-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الكاتب الصحفي المغربي علي لمرابط لـ"الشروق":

محمد السادس مريض والحرب مستعرة داخل القصر

عبد السلام سكية
  • 40408
  • 0
محمد السادس مريض والحرب مستعرة داخل القصر
ح.م
الصحفي المغربي علي لمرابط

يقدم الكاتب المغربي علي لمرابط، تفاصيل وافية عن الوضع داخل القصر الملكي والحالة الصحية لمحمد السادس، ويؤكد “أنه مريض” وأن “هنالك حربا ضروسا داخل دواليب القصر الملكي”.
ويؤكد لمرابط، الذي جرى استهدافه من قبل المخزن بعمليات تجسس في هذا الحوار مع “الشروق”، أن مقتل عشرات الأفارقة في مليلية ضربة قاصمة لصورة الملك الذي استثمر في تلميع صورته في القارة السمراء.

غياب لافت للملك محمد السادس منذ فترة، الذي اكتفى بخطاب موجز في عيد العرش، ثم العودة لفرنسا، هل معلوم مكانه وسبب غيابه؟
نعلم أنه كان في فرنسا، حيث أمضى عدة أسابيع، وقام برحلة سريعة ذهابًا وإيابًا إلى المغرب. للاحتفال بعيد الأضحى المبارك، ثم كما قلتم ظهر في خطاب عيد العيد، وهذا لإسكات الشائعات حول حالته الصحية.
الشائعات حول صحة الملك تحدثت عن دخوله في غيبوبة وحتى وفاته، التي انتشرت من قبل شخصيات مغاربة يعيشون في الخارج.
المؤكد أن الملك مريض، ويعاني من عدة أمراض هرمونية تصيب عدة أعضاء حساسة في جسده، لكنه ليس ميتًا ولا في غيبوبة، لكنه ضعيف جدا. قبل أسابيع قليلة تعرض لأزمة في منزله في باريس.

أعلنت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، إلغاء مراسيم “عيد العرش” تحت ذريعة تأثيرات فيروس كورونا، وتم الاكتفاء بالخطاب الذي ألقاه، هل يبدو هذا التبرير منطقيا ومسوغا؟

لا، إنه غير منطقي ولا مبرر، لم يعد فيروس كورونا شرسا كما كان من قبل، الحياة استأنفت مسارها الطبيعي في المغرب، حيث سمحت السلطات على سبيل المثال بإقامة المهرجانات بحشود غفيرة.
والسبب الآخر، حفل البيعة (حفل الولاء والبيعة) في باحة المشور بقصر تطوان طويل ومتعب وعلني، يجب أن يبقى الملك خلاله على حصانه لينال ولاء رعاياه، ومع ذلك، حاليًا ونظرًا لحالته الصحية، لا يمكنه القيام بذلك، من الممكن أن يسقط نتيجة لحالة التعب التي يعانيها.

تناولت في مقال لك العلاقة بين محمد السادس والأشقاء زعيتر، كيف تصف العلاقة تلك؟ وهل من المنطقي بناء تلك العلاقة بين الملك والأشقاء، خاصة والهالة التي يحيط بها الملك نفسه؟

بحسب الصحف العالمية، فإن الأشقاء زعيتر يقيمون في القصر الملكي بالرباط، لكن المخابرات المغربية، وعبر الصحافة المغربية التي تسيطر عليها، تقوم بحملة إعلامية عنيفة ضدهم.
وسائل الإعلام المغربية المقربة من أجهزة المخابرات، تقوم وبشكل دوري بانتقادهم وتصفهم بـ”العصابات” و”اللصوص” الذين تمت إدانتهم من القضاء الألماني، وهنا أضع هذه الكلمات بين علامتي اقتباس لأنها نُشرت في الصحافة المغربية.
الأسئلة التي أطرحها على نفسي والتي يسألها الجميع في المغرب هي كالتالي: ما الذي يحدث في القصر الملكي بالرباط؟ هل يعرف الملك الماضي الإجرامي لأصدقائه؟ هل يعلم أنهم يتصرفون بلا قيود نيابة عنه؟ وأخيرا، السؤال الرئيسي: هل يدرك الملك أن الإخوة زعيتر، الذين يسكنهم في قصره، المركز العصبي للمخزن، يتعرضون لحملة صحفية عنيفة دبرتها أجهزته الاستخباراتية.

هل يمكن الحديث عن حالة فوضى وصراع عصب ومصالح داخل القصر الملكي؟

نعم، يمكننا أن نقول ذلك، مما يمكن جمعه من التقارير الواردة في الصحافة المغربية التي تسيطر عليها الشرطة السياسية، تم إعلان حرب شاملة من قبل الديوان الملكي وأعضاء العائلة المالكة ضد الأخوين زعيتر.
أبو زعيتر متهم بالتصرف مثل حاجب، وذهب موقع “هسبريس” إلى حد تهديد أبو زعيتر لينتهي به المطاف كما حصل لراسبوتين، أي أن يموتوا مقتولين من قبل أقارب الملك.
الملاحظ كذلك، أنه لم يباشر مكتب المدعي العام أي دعوى، وأولئك الذين يحركون الخيوط وعدوا الصحافة التي تهاجم الأخوين زعيتر بالإفلات التام من العقاب.

من الحاكم الحقيقي الآن في المغرب؟

لا يزال الملك، ولكن بما أنه منشغل بمرضه، فهناك رياح “السيبة” لكن داخل المخزن وليس في الخارج، حيث تحتدم الحرب في القصر الملكي.

