها وأخويها في العام 2010، شعرت بالضيق لعدم تمكنها من ممارسة رقص الباليه مع الحجاب، وتقول في حوار صحافي مع موقع ماشابل، “ارتداء الحجاب مهم جداً لي؛ لأنه جزء من تكوين شخصيتي، وهو أيضاً رمز للدين الجميل الذي أنتمي له وأحبه”.
وتضيف، “إذا كان من حق الناس أن يتعرّوا فمن حقي أن أغطي جسدي”، لذلك أصرت على مواصلة الرقص وعدم خلع الحجاب، إذ تريد أن تصبح ملهمة للكثيرات من الشابات اللاتي يعتقدن أن أحلامهن لا يمكن أن تتحقق، على حد قولها.
محجبات ملكات جمال
ملكة الجمال لم تعد بالضرورة فتاة متبرجة ذات قوام ممشوق وشعر جميل بعد أن فسح المجال أمام العديد من المتحجبات من خلال مسابقات ملكة جمال المحجبات وملكة جمال المسلمات التي احتضنتها دول مسلمة على غرار اندونيسيا ومصر.
وتعتمد تلك المسابقات التي عرفت إقبالا كبيرا على معايير مغايرة لبقية المسابقات الأخرى، حيث تحظر ارتداء ملابس السباحة.
ويتم اختيار “الملكات” وفق معايير أساسية هي الذكاء والتقوى والأناقة وأحيانا أخرى نسبة حفظهن للقرآن وثقافتهن الدينية.
وفازت المتسابقة المصرية آية الله عادل بلقب ملكة جمال المحجبّات العربيات في ختام المسابقة التي أقيمت للمرة الأولى في مدينة شرم الشيخ المصرية، وشهدت المسابقة منافسة بين 150 فتاة من مختلف الدول العربية.