الشروق العربي
رفعن التحدي عاليا واقتحمن مجالات ظلّت من الطابوهات

محجبات مغنيات وممثلات وعارضات أزياء وملكات جمال

الشروق العربي
  • 2740
  • 8
أرشيف

لم يعد الحجاب عائقا في وجه كثير من الفتيات والنساء، الراغبات في ممارسة هوايات أو مهن، ظلت لزمن طويل في قاموس الممنوع في الأعراف والتقاليد، فبرزت في الآونة الأخيرة، وبقوة، مصطلحات جديدة، على غرار المغنيات المحجبات وعارضات الأزياء المحجبات وملكات الجمال المحجبات، بل وحتى راقصات محجبات..

وأوجدت هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمعات العربية الإسلامية جدلا ونقاشا بين مؤيد ومستحسن للفكرة، وبين معارض ومستهجن لها.. ولكل تبريره ووجهة نظره، غير أنّ هذا لم يوقف قطار المحجبات في اقتحام مختلف المجالات، التي كانت إلى وقت قريب عصيّة عليهن، حيث يعتبرن أنّ الهندام ليس عائقا أبدا أمام المرأة لتحقيق أحلامها، مادامت العزيمة والإصرار سلاحها الدائم.

الإعلام يفتح المجال أمام المحجبات

ظل الحجاب حلما يراود العديد من النساء، اللواتي كن محتارات بين خيار التحجب أو التخلي عن أحلامهن ومهنتهن، قبل أن تكسر هذه القيود في بداياتها من قبل بعض الصحفيات والإعلاميات على الشاشة. ولقي ذلك في البداية معارضة من المسؤولين، غير أن الحفاوة والترحيب الشعبي سرعان ما جعلهم يتراجعون ويبدون مرونة في التعامل والاستسلام، وتوالت التجارب بعد ذلك تباعا في المجال الإعلامي. وكان تحجب مقدمة النشرة، نصيرة مزهود، أول الخرجات في التلفزيون العمومي، لكنها أبعدت عن الشاشة، وبعد مدة، بعث تحجب الإعلامية، خديجة بن قنة، الأمل مجددا، بعد احتفاظها بتقديم الأخبار والظهور على الشاشة. وتتالت التجارب مع القنوات التلفزيونية الخاصة، وكذا مع المؤثرات في مواقع التواصل الاجتماعي، تتقدمهن أميرة ريا، بأكبر نسبة من المتابعين.

الممثلات والمغنيات يرفعن التحدي عاليا

وإلى ذلك، رفعت بعض الفنّانات الممثلات والمغنيات التحدي عاليا، حيث حافظن على نجوميتهن في الوسط الفني، وبدل الاعتزال والتخلي عن عملهن عقب التحجب، فضّلن المواصلة والتقيد بضوابط الحجاب، مع الامتناع عن تأدية بعض الأدوار والأغاني التي تتعارض مع مظهرهن، وانتقلن من العري والإغراء إلى الاحتشام والعفّة. ولنا في الفنانات المشرقيات والجزائريات أمثلة كثيرة، لا تعد ولا تحصى، على غرار الفنانة، منى عبد الغني، وعفاف شعيب، وآمال حيمر، وفاطمة بلحاج، ونعيمة عبابسة، ونادية بن يوسف، ومنال حدلي، وغيرهن كثيرات..

محجبات عارضات أزياء وملكات جمال

تحول سوق أزياء المحجبات، في الآونة الأخيرة، إلى سوق كبيرة ورابحة، أجبرت الماركات العالمية على الاهتمام بها، وتحويل الأنظار إليها، فاستعملت لأجل ذلك عارضات أزياء محجبات للترويج لها.

ومع توجّه العالم نحو التنوع والشمولية في جميع الصناعات، لم تعد النساء المحجبات مستبعدات، بل أصبحن رهانا أساسيا في أكبر وأهم عروض الأزياء في العالم، ووقعن تعاقدات مع كبرى وكالات الموضة العالمية، دون أن يكون الحجاب عقبة أمام حلمهن، بل وضعت كل منهن قائمة شروطها كما تشاء.

وتمكنت عشرات المحجبات من خوض سباق مجال الموضة والتميز فيه، وفرضن أنفسهن على هذا العالم الأنيق، لكن لم يكن الحجاب “الطابو” الوحيد الذي حطمنه فيه، بل كسرن كل حواجز المألوف عن الموضة التي تشترط الانحدار من الأسر الغنية والتخلي عن التعليم والتحرر من الملابس، لتسطر العارضات المحجبات قصص نجاح رائعة.

وأصبح بعض المصممين الجزائريين والعالميين يدرجون المحجبات ضمن عروضهم، وبات للفستان الأبيض للعروس المحجبة قطعة أساسية في عروض الأزياء، ومن أهم عارضات الأزياء المحجبات العالميات نذكر حليمة آدن الأمريكية من أصول صومالية، وخديجة دياوارا، وشهيرة يوسف البريطانية من أصول صومالية، وكذا أمينة خان البريطانية.

وإلى ذلك، انتقلت عدوى ملكات الجمال إلى المحجبات اللواتي أصبحن يتنافسن في مختلف أنحاء العالم، ضمن مسابقات وطنية وقارية وحتى عالمية.

ونالت مسابقة المحجبات العرب شهرة واسعة، حيث أصبحت تنظم سنويا ويشارك فيها المئات من المتسابقات. وعلى الرغم من الاختلافات الكثيرة بين جميع المشتركات، إلا أنهن جميعا يؤكدن تمسكهن بارتداء الحجاب، ودعمهن له، وأن تكون كل واحدة ملكة للحجاب في حياتها وعملها، بعيدا عن المسابقة.

لا بد من التزام المحجبة بضوابط شرعية وأخلاقية في أي مهنة تمارسها

وأكّد الإمام إسماعيل موسى أنّ الحجاب فريضة على كل امرأة مسلمة، بغض النظر عن المهنة التي تمارسها، سواء كانت في قطاع التعليم أم التمثيل، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال ربط الحجاب بالمهنة أو الإفتاء بتخلي بعض المحجبات عنه في مهن معينة، لأن ما يمارسنه غير لائق.

وأشار إسماعيل موسى إلى ضرورة التزام المحجبة بعدة ضوابط شرعية وأخلاقية، وهي ذات الضوابط المفروضة على المرأة المسلمة وإن لم تكن محجبة، فما لا يجوز للمرأة المتبرجة لا يجوز أيضا للمحجبة.

واعتبر المتحدث ممارسة المحجبة للتمثيل أو الغناء أو حتى عروض الأزياء في نطاق نسوي وفق ضوابط معينة، أمرا ممكنا إذا ما تم فيه الابتعاد عن كافة المحرمات وعن كل عري وفحش.

مقالات ذات صلة