شهدت مليلية مجزرة رهيبة راح ضحيتها عدد كبير من المهاجرين الأفارقة، أي تأثير لما جرى على صورة المملكة ومحمد السادس تحديدا؟

إنها فضيحة كبرى، وضربة قاسية لصورة المغرب والملك محمد السادس الذي استثمر أمواله بكثافة في إفريقيا في السنوات الأخيرة.
إن منع الأفارقة بعنف من العبور إلى أوروبا لتقديم خدمة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز هو أمر قاس وغير إنساني.
المغرب ليس لديه أي مهنة ليصبح شرطيا خدمة لأوروبا العنصرية والمتعصبة التي ترحب بالأوكرانيين بأذرع مفتوحة وتحيي المذبحة على الحدود بين الناظور ومليلية.

لا ينبغي أبدا أن ننسى أنه بعد المذبحة مباشرة، قال سانشيز إن قوات الأمن المغربية “حلت” المشكلة، إنها لغة اليمين المتطرف، وليست لغة زعيم يدعي أنه اشتراكي وتقدمي.

ماذا يعني هذا التواطؤ بين الاتحاد الأوروبي والرباط؟

تحتاج إسبانيا إلى المغرب للسيطرة على حدودها الجنوبية التي تمر عبرها الهجرة من أصول إفريقية، لكنها حاجة عنصرية لأنه وفقًا للدراسات التي أجرتها منظمات جامعية إسبانية، من بين 10 مهاجرين عبروا بشكل غير قانوني إلى إسبانيا، يمر اثنان فقط عبر الجنوب، والباقي، ويتألف بشكل أساسي من مهاجرين من أمريكا اللاتينية ينزلون في المطارات الإسبانية دون أي قيود.

كيف تقرأ نسق الغضب الشعبي المغربي من الحكومة ونقصد التدهور الاجتماعي والغضب من مواصلة سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

أين هو الغضب الشعبي؟ لا أرى أي غضب شعبي، لقد تم تخدير المغاربة لفترة طويلة.
إذا كنت تريد أن تخبرني عن الغضب على رئيس الحكومة عزيز أخنوش، فهم مخطئون.
أخنوش مجرد دمية، مثله مثل رؤساء الحكومات السابقين، القوة الحقيقية في المغرب مملوكة لمجموعة صغيرة تدور حول الملك محمد السادس.
بالنسبة للتطبيع مع “إسرائيل”، أتساءل مثلك، أين ذهب هؤلاء الملايين من المغاربة الذين نزلوا إلى الشوارع لدعم ما قالوا إنه “قضيتهم المقدسة” الأولى؟ هم في عطلة.
حتى “الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية”، أحد مؤسسيه، عندما كان يسمى هذا الحزب بالاتحاد الشعبي للقوات الشعبية، مهدي بن بركة، تم اختطافه واغتياله بمساعدة الموساد الإسرائيلي، لا يدين هذا التطبيع.

قدم الاتحاد الأوروبي وهي الجهة التي توصف بأنها راعية لحقوق الإنسان، أنظمة لاختراق هواتف الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان المغاربة، وأنت واحد من المعنيين بالتجسس، ماذا حصل بالضبط؟

لم يكن الاتحاد الأوروبي أبدًا راعيًا لحقوق الإنسان، إنها مجرد أسطورة بل كذبة، لطالما دعمت المفوضية الأوروبية وملحقها، البرلمان الأوروبي النظام الاستبدادي في المغرب.
إن توفير نظام تكتظ سجونه بالمعتقلين السياسيين، ويمارس التعذيب ولا يحترم حقوق الإنسان، وأنظمة تستخدم للتجسس على الصحفيين ونشطاء حقوق الإنسان، ليس عارًا فحسب بل عملية إجرامية.
وإذا أكدت بروكسل أن هذا البرنامج يستخدم فقط للتجسس على الهواتف المتورطة في الهجرة غير الشرعية، فعلينا أن نتساءل عن سبب تقديمها “بتكتم وسرية” للمغرب.
نذكره أن برنامج التجسس الإسرائيلي Pegasus كان من المفترض أنه مصمم للتجسس على الإرهابيين والمجرمين الخطرين، ولكن تم استخدامه من قبل المخابرات المغربية للتجسس على المغاربة والجزائريين وكذلك الصحفيين والمسؤولين في ثلاث دول أوروبية: إسبانيا وفرنسا وبلجيكا.

أنت واحد من الصحفيين الذين يعتبرهم القصر ملكي مصدر إزعاج، وسابقا تم استهدافك بالتجسس وأصبحت مطاردا، هل يمكن أن تكون ضحية تصفية جسدية؟

لا أستطيع أن أتطرق إلى هذا الموضوع لأسباب واضحة، لكن هناك شهادات تم نشرها في الصحافة المغربية ولم تنكرها السلطات المغربية.
على سبيل المثال، مقابلة مع محتجز عمل سابقًا في جهاز أمني مغربي وقدم من زنزانته في سجن مغربي، وليس من الخارج!. تفاصيل عملية تصفية وكذلك أسماء مثل اسم المستشار الملكي والصديق الشخصي للملك فؤاد علي الهمة، والجنرال حميدو لعنيكري الذي ترأس بعد ذلك المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني -المخابرات الداخلية-. حتى أنه شرح كيف كان يلتقي بضباط شرطة فرنسيين في فرنسا، صحيح أم خطأ؟
هذا ليس لي أن أجيب عنه، لكن لم يرد أي من الأسماء المذكورة في تلك التسريبات، ولم تفتح النيابة العامة ولا السلطات المغربية تحقيقا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